من القاهرة إلى كابول.. رحلة الإرهابي أبوحمزة المهاجر

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يترجم مسلسل “القاهرة كابول” والذي يجسد فيه الفنان المصري طارق لطفي دور “الشيخ رمزي”، والذي هو بالأساس أبوحمزة المهاجر، وزير الحرب في تنظيم داعش الإرهابي بالعراق، والمؤسس الحقيقي لتنظيم “داعش” الإرهابي لما وضعه من أسس بناء التنظيم الذي تشكل من عصابته في بغداد.

ويروي المسلسل قصة المصري، عبدالمنعم عز الدين علي البدوي، المكنى بـ”أبوحمزة المهاجر”، أو “أبوأيوب المصري”، المولود في عام 1968، في محافظة سوهاج، الذي انضم للجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام 1982، وعمل كمساعد شخصي للظواهري، وفي عام 1999 سافر إلى أفغانستان، والتحق بمعسكر الفاروق تحت قياده أسامة بن لادن، وهناك تخصص بصناعة المتفجرات، وتفخيخ السيارات، بحسب موقع بوابة الحركات الإسلامية.

طارق لطفي والشيخ رمزي والقاهرة كابول

بداية قوية

ويقول الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب والجماعات المسلحة، عمرو فاروق: كان “أبومصعب الزرقاوي”، قد أسس جماعة “التوحيد والجهاد”، وأصبح أميرًا عليها، عام 2003، في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، ولكنه اختار الانضمام إلى تنظيم “القاعدة”، فبايع “أسامة بن دلان” عام 2004، وغير اسم جماعته إلى “تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”.

ومن ثم أصبح أميرًا على فرع “القاعدة” في العراق، لكن كان هناك جزء من تنظيم “الرزقاوي”، لم ينضم إلى تنظيم “القاعدة”، وأسس “مجلس شوري المجاهدين”.

عقب اغتيال “أبومصعب الزرقاوي”، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح الشيخ “أبوعبدالرحمن”، أميرًا لتنظيم “القاعدة”، لكنه لم يستمر طويلًا، حيث تم اغتياله بعد أيام قليلة من توليه منصبه، ليصبح في عام 2006، “أبوحمزة المهاجر”، زعيمًا لتنظيم “القاعدة” في العراق، من ضمن 6 أسماء رشحهم “أبومصعب الزرقاوي”.

قيادة فرع القاعدة

وأضاف عمرو فاروق -في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس- عقب قيادة “أبوحمزة المهاجر”، لفرع “القاعدة”، سعى لتأسيس “دولة العراق الإسلامية”، بالتنسيق مع ضابط الجيش العراقي” “أبوعمر البغدادي”، الذي استطاع السيطرة على “مجلس شورى المجاهدين”، المكون من سرايا الجهاد، وأنصار التوحيد، الطائفة المنصورة، وكتائب الأهوال، الغرباء، وجيش أهل السنة والجماعة، وغالبيتهم ضباط سابقون بجيش صدام حسين.

كان من المقرر أن يتولى “أبوحمزة المهاجر”، قيادة الدولة الإسلامية في العراق، التي أعلنها، لكن ثمة خلافات واجهته من قبل الحلفاء المنضمين تحت اللواء الجديد، بسبب بيعته لأسامة بن دلان، ما دفعه لترشيح “أبوعمر البغدادي”، للقيادة، خروجًا من الأزمة، على أن يتولى هو منصب النائب الأول، للبغدادي، ومنصب وزير الحرب والدفاع، والحاكم العسكري لها، وبذلك تحول مشروع تنظيم “القاعدة”، في العراق إلى “دولة العراق الإسلامية”، وأصبحت النواة الحقيقية الأولى لتنظيم”داعش”، في العراق وسوريا، على يد أبوبكر البغدادي، في يونيو 2014.

خلط إعلامي

الكثير من وسائل الإعلامية، خلطت بين “أبوحمزة المهاجر”، وبين شريف هزاع، رفيق عز الدين البدوي في اليمن، المشهور بـ”أبوأيوب المصري”، وعاد إلى مصر عام 1999، وتم إلقاء القبض عليه في قضية “العائدون من ألبانيا”، وظل بسجن العقرب شديد الحراسة في القاهرة، خلال فترة حكم الرئيس الراحل حسني مبارك، وتم الإفراج عنه عقب ثورة 25 يناير 2011.

ورصد برنامج مكافآت العدل الأمريكية، الخاص بالمطلوبين، مبلغ خمسة ملايين دولار عام 2006، لمن يدلي بأية معلومات حول أماكن تواجد “أبوحمزة المهاجر”، باعتباره القائد العام لتنظيم القاعدة في العراق، وفي أغسطس 2007 قررت وزارة الخارجية الأمريكية، تخفيض المكافأة إلى مليون دولار.

مقتل أبوحمزة المهاجر

وفي 19 أبريل 2010، تم مقتل “أبوعمر البغدادي”، و”أبوحمزة المهاجر”، في عملية استخباراتية في منطقة الثرثار في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، من خلال قوة عراقية أمريكية، أثناء عقدهما اجتماعًا مع قادة جماعه “جيش أبي بكر الصديق” السلفي، بشأن دعوتهم للانضمام تحت لتنظيم “دولة العراق الإسلامية”.

وكشفت زوجة “أبوحمزة المهاجر”، التي اعتقلتها القوات العراقية بعد مقتله مع “أبوعمر البغدادي”، أنها تزوجت “أبوحمزة المهاجر”، في اليمن عام 1998، وأنه دخل إلى اليمن بجواز مصري باسم “يوسف حداد لبيب”، حيث مارس مهنة التعليم في إحدى القرى اليمنية، وأنه كان يتردد عليها في العاصمة اليمنية، مرتين في الشهر.

وأشارت إلى أنهما انتقلا إلى بغداد، وتنقل بين مناطق الكرادة، والعامرية، وبغداد الجديدة، خلال عام 2003، كما وصفته بأنه “المتشدد والغامض”، وأنه كان يتهمها بأنها “عدوة الدولة الإسلامية لأنها سألته أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدثون عنها ونحن نسكن هنا في الصحراء؟”، وأنها لم تكن تعرف أن زوجها هو “أبوحمزة المهاجر”، إلا بعد أن قتل “أبومصعب الزرقاوي” عام 2006.

ربما يعجبك أيضا