الإطاحة بنتنياهو.. ماذا ينتظر السياسة الإسرائيلية؟

مستقبل إسرائيل السياسي.. سيناريوهات رحيل نتنياهو وما بعدها

أحمد عبد الحفيظ
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

شهدت إسرائيل فترة طويلة من الزعامة السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر من أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في تاريخ البلاد.

ومع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو، خاصة بعد حرب غزة والتحديات السياسية التي يواجهها، أصبح السؤال حول مستقبل إسرائيل السياسي في حالة الإطاحة به موضوعًا حيويًا، فما هي السيناريوهات المتوقعة لإسرائيل بعد رحيل نتنياهو عن السلطة؟

تشكيل حكومة

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير لها نشر، اليوم الاثنين 16 سبتمبر 2024، فإنه إذا نجحت المعارضة في الإطاحة بنتنياهو، فإن أول سيناريو محتمل هو تشكيل حكومة جديدة بقيادة شخصيات من أحزاب المعارضة، وقد يبرز زعيم حزب “يش عتيد” يائير لابيد، كمرشح رئيسي لرئاسة الوزراء.

لابيد يمثل تيارًا وسطيًا ويسعى لإعادة توحيد المجتمع الإسرائيلي، الذي يعاني من انقسامات عميقة على أسس سياسية واجتماعية ودينية.

حكومة بقيادة المعارضة قد تسعى لإجراء تغييرات كبيرة في السياسات الداخلية والخارجية، مع التركيز على تقليص الفجوات الاجتماعية وتبني مقاربة أكثر براغماتية في التعامل مع القضايا الإقليمية، هذا قد يشمل استئناف مفاوضات إعادة الرهائن من عزة والتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار.

انتخابات جديدة

في حال عدم تمكن أي جهة من تشكيل حكومة مستقرة، فإن سيناريو الانتخابات المبكرة سيكون حاضرًا بقوة، إسرائيل شهدت بالفعل عدة انتخابات خلال فترة قصيرة بسبب الجمود السياسي وعدم القدرة على تشكيل حكومة مستقرة، إذا تم الإطاحة بنتنياهو، فقد يتكرر هذا السيناريو مرة أخرى.

الانتخابات الجديدة قد تزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد، كما قد تظهر شخصيات سياسية جديدة تسعى لملء الفراغ الذي سيتركه نتنياهو، سواء من داخل حزبه “الليكود” أو من خارج الأحزاب التقليدية.

هذا الوضع قد يؤدي إلى استمرار حالة الجمود السياسي، مما يؤثر على قدرة إسرائيل على التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية.

صعود قيادة يمينية

رغم الإطاحة بنتنياهو، فإن اليمين الإسرائيلي يظل قوة سياسية قوية في المشهد السياسي، في هذا السياق، قد نشهد صعود قيادة يمينية جديدة، سواء من داخل حزب “الليكود” أو من أحزاب يمينية أخرى مثل “يمينا” بقيادة نفتالي بينيت، هذه القيادة قد تحافظ على نهج نتنياهو في بعض القضايا، خاصة فيما يتعلق بالسياسات الأمنية، والاستيطان في الضفة الغربية، والموقف المتشدد من إيران.

قيادة يمينية جديدة قد تسعى للحفاظ على التوجهات الحالية، ولكن ربما مع أسلوب أقل استقطابًا وأكثر مرونة في التعامل مع المعارضة الداخلية والمجتمع الدولي، ومن الممكن أن تعتمد هذه القيادة على خطاب أكثر توحيدًا في الداخل، مع المحافظة على الأهداف الاستراتيجية لليمين.

تغييرات في السياسة الخارجية

قد تؤدي الإطاحة بنتنياهو إلى تغييرات ملحوظة في سياسة إسرائيل الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بينما قد تسعى حكومة بقيادة المعارضة إلى العودة إلى المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أن أي تغيير جذري سيواجه عقبات كبيرة، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية حول هذا الملف.

الإطاحة بنتنياهو سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة في السياسة الإسرائيلية، حيث ستتوقف ملامح المستقبل على مدى قدرة القوى السياسية على تجاوز خلافاتها وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
في جميع السيناريوهات، يبقى الوضع في إسرائيل معقدًا، ويتطلب نهجًا حذرًا من القيادة القادمة، لضمان استقرار إسرائيل في مرحلة ما بعد نتنياهو.

ربما يعجبك أيضا