الأسوأ منذ 52 عامًا.. لماذا تراجعت الأسهم الأمريكية خلال النصف الأول؟  

ولاء عدلان
تراجع الأسهم الأمريكية

فقد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، منذ بداية 2022، نحو 8.5 تريليون دولار من قيمته السوقية، وسط عزوف المستثمرين عن الأصول الخطرة.


أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية النصف الأول من العام الحالي، بخسائر حادة، وسط تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

وخلال الفترة من يناير إلى يونيو 2022 سجل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الذي يعد معيارًا قياسيًا لأسهم “وول ستريت” أسوأ أداء نصفي منذ العام 1970، وسجل مؤشر “داو جونز” الصناعي أضعف أداء منذ العام 1962.

خسائر فادحة لـ«وول ستريت»

مؤشرات “وول ستريت” سجلت خلال الربع الثاني المنتهي في يونيو، تراجعها الفصلي الرابع على التوالي للمرة الأولى منذ 2015، وعلى صعيد الأداء الشهري، وتراجعت أيضًا على نحو جماعي، فهبط المؤشر القياسي “إس آند بي 500” بـ8.4% بنهاية يونيو إلى مستوى 3785.38 نقطة مسجلًا أسوأ أداء شهري منذ مارس 2020، وفق رويترز وياهو فايننشال.

وهبط مؤشر “داو جونز” الذي يضم كبرى الشركات الصناعية بـ6.7% إلى 30775.43 نقطة، وسجل “ناسداك” الذي يركز على أسهم التكنولوجيا أكبر خسائر شهرية متراجعًا بـ8.7%، ليرفع خسائره في النصف الأول من العام إلى 29.5%، مسجلًا أسوأ أداء نصفي في تاريخه، مقابل تراجعات نصفية لـ”إس آند بي 500″ بـ20.6% و”داو جونز” بـ15.3%.

التضخم كلمة السر

فقد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” الذي يعد مقياسًا لنشاط السوق منذ بداية العام نحو 8.5 تريليون دولار من قيمته السوقية، مسجلًا أسوأ أداء نصفي منذ 52 عامًا، وسط مخاوف من أن يؤدي كفاح الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي” ضد التضخم إلى مضاعفة عزوف المستثمرين عن الأصول الخطرة بما فيها الأسهم مع تصاعد احتمال سقوط الاقتصاد الأمريكي في دائرة الركود.

ومع بلوغ التضخم أعلى مستوياته في 40 عاما عند 8.6% خلال مايو الماضي، اضطر “الاحتياطي الفيدرالي” إلى رفع الفائدة بأسرع وتيرة منذ 30 عاما لتصل في يونيو إلى 1.75%، متخليًا عن سياسة التيسير النقدي التي ساعدت “إس آند بي 500” على مضاعفة أرباحه على مدار نحو عامين.

الأسهم الأمريكية تتجه للأسوأ

قال كبير اقتصاديي بنك “هانج سنج” الصيني، دان وانج، أمس الجمعة، لـ”بي بي سي”: “حال استمر الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، فسوق الأسهم ستشهد ردة فعل سلبية للغاية”، واستبعد المحلل لدى “أيه إم بي كابيتال”، شين أوليفر، تراجع التضخم على المدى القصير وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ما يعني مزيدًا من العوامل التي تتآمر ضد الأسهم.

ويعتقد كبير استراتيجيي السوق في “ميلر تاباك”، مات مالي، أن الركود التضخمي ضرب بالفعل الاقتصاد الأمريكي، وعلى المدى المتوسط سيؤشر سلبًا على أداء سوق الأسهم، وفق “بلومبرج”

كيف سيتوقف نزيف الأسهم؟

قال كبير استراتيجيي الأسهم في”أل بي أل فايننشال”، كوينسي كروسبي، الخميس الماضي لـ”سي إن بي سي”، إن الأسواق قد تتعافى قليلًا حال خفف الاحتياطي الفيدرالي من حدة خطابه عن التضخم ورفع الفائدة في يوليو بوتيرة أبطأ من 0.75%، وبحسب “رويترز” تنتظر الأسواق هذا الشهر جولة جديدة من الإعلان عن نتائج أعمال الشركات قد تمنحها فرصة لعكس الاتجاه النزولي.

وسبق وأن عكست “وول ستريت” الاتجاه الهابط في العام 1970 عندما قفز مؤشرها “إس آند بي 500” بـ26.5% في النصف الثاني، بعد خسائر بـ21% في النصف الأول، وهذا ما قد يتكرر خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2022، وتحديدًا حال ظهور علامات على بداية لتباطؤ التضخم.

ربما يعجبك أيضا