الإصلاحي أم المحافظ.. من يفوز برئاسة إيران في جولة الإعادة؟

لماذا يراهن المرشح المحافظ على الفوز في جولة الإعادة؟

شروق صبري
الإصلاحي مسعود بيزشكيان والمحافظ سعيد جليلي

تصوت إيران لاختيار بديل للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي. ويشترط القانون الإيراني أن يحصل أي مرشح للرئاسة على 50 % من الأصوات لتولي منصبه. فما التفاصيل؟


أدى الانتخاب المفاجئ لرئيس جديد في إيران إلى جولة إعادة بين مرشح إصلاحي وآخر محافظ بعدما فشل أي من المرشحين في الحصول على الأغلبية.

وكانت نسبة المشاركة في الانتخابات عند مستوى تاريخي منخفض بلغ حوالي 40%، حيث صوت حوالي 24 مليون من بين 60 مليون ناخب مؤهل، لاختيار بديل للزعيم إبراهيم رئيسي، الذي لقي مصرعه في 19 مايو 2024 في حادثة تحطم مروحية.

منافسة المتشدد والمحافظ

بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الجمعة 28 يونيو 2024، حصل مسعود بيزشكيان، جراح القلب، والمرشح الإصلاحي الوحيد، على أكبر عدد من الأصوات حيث نال ما يقرب من 10.5 مليون صوت.

وسيواجه المحافظ المتشدد سعيد جليلي، المفاوض النووي السابق، الذي حصل على أقل بقليل من 9.5 مليون صوت. جاء رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف في المركز الثالث بحصوله على حوالي 3 ملايين صوت.

جولة الإعادة

ستجري جولة الإعادة الجمعة المقبل، 5 يوليو 2024. وسيقوم مجلس اعداد الدستور المؤثر في إيران بمراجعة النتائج قبل أن يبدأ المرشحان الرئيسيان حملتهما الانتخابية مرة أخرى.

ويبدو أن أصوات المحافظين انقسمت، مما سمح للإصلاحي بالحصول على الحصة الأكبر من الأصوات. وانسحب مرشحان محافظان آخران من الانتخابات قبل أيام من التصويت، لكن جليلي وقاليباف قاوما الدعوات المطالبة بتنحي أحدهما.

المرشح المتشدد الوحيد

أعلن قاليباف، تأييده لجليلي، ووصفه بأنه “مرشح الجبهة الثورية”. وقال: “أطلب من جميع القوى الثورية ومناصري المساعدة في منع إعادة الموجة التي هي سبب جزء مهم من مشاكلنا الاقتصادية والسياسية اليوم إلى السلطة”. وأوضح معارضته للإصلاحي بيزشكيان.

لكن جليلي (58 عاما) سيراهن على أن فرصه تتعزز الآن بعد أن أصبح المرشح المتشدد الوحيد ويأمل أن تتحد القاعدة المحافظة حوله. وفي حالة فوز جليلي، حذر المحللون من أنه سيفرض قيودًا اجتماعية أكثر صرامة وسيكون أكثر عدائية تجاه أي تعامل مع الولايات المتحدة أو القوى الغربية الأخرى.

استقرار النظام وشرعيته

دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى إقبال كبير على التصويت، مشددًا على أهمية ذلك لاستقرار وشرعية النظام. ومع ذلك، كانت نسبة المشاركة منخفضة بسبب اللامبالاة الواسعة النطاق وخيبة الأمل من أداء الحكومة.

بالنسبة لرجال الدين الحاكمين في إيران، فإن إجراء عملية انتخابية سلسة ويمكن التنبؤ بها مع إقبال كبير على التصويت يشكل أهمية كبيرة لاستقرار النظام وشرعيته.

مسعود بيزشكيان المرشح الإصلاحي

مسعود بيزشكيان المرشح الإصلاحي

توترات إقليمية عالية

انتخاب رئيس إيراني جديد لن يغير السياسة في مجالات رئيسية مثل الشؤون الخارجية والنووية فلن يؤثر الرئيس الجديد على السياسات الرئيسية للدولة، التي يتحكم بها المرشد الأعلى، لكنه سيتمتع ببعض السلطات فيما يتعلق بالسياسة الاقتصادية، والميزانية الوطنية، وتوقيع المعاهدات.

تأتي الانتخابات وسط أزمة اقتصادية وتوترات إقليمية عالية، خاصة مع إسرائيل والجماعات المدعومة من إيران مثل حزب الله وحماس.

السياسيون الإصلاحيون

وفق فاينانشال تايمز البريطانية، تشجع السياسيون الإصلاحيون بقرار السلطات المفاجئ بالسماح بترشح بيزشكيان بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2021، وشهدت الانتخابات البرلمانية هذا العام منع المتنافسين الإصلاحيين والوسطيين البارزين من المنافسة.

لكن العديد من الناخبين الذين عادة ما يدعمون مرشحًا إصلاحيًا، أصبحوا يشعرون بخيبة أمل متزايدة تجاه قادتهم، غاضبين من الأزمة الاقتصادية في البلاد، والقيود الاجتماعية والعزلة عن الغرب. لقد تخلوا عن فكرة أن التغيير يمكن أن يأتي من داخل النظام ويكرهون أن يُنظر إليهم على أنهم يضفي الشرعية على النظام الثيوقراطي من خلال صناديق الاقتراع.

الانتخابات الرئاسية عام 2021

زدادت الحالة المزاجية قتامة بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، حيث يعتقد الكثيرون أن النتيجة كانت محتومة بسبب منع الإصلاحيين البارزين من المنافسة. وبلغت نسبة المشاركة في تلك الانتخابات 48 %، وهي أدنى نسبة في انتخابات رئاسية منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وفي العام التالي، اندلعت احتجاجات حاشدة مناهضة للنظام بعد وفاة مهسة أميني، 22 عامًا، في حجز الشرطة بعد اعتقالها بزعم عدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح. هذا العام، حثت حملات وسائل التواصل الاجتماعي الناس على عدم التصويت، قائلة إن ذلك سيكون خيانة لمن قتلوا أثناء قمع المظاهرات.

الساسة الإصلاحيون

سوف يتمسك الساسة الإصلاحيون بالأمل في أن تتم تعبئة المزيد من الإيرانيين للذهاب إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة بين بيزشكيان وجليلي.

ووعد بيزشكيان (69 عاما) بإحياء المفاوضات مع الولايات المتحدة لحل المواجهة النووية بين طهران والغرب وتأمين تخفيف العقوبات، في حين أشار أيضا إلى أنه سيخفف القيود الاجتماعية، بما في ذلك موقف أكثر استرخاء تجاه الحجاب الإلزامي للنساء.

ربما يعجبك أيضا