“الأقصى” تحت حصار “المخططات التهويدية”

محمود سعيد

رؤية  – محمود سعيد

يزداد حصار الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك، فالمخططات التهويدية ومشاريع التقسيم، والحفريات لا تتوقف بل تتوسع، والغريب أن الاحتلال بات يعلن عن مخططاته ولم يعد يهتم بردود الأفعال الإسلامية والعربية والفلسطينية.

الأمر جلل، والتصريحات العنصرية وتهديد الأقصى لم يعد سرا، فالنائبة الليكودية م.ريغف في مداخلة بالكنيست قالت: لن يطول انتظار اليوم الذي يتوقف فيه نداء “الله أكبر” من المسجد الأقصى، وأصبح هناك معهد يهودي متخصص في إعداد السدنة الذين يفترض أن يديروا الهيكل بعد إقامته على أنقاض الأقصى، وهناك المنظمات الصهيونية كـ “نساء من أجل هيكل” التي تعنى الآن بجمع المجوهرات لتزيين الهيكل بعد بنائه على أنقاض المسجد.

وقد خصصت قوات الاحتلال تخصص ما بين الساعة 07:30 – 10:30 من صبيحة كل يوم لاقتحامات المستوطنين في ذات الوقت الذي تحاول منع المصلين المسلمين من دخول المسجد في هذه الساعات لتتيح للمستوطنين الحركة بحرية، بالإضافة لمحاولة فرض تقسيم زماني بالمسجد الأقصى.

كنيس تحت الأقصى

ورغم التوتر القائم في المدينة المقدسة، والرفض الشعبي والرسمي العربي والدولي لقرارات ترامب بخصوص القدس، إلا أن السلطات الإسرائيلية قامت بفتح كنيس جديد في أنفاق حائط البراق بالقدس.

ووضع الاحتلال داخل الكنيس، كل ما يزعم ويعتقد أنه يثبت ملكيتها للمدينة وحائط البراق.

سلطات الاحتلال تعمد افتتاح الكنيس وسط معالم تاريخية تعود لعصور إسلامية بزعم أنها تعود لليهود، واضعة في الكنيس كل ما يمكن أن يثبت ملكيتها لمدينة القدس وحائط البراق، في إطار مخططاتها لسرقة التاريخ والإرث الحضاري الإسلامي للمكان، ومحاولة إضفاء طابع تلمودي مزوّر يخدم الأساطير التي تنسجها حول المكان وهويته.

فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن إقامة حكومة الاحتلال الإسرائيلي كنيساً يهودياً تحت المسجد الأقصى تجرؤ خطير على حقنا الكامل في القدس والمسجد الأقصى.

محنة الأقصى

كشفت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، عن تفاصيل عبث وتخريب الاحتلال الصهيوني في الـمسجد الأقصى خلال إغلاقه من تاريخ 14 إلى 27 من شهر يوليو الماضي، بقرار تعسفي.

وأكد التقرير النهائي أنه جرى تحطيم معظم أقفال الغرف والخزائن الـمغلقة في الـمسجد الأقصى الـمبارك والعبث بمحتوياتها، وفتح أجهزة الحاسوب الـموجودة بها، ومحاولة الدخول إلى أنظمتها والاستفادة من الـمعلومات الـموجودة بها”.

وأشار البيان إلى أن “جميع الـموجودات لم يفقد منها أي شيء سواءً كانت مخطوطات أو مقتنيات أو سجلات أو ملفات، حيث لم يتم تسجيل أي نقصان منها رغم بعثرتها والعبث بها”.

وأغلقت سلطات الاحتلال يوم الجمعة الـموافق 14/7/2017 المسجد الأقصى وأعقبته بجملة إجراءات أمنية واستفزازية تعسفية قادت لـمنع حراس وموظفي أوقاف القدس من دخول الحرم القدسي الشريف لـمدة 14 يوما، عاثت خلالها شرطة وسلطات الاحتلال تخريبا وعبثاً في معظم مصليات ومرافق الـمسجد الأقصى الـمبارك.

خطة “إسرائيلية”

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في وقت سابق عن خطة لوزيرة الثقافة والرياضة الصهيونية لرصد 250 مليون شيكل (70 مليون دولار)، لأعمال الحفر والتنقيب عن أساسات الهيكل المزعوم، وغيرها من أعمال، في منطقة المسجد الأقصى والبلدة القديمة.

