الأسلحة تربح والشعوب تعاني.. مكاسب ضخمة وسط الحروب

الحروب ترفع أسهم شركات الأسلحة إلى مستويات قياسية

أحمد عبد الحفيظ

شهد العام الماضي في منطقة الشرق الأوسط تطورات مأساوية نتيجة للصراعات المسلحة، وخصوصًا بعد تصاعد العنف في غزة.
لكن في ظل هذا الصراع المأساوي، حققت بعض القطاعات مكاسب خرافية، فقد شهدت شركات تصنيع الأسلحة ارتفاعًا قياسيًا في أرباحها، ما جعل المستثمرين في هذه الشركات يجنون أرباحًا ضخمة خلال هذه الفترة.

الحروب وأرباح صناعة الأسلحة

بحسب تقرير صادر عن “Responsible Statecraft الاثنين 7 أكتوبر 2024، فإنه منذ بداية الحرب في غزة، تزايد الطلب العالمي على الأسلحة، ما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات التصنيع العسكري، المستثمرون في هذه الشركات استفادوا بشكل كبير من عدم الاستقرار في المنطقة، حيث ارتفعت أسعار أسهم شركات الأسلحة بشكل ملحوظ مقارنةً بالمؤشرات المالية الرئيسية الأخرى.
على سبيل المثال، حققت شركة “لوكهيد مارتن”، وهي أكبر شركة أسلحة في العالم ومصنعة للطائرات الحربية، عائدات بنسبة 54.86% على مدى عام واحد بعد الهجوم على غزة.

ريثيون وارتفاع الطلب على الأسلحة

لم تقتصر الأرباح الضخمة على “لوكهيد مارتن” فقط، بل شملت أيضًا شركة “ريثيون”، ثاني أكبر شركة أسلحة في العالم، التي تصنع قنابل “بنكر باستر” المحظورة دوليًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، ورغم حظر استخدامها في المناطق المكتظة بالمدنيين، إلا أن إسرائيل استخدمتها بشكل متكرر في غزة ولبنان، ما أسفر عن خسائر كبيرة في الأرواح.
الطلب المتزايد على هذه الأسلحة أدى إلى ارتفاع أسعار أسهم “ريثيون”، حيث سجلت الشركة عائدات بلغت 82.69% في العام الماضي.

الدور الأمريكي في الصراع

في ظل هذا الصراع، لا تزال الولايات المتحدة تقدم دعمًا عسكريًا هائلا لإسرائيل، ورغم دعوات إدارة بايدن المتكررة لوقف إطلاق النار، لم تستجب إسرائيل لهذه النداءات.
في سبتمبر 2024، وافق البيت الأبيض على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 8.7 مليار دولار لإسرائيل، معظمها يُنفق على شراء الأسلحة والذخائر من شركات الأسلحة الكبرى. وبذلك، بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية لإسرائيل منذ أكتوبر 2023 حوالي 18 مليار دولار.

بينما تستمر الحروب في الشرق الأوسط، وتزداد التوترات بين إسرائيل وحماس، وكذلك في لبنان وإيران، أصبحت صناعة الأسلحة المستفيد الأكبر من هذا النزاع المتصاعد. ورغم الانتقادات الدولية للحرب وما تخلفه من ضحايا، فإن الطلب على الأسلحة لا يبدو أنه سيتراجع، ما يُبقي على ازدهار الشركات المصنعة لها.

ربما يعجبك أيضا