حسام السبكي
قرارات وإجراءات بالإعدام أصدرتها السلطات في عددٍ من الدول العربية، خلال الساعات الـ24 الأخيرة، يراها البعض ظاهريًا قاسية، كونها تسلب أصحابها حق الحياة، لكن مع ارتباطها بقضايا جوهرية وحساسة، تمس الأمن القومي والاجتماعي، فبالطبع سيكون رد الفعل مغاير تمامًا.
من الصومال إلى العراق والسودان، حكمت الجهات السيادية ونفذت إعدامات استهدفت العشرات، في جرائم أزهقت أرواح المئات فضلًا عن تسببها في إصابات وعاهات مستديمة للآلاف، وهذا ما سنستعرضه تفصيلًا خلال السطور التالية.
الصومال.. حركة الشباب
البداية من الصومال، حيث نفذت السلطات الصومالية، أمس الأحد، أحكاما بالإعدام في حق 21 مدانا بالانتماء إلى حركة الشباب الإرهابية.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إنه تم تنفيذ الأحكام في ولاية أرض البنط، الولاية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في الصومال.
وتم تنفيذ أحكام الإعدام رميا بالرصاص، بعد أن أدانتهم محكمة عسكرية بالانتماء للحركة وممارسة أعمال قتل وتفجير، وكان 18 من المتهمين الذين ثبتت إدانتهم قد ارتكبوا جرائم اغتيال وتفجيرات على مدار أكثر من عشر سنوات.
وبالتزامن مع تنفيذ حكم الإعدام، هاجمت عناصر من حركة الشباب مدينة في منطقة أخرى من الصومال، وأفادت تقارير بأن الهجوم أدى إلى سقوط جنود من القوات النظامية الصومالية.
وكانت وكالة الأنباء الصومالية قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن حركة “الشباب” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” الإرهابي شنت هجوماً على قاعدة عسكرية بمنطقة دينسور.
وقد أسفرت العملية عن مقتل 15 من حركة “الشباب”، والحصول على ما بحوزتهم من أسلحة ومعدات عسكرية.
وقال ضباط في الجيش الصومالي، إن 15 شخصا تم قتلهم من حركة “الشباب”، ويجري تعقب فلول الحركة.
العراق.. مجزرة سبايكر
ومن الصومال إلى العراق، إذ أصدرت محكمة عراقية، أمس الأحد، حكما بإعدام 9 أشخاص مدانين بالاشتراك في تنفيذ مجزرة “سبايكر” في محافظة صلاح الدين عام 2014، التي أسفرت عن مقتل قرابة 2000 شخص.
وأوضح بيان نشره مجلس القضاء الأعلى بالعراق، أن “المحكمة الجنائية المركزية في رئاسة استئناف الرصافة الاتحادية أصدرت أحكاما بالإعدام بحق تسعة مدانين اشتركوا بتنفيذ مجزرة “سبايكر” في محافظة صلاح الدين عام 2014 “.
وتابع البيان أن “المدانين اعترفوا باشتراكهم في تنفيذ جريمة “سبايكر” وقتل عدد من الأبرياء في صيف عام 2014 وفقا لمخططات إرهابية أثناء سيطرة عصابات “داعش” على المحافظة”.
وأكد بيان مجلس القضاء الأعلى إلى أن “المحكمة وجدت الأدلة كافية لتجريم المدانين”.
يذكر أن المجزرة التي نفذها التنظيم الإرهابي بتاريخ 12 يونيو/ حزيران 2014 راح ضحيتها قرابة ألفي طالب في كلية القوة الجوية في القاعدة العسكرية “سبايكر” في مدينة تكريت، شمالي العراق، بحسب “العربي الجديد”.
وأقدم التنظيم الإرهابي على إعدام مئات الشبان العراقيين العزل والتنكيل بجثث بعضهم بطريقة وحشية، وقام بتصويرها ونشرها بهدف بث الرعب في نفوس العراقيين.
