الألغاز وراء النيران.. لماذا تستهدف الحرائق الكاتدرائيات الفرنسية؟

الكهرباء وضعف الصيانة.. أسباب اشتعال الحرائق في كاتدرائيات فرنسا

أحمد الحفيظ

تعرضت كاتدرائية “روان” الشهيرة في العاصمة فرنسا، الخميس 11 يوليو 2024، لحريق ضخم أثناء عمليات التجديد، وتلك ليست الحادثة الأولى التي تتعرض لها كاتدرائية شهيرة في فرنسا خلال أعمال التجديد.

وفي 2019 تعرض مبنى كاتدرائية “نوتردام دو باري” في باريس، لحريق قضى على معظم مبانيها خلال أعمال تجديد ما أثار غضب عالمي حينها بسبب مكانتها.

ضعف الصيانة والتآكل

بحسب موقع “Religion Watch” في تقرير، تعد الصيانة الدورية والعناية بالمواد القديمة المستخدمة في بناء الكاتدرائيات أحد التحديات الكبيرة التي تواجه فرنسا.

في كثير من الأحيان، تكون الأسقف مصنوعة من الخشب القديم المغطى بالرصاص، مما يجعلها عرضة للتآكل على مر الزمن، هذا التآكل يؤدي إلى تدهور المواد، وزيادة قابليتها للاشتعال.

و كان سقف كاتدرائية “نوتردام” في باريس يتطلب ترميمات كبيرة قبل الحريق الكبير عام 2019 بسبب التلف الناتج عن الطقس والتلوث​ وهو ما تسبب في اشتعاله سريعا.

أعمال الترميم والتجديد

غالبًا ما تكون الكاتدرائيات في حالة ترميم مستمر، مما يتطلب استخدام أدوات ومعدات كهربائية قد تكون مصدرًا للشرر أو الحريق إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

أثناء ترميم كاتدرائية نوتردام، تسبب شرارة كهربائية أو سيجارة غير مطفأة بشكل صحيح في نشوب الحريق الذي دمر جزءًا كبيرًا من الكاتدرائية.

الأنظمة الكهربائية

الأنظمة الكهربائية القديمة أو غير المطابقة للمعايير الحديثة يمكن أن تكون سببًا رئيسيًا للحرائق في الكاتدرائيات، خاصة أن الأسلاك القديمة تتعرض للتلف، مما يزيد من خطر حدوث ماس كهربائي يؤدي إلى حريق.

وتقول فرنسا إن البنية التحتية الخاصة بالكنائس القديمة أحيانا لا تسمح بإضافة أنظمة كهربائية متطورة.

العوامل البشرية

الحوادث الناتجة عن الإهمال البشري، مثل ترك شموع مشتعلة دون مراقبة أو إسقاط مواد مشتعلة، تمثل أيضًا خطرًا كبيرًا على الكاتدرائيات.

في بعض الحالات، يكون السبب هو التخريب المتعمد، كما حدث في حريق كاتدرائية نانت حيث اعترف أحد المتطوعين بإشعال النار عمدًا.

الأ​فعال التخريبية

تعرضت بعض الكاتدرائيات لأعمال تخريب متعمدة، حيث أن حرائق كاتدرائية نانت وكاتدرائية نوتردام دو باري تشير إلى وجود دوافع تخريبية في بعض الحالات، وهناك حالات موثقة لأشخاص قاموا بإشعال الحرائق عمدًا لأسباب مختلفة، بما في ذلك الدوافع الدينية أو السياسية.

تسببت الحروب والصراعات عبر التاريخ في أضرار جسيمة للكاتدرائيات، وأثناء الحرب العالمية الثانية، تعرضت العديد من الكاتدرائيات الفرنسية للقصف والتدمير، وفي الفترة الحديثة، كانت الكاتدرائيات أهدافًا في بعض الصراعات الدينية والسياسية، مما زاد من احتمال تعرضها للحرائق.

تحديات كبيرة

تعكس هذه الحرائق التحديات الكبيرة التي تواجه الحفاظ على التراث الثقافي والديني في فرنسا، ويتطلب الأمر جهودًا متواصلة من الحكومة والمجتمع للحفاظ على هذه المعالم الهامة وضمان سلامتها للأجيال القادمة.

ووضع البرلمان الفرنسي كثير من التشريعات لإلزام الحكومة الفرنسية بتحمل مسؤولياتها في حماية مثل هذه المعالم.

ربما يعجبك أيضا