الأكفان البيضاء في غزة تتراص شاهدة على العدد الضخم من القتلى المدنيين

أسماء حمدي
مستشفى الشفاء في غزة

دخل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، اليوم الجمعة 29 ديسمبر 2023، يومه الـ84.

وعلى مدى 12 أسبوعًا انقضت، باتت الأكفان البيضاء المُتراصة في كل مكان رمزًا للقتلى المدنيين ضحايا الرد الانتقامي لإسرائيل على هجوم شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.

وفي مقابل نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية في القطاع المُحاصر ظلت الأكفان البيضاء وفيرة، لكن كلمات الحب لا تكتب عليها كلها، ففي ظل فوضى الحرب، بعض من رحلوا لا يمكن التعرف على هوياتهم، وفق ما أوردته وكالة أنباء “رويترز”.

مجهول

في تلك الحالات يحمل الكفن كلمات مثل ذكر مجهول وأنثى مجهولة، وقبل الدفن يتم التقاط صور للموتى وتوثيق تاريخ وموقع القصف الذي أودى بحياتهم ليتسنى لذويهم التعرف عليهم يومًا ما.

وحتى إن تفاقم الصراع، أكثر فمن المتوقع أن تواكب إمدادات الأكفان البيضاء التي تتبرع بها حكومات عربية ومؤسسات خيرية وتيرة الطلب المتزايد، لكن هناك صعوبات بسبب العدد الهائل من القتلى، وفي بعض الأحيان توجد فجوات في إتاحتها بين مكان وآخر.

مشارط ومقصات وقطن

قال المتطوع في جمعية قيراطان لتجهيز الموتى، محمد أبو موسى: “فوجئنا بأن عدد كبير جدًا من مخزون الأكفان الذي تبرع به أهل الخير قد نفد تمامًا في أول أيام الحرب على قطاع غزة، لم يكن عندي أي أكفان وكنت أواجه صعوبة كبيرة جدًا، وكنت تقريبًا أضع 4 أو 5 شهداء في كفن واحد”.

وتابع أبو موسى قائلًا وهو يصف ما يواجههم من صعوبات: “هناك نقص في المشارط.. المقصات اللي تلزمنا لنجهز الأكفان.. الحصار وعدم وجود مواد في قطاع غزة تجعل هناك صعوبة كبيرة في إيجاد المقصات.. المشارط.. القطن”، مشيرًا إلى أن أرقام القتلى خيالية بالنسبة له وغير مسبوقة في أي مرات سابقة من الحرب والتصعيد.

الكفن رمز للقضية

يقول مدير مستشفى أبو يوسف النجار، مروان الهمص، إن شيوع الأكفان البيضاء يشير إلى حجم المعاناة في قطاع غزة.

وتابع: “كثرة الشهداء جعلت الكفن الأبيض رمزًا لهذه الحرب، وأصبح يوازي علم فلسطين في تأثيره في داخل العالم ومعرفة العالم برمزية قضيتنا، أصبح الآن الكفن هو رمز للقضية الفلسطينية ورمز لهذه الحرب، حرب الإبادة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة”.

ربما يعجبك أيضا