الأمم المتحدة: على العالم الاستعداد لموجات حر أكثر شدة

حسام أحمد
ارتفاع درجات الحرارة

يعزو الخبراء تغير المناخ إلى غازات الاحتباس الحراري التي تحجز الحرارة.


دعت الأمم المتحدة العالم الثلاثاء 18 يوليو 2023، إلى الاستعداد لموجات حر أكثر شدة، في تحذير يتزامن مع موجة حر شديد بنصف الكرة الأرضية الشمالي.

وفي تصريح إلى الصحفيين بجنيف، قال المستشار الرفيع المستوى لشؤون الحرارة الشديدة في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، جون نيرن، إن “شدة هذه الظواهر ستستمر في الازدياد”.

ظاهرة إل نينيو

أضاف نيرن أن “ظاهرة إل نينيو التي برزت في الآونة الأخيرة لن تؤدي إلا إلى زيادة وتيرة موجات الحر الشديد هذه وشدتها”. وفي أمريكا الشمالية وآسيا وشمال إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، يتوقع أن تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية هذا الأسبوع.

وأشار نيرن إلى أن “إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أن عدد موجات الحر المتزامنة في نصف الكرة الشمالي زاد 6 أضعاف منذ الثمانينات، ولا يوجد أي مؤشر على أن هذا المنحى سيتراجع”، وفقًا لقناة المملكة.

اقرأ أيضًا|بعد تحذيرات الأرصاد.. نصائح لمواجهة الطقس شديد الحرارة

وأضاف: “لذلك أخشى أننا لم نصل إلى نهاية مشكلاتنا وأن هذه الموجات سيكون لها تأثير خطر في صحة الإنسان وسبل عيشه”، مشيرًا إلى أنه “تقع على عاتق الجميع مسؤولية تبني خطط لمكافحة الحرارة الشديدة”.

سبب التغير المناخي

ويعزو الخبراء تغير المناخ إلى غازات الاحتباس الحراري التي تحجز الحرارة. وتؤدي الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز دورًا مهمًا في منع انعكاس بعض أشعة الشمس إلى الفضاء. هذه الدورة عندما تكون متوازنة، تجعل درجة الحرارة مناسبة للعيش على الأرض.

لكن الزيادة غير المقبولة في كمية غازات الدفيئة في الغلاف الجوي تعني احتجاز مزيد من الحرارة فيه، ما يؤدي ليس إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض فحسب، بل إلى ظواهر مناخية غير مألوفة أخرى أيضًا. وبالنسبة لموجات الحرارة، فإن تغير المناخ يزيد من مدتها وشدتها ومن مدى انتشارها الجغرافي كذلك، بحسب العلماء.

محاربة الوقود الأحفوري

لدى سؤاله عمّا يمكن للأفراد القيام به شخصيًّا لمحاولة معالجة تغير المناخ، دعا نيرن إلى محاربة الوقود الأحفوري. وقال: “أعتقد أن أسهل شيء هو كهربة كل شيء. إنها رسالة بسيطة. إن الأمر يتعلق بالتوقف عن استخدام الوقود الكربوني”.

ومع تسجيل درجات حرارة قياسية أو قريبة منها، تدعو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المجتمع الدولي إلى عدم تركيز اهتمامه على درجات الحرارة القصوى فقط. وأوضح نيرن “أن درجة الحرارة في أثناء الليل هي التي تشكل أكبر المخاطر الصحية، خاصة على الفئات الضعيفة من السكان”.

صحة الإنسان

أوضح نيرن أن في العديد من الأماكن التي سجلت 40 درجة مئوية أو أكثر، تبقى الحرارة قريبة من هذه المستويات عند منتصف الليل. وشدد الخبير على أن “الارتفاع المتكرر في درجات الحرارة ليلًا يشكل خطورة خاصة على صحة الإنسان، لأن الجسم لا يتمكن من التعافي.. وهذا يؤدي إلى زيادة الإصابة بالنوبات القلبية والوفيات”.

ولا يوجد تعريف عالمي لموجات الحرارة التي يجرى تحديدها وفقًا لمتوسط درجات الحرارة لكل منطقة في العالم، والتي تختلف طبيعتها بقدر كبير، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تعمل على استحداث “مصطلحات وتعريفات موحدة” للحرارة القصوى.

وأشارت المنظمة إلى أن “تصنيف شدة موجات الحر سيساعد على توحيد التنبؤات بشأن تأثيرها والتنبيهات الصادرة عنها في جميع أنحاء العالم”.

ربما يعجبك أيضا