السودان.. جرائم ضد الإنسانية
أما السودان، فأصدر حكمًا يعد فريدًا من نوعه، حيث أصدر القضاء هناك أول حكمٍ بالإعدام تحت مظلة المادة رقم 186 من القانون الجنائي للدولة، والمتعلقة بـ”الجرائم ضد الإنسانية”.
وأفادت “وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا)”، الأحد، أن المحكمة الخاصة المنعقدة بمباني معهد العلوم القضائية برئاسة قاضي محكمة الاستئناف، الصادق أبكر، أصدرت حكما بالإعدام شنقا حتى الموت بحق المواطن المدعو أشرف الطيب عبدالمطلب المعروف بـ”أبجيقة”.
وأبجيقة متعاقد مع جهاز الأمن، مقابل عشرة آلاف جنيه شهريا.
وأدين عبدالمطلب بتهمة قتل المواطن الآخر المدعو حسن محمد عمر، من خلال إصابته بطلقة نارية في العنق خلال موكب 25 ديسمبر 2018، ما أودى بروح الجريح في 12 يناير 2019.
ولفتت “سونا” إلى أن الحكم صدر تحت المادتين 186 و130 (القتل العمد).
وقال مصدر قانوني للوكالة: إن هذا هو أول حكم ينفذه القضاء السوداني بالمادة الـ186.
تعقيب
وبينما تشهد البلدان العربية الأحكام بالإعدام وتنفيذها، وفقًا للقوانين المعمول بها، نرى على صعيد للأسف محسوب على العروبة، وإن كان ولائه وممارساته تصب في خانة “المشروع الإجرامي الإيراني”، نجد 300 مختطفًا قضوا نحبهم تحت التعذيب في سجون الحوثيين، دون محاكمة عادلة أو قانون أو حتى جريرة يدان بها المجني عليهم.
حيث كشفت إحصائية يمنية عن أرقام صادمة لعدد المتوفين جراء التعذيب داخل معتقلات وسجون ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن.
وأفادت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، إن أكثر من 300 مختطف قتلوا تحت التعذيب في سجون ميليشيات الحوثي، فيما تعرض أكثر من 1450 مختطف وأسير للتعذيب، بحسب قناة “الحدث” الإخبارية.
وأكد وكيل وزارة حقوق الإنسان عضو الفريق الحكومي في لجنة الأسرى والمختطفين والمخفيين قسريًا، ماجد فضائل، أن أكثر من 1450 مختطفًا وأسيرًا تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد في سجون الحوثيين، وما زال الكثير يتعرضون لشتى أنواع التعذيب في هذه المعتقلات.
وذكّر المسؤول اليمني، في تغريدة له على حسابة في “تويتر” بمناسبة اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب الذي يوافق الـ26 من يونيو، بضحايا المختطفين الذين قتلتهم ميليشيا الحوثي الإرهابية تحت التعذيب.
وأضاف: “في اليوم العالمي لدعم ضحايا التعذيب، نذكر بضحايا المختطفين الذين قتلتهم ميليشيات الحوثي الإرهابية تحت التعذيب والذين فاق عددهم 300 ضحية قتلوا تحت التعذيب في سجون ومعتقلات هذه الميليشيات المجرمة”.
ولفت فضائل، إلى تعرض أكثر من 1450 مختطف وأسير لتعذيب الجسدي والنفسي الشديد، مشيراً إلى أن ” مازال الكثير يتعرضون لشتى أنواع التعذيب في هذه المعتقلات”.
في السياق، كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) ، عن توثيق أكثر من 1600 حالة لمختطفين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية داخل سجون ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال السته أعوام السابقة.
وأوضح مسئول وحدة الرصد والتوثيق في تحالف رصد، رياض الدبعي، في إحصائية بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، إن التحالف وثق عدد 1635 مختطفاً تعرضوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والمعاملة القاسية داخل سجون الحوثيون خلال الستة أعوام السابقة، بينهم 109 أطفال و33 امرأة و78 مسنا موزعين على 17 محافظة يمنية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=815902