وقال الوزير الصهيوني ن.بنات إن “الأقصى مقام على أقدس بقعة لنا ومن حق اليهود وحدهم الصلاة فيه”، في حين رأى الكاتب الصهيوني د. كرلي في كتابه “ملائكة في سماء يهودا”، أن المتدينين سيسيطرون على الجيش وسيدشنون “دولة الشريعة”، وسيدمرون الاقصى، أما الكاتب اليميني، يوآف شورك، إن “هذا هو الوقت المناسب لتغيير الوضع القائم في القدس عبر تفعيل السيادة اليهودية على المسجد الأقصى”.

وقد حذّر النائب طلب أبو عرار عضو لجنة القدس في القائمة المشتركة، من أن هذه الأعمال تخدم أجندات غريبة، والجمعيات اليهودية المتطرفة، مشيرًا إلى أن “الأقصى في خطر حقيقي، لأن الأعمال هي حفريات جديدة، ليس كما كان يدعى بأنها أعمال محافظة وتطوير للآثار، وإنما أعمال حفر وتنقيب عن أساسات الهيكل المزعوم، والذ ي يدّعي أنها تحت الأقصى”.

وأضاف أبو عرار: “هذه خطة من أخطر الخطط التي كشف عنها، علمًا أن مثل هذه الخطط كانت سرية، وهناك أعمال حفر.. وزارة الثقافة رصدت 10 مليون شيكل لهذه الحفريات الخطرة، وهناك تطلع لإكمال المبلغ المطلوب وهو 250 مليون شيكل من فائض الميزانية، ومن المتوقع أن توافق عليه الحكومة.علمًا أن الحكومة أوعزت لبناء خطة للحفر والتنقيب خلال اجتماع لها في أحد الأنفاق تحت أسوار المسجد الأقصى”. 

إعلان حرب

وقالت الهيئات الإسلامية في القدس: إن إعلان شرطة الاحتلال إنشاء وحدة شرطية جديدة مخصصة للأقصى، إعلان حرب على ملياري مسلم.

وأشارت الهيئات (مجلس الأوقاف، والهيئة الإسلامية، ودار الإفتاء، ودائرة الأوقاف الإسلامية) إلى أن هناك عدة أهداف لهذه الخطوة الصهيونية؛ الأول يكمن في زيادة القبضة الحديدية الأمنية على الوافدين والزوار والمصلين في الأقصى.

والهدف الثاني: تنفيذ المخططات الصهيونية والهادفة إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا، وإحكام القبضة الإرهابية الاحتلالية على الأقصى وأهله.

وجاء في البيان “في الوقت الذي تحارب فيه الشرطة دائرة الأوقاف وتعطل مشاريعها وتمنع الحراس الجدد من الدخول إلى الأقصى، تقوم بتعيين مائتي شرطي يكتمل عددهم مع مطلع العام 2018”.

وعليه استنكرت الهيئات الإسلامية الأربع ورفضت مثل هذا الإجراء، والذي يعدّ في غير مكانه، مشددة على أن مكان الشرطة هو خارج الأقصى بحكم أنها سلطة محتلة، ولا شأن لها بداخل المسجد.

وحذرت الهيئات أن مثل هذه الأفعال ستقود المنطقة برمتها إلى صراعات وحروب سيكون المتسبب فيها هو الاحتلال وتصرفاته وعنجهيته تجاه الأقصى، كما حذرت شرطة الاحتلال ومن يقف وراءها من الجهات السياسية من الإقدام على مثل هذا العمل الذي لا تحمد عقباه.

وأهابت الهئيات الإسلامية بالأمتين العربية والإسلامية حكاما ومحكومين لتأخذ دورها في حماية أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد الرحال اليها.

خطيب الأقصى

وقد أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، مفتي القدس، أن المسجد الأقصى ومدينة القدس تتعرضان لهجمة شرسة من الاستيطان ومن محاولات التهويد والطمس وشراء العقارات وإغراء بعض النفوس المريضة ليسارعوا في تسليمها، منبهًا المرابطين حتى يكونوا مرابطين بحق في هذه الديار.

وجدد التأكيد أن المسجد الأقصى المبارك بكل ما اشتمل عليه من مساحات ومصاطب ومرافق ومصليات تحت الأرض وفوقها، مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد لا من قريب ولا من بعيد مهما حاول الاحتلال فرض بعض الحقائق، فكلها مرفوضة وسيواجهها شعبنا بالصد والرفض والتصدي لها بكل ما أوتي من وسائل العزم والإصرار والثبات والرباط.

ربما يعجبك أيضا