الأمير حمزة بن الحسين .. من الاعتذار عن قضية الفتنة إلى التخلي عن اللقب

علاء الدين فايق

قدم الأمير حمزة قبل نحو شهر اعتذاراً للملك وطلب منه الصفح، بعد لقاء جمعهما بحضور عدد من الأمراء في القصر الملكي.


بعد نحو شهر على اعتذاره عن أحداث “قضية الفتنة” أعلن ولي العهد الأردني السابق، حمزة بن الحسين، يوم الأحد 3 إبريل 2022، أنه قرر التخلي عن لقب الأمير.

وفصّل الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني أسباب تخليه عن اللقب في رسالة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي حيث يتابعه الآلاف، مشيرًا إلى أن قراره جاء “من باب الأمانة لله والضمير”.

رسالة التخلي عن اللقب

وجاء في إعلان الأمير حمزة بن الحسين تخليه عن لقبه: “بعد الذي لمست وشاهدت خلال الأعوام الأخيرة قد توصلت خلاصة بأن قناعاتي الشخصية والثوابت التي غرسها والدي فيّ التي حاولت جاهدًا في حياتي التمسك بها لا تتماشى مع النهج والتوجهات والأساليب الحديثة لمؤسساتنا”.

وأضاف: “من باب الأمانة لله والضمير لا أرى سوى الترفع والتخلي عن لقب الأمير، وقد كان لي الشرف العظيم بخدمة بلدي المفدى وشعبي الغالي بهذه الصفة على مدى سنوات عمري”.

وتابع “سأبقى كما كنت دائمًا وما حييت مخلصًا لأردننا الحبيب، وحسب استطاعتي في حياتي الخاصة بخدمة وطني وشعبي ورسالة الآباء والأجداد من عترة محمد صلي الله عليه وسلم والأمة ومن جندها وخدمها وبناتها، اخلاصا مني لمقتضيات القلب والضمير ووفاءً لقسم غليط اقسمته لوالدي رحمه الله”.

قانون الأسرة المالكة

بعد مرور ساعات على رسالة الأمير حمزة، لم يصدر عن الديوان الملكي الهاشمي أي تعقيب حيال إعلان تخليه عن لقب الأمير، وهذه المرة الأولى في تاريخ العائلة الهاشميّة التي يعلن فيها أحد أفرادها الأمراء تخليهم عن لقبهم.

ولايوجد في قانون الأسرة المالكة، أي مواد معدّة لمواجهة مثل هذا السيناريو، وفق رصد “شبكة رؤية الإخبارية”. وحسب المادة الرابعة من قانون الأسرة المالكة الذي صدر في العام 1937، يطلق لقب الأمير أو الأميرة على أعضاء الأسرة المالكة.

وتشير المادة (13) إلى أنه “إذا ارتكب أحد اعضاء الأسرة المالكة ذكرًا كان أو أنثى أمورًا خطيرة تخلّ بكرامة رتبته الملوكية، فلسمو الأمير “الملك” أن يصدر بعد أخذ رأي المجلس أمرًا بإخراج ذلك العضو من الأسرة المالكة لعدم جدارته بالانتساب إليها.”

ويترتب على تنزيل أحد أعضاء الأسرة المالكة من الذكور بالصورة المذكورة إخراج زوجته من الأسرة المالكة التي انتمت إليها بسبب زواجها منه إلا أن ذريته تبقى في الأسرة المالكة ما لم يؤمر بخلاف ذلك صراحة، حسب القانون، أما المادة (14) فتقول إن ” لسمو الأمير “الملك” الصلاحية التامة بإعادة أي عضو أخرج من الأسرة المالكة إليها”.

قضية الفتنة وتورط الأمير

في يوليو من العام 2021، قضت محكمة أمن الدولة في الأردن على مستشار الديوان الملكي السابق، باسم عوض الله، والشريف الحسن بن زيد بالسجن 15 عامًا بتهمة تقويض نظام الحكم السياسي في البلاد، وإحداث فتنة بالاشتراك.

القضية التي عرفت إعلاميا باسم “قضية الفتنة”، ارتبط الأمير حمزة بن الحسين بها على نحو مباشر، لكن أبقى الملك عبدالله الثاني على التعامل معه داخل إطار العائلة الهاشمية وكلف عمه الأمير الحسن بن طلال بإدارة هذا المسار، حتى أغلقت الصفحة بعد اعتذار الأمير.

في 3 أبريل 2021، نفت القوات المسلحة الأردنية اعتقال الأمير حمزة بن الحسين، منوهةً بأنه طٌلب من الأمير حمزة التوقف عن أي تحركات أو نشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره.

وبعدها بيوم، أعلن الأردن أن “تحقيقات أولية” أظهرت تورط الأمير حمزة مع جهات خارجية في “محاولات لزعزعة أمن البلاد وتجييش المواطنين ضد الدولة”.

وفي 11 نيسان أبريل 2021، ظهر الملك وولي العهد السابق الأمير حمزة، للمرة الأولى منذ “الأزمة”، في حفل بمناسبة مئوية تأسيس المملكة الهاشمية.

رسالة الاعتذار

في آذار مارس الماضي، كشف الديوان الملكي الهاشمي، عن نص رسالة اعتذار الأمير حمزة بن الحسين التي جاء فيها: “أخي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أبعث إليك بأطيب مشاعر الاحترام والتقدير، داعيًا الله أن يحفظك ويديم عليك موفور الصحة، وأن يعزز ملكك ويديمك ذخرا لوطننا وأسرتنا”، “لقد مر أردننا العزيز العام الماضي بظرف صعب، وفصل مؤسف تجاوزهما الوطن بحكمتك وصبرك وتسامحك”.

ورأى أن “الأشهر التي مرت وفرت فرصة له لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس، ما دفعه إلى كتابة هذه الكلمات إلى أخيه الأكبر وعميد الأسرة الهاشمية، آملاً في طيّ تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة”.

وأردف الأمير:”أخطأتُ يا أخي، وجل من لا يخطئ.. وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحقك وبلدنا وبلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه منك”، متابعًا: “اعتذر منك ومن الشعب الأردني ومن أسرتنا عن كل التصرفات التي لن تتكرر بإذن الرحمن الرحيم”.

1646755706109 2

وأضاف في رسالته التي نشرها الديوان الملكي “كما تعهدت أمام عمّنا الأمير الحسن بن طلال، سأسير على عهد الآباء والأجداد، وفيًا لإرثهم، مخلصًا لمسيرتهم في خدمة الشعب الأردني، ملتزمًا بدستورنا، تحت قيادتك الحكيمة”، مردفًا: “حفظك الله قائدًا ملهمًا، وأخًا رحيمًا، ويسّر لك ولولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني كل التوفيق في خدمة الأردن الغالي وقيادة مسيرته التي ستبقى إن شاء الله مسيرة عز وفخر وإنجاز”.

وفي تعليقه على اعتذار الأمير حمزة، أعتبر الديوان الملكي الهاشمي أنها “خطوة في الاتجاه الصحيح للعودة إلى دور الأمراء في خدمة الوطن وفق تكليف الملك”.

ربما يعجبك أيضا