الإمارات بمجلس الأمن: أي تقدم للعملية السياسية السورية يتطلب معالجة التحديات الأمنية

رؤية

قالت دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان لها من داخل مجلس الأمن الدولي، أن إحراز أي تقدّم في العملية السياسية في سوريا يتطلب معالجة التحديات الأمنية من خلال خفض التصعيد والوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار في مختلف أنحاء البلاد.

محمد بوشهاب نائب مندوبة الإمارات لدى مجلس الأمن صرح إنه «مع إحياء الشعب السوري الأسبوع الماضي الذكرى 76 لعيد الجلاء، نأمل كذلك أن يتجاوز السوريون يوماً ما وقريباً الأزمة الحالية الصعبة، بما يحافظ على سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها».

وأضاف: «بعد مرور أكثر من عقد على الحرب في سوريا، بات لزاماً علينا إعادة النظر في طريقة تناول مجلس الأمن لهذا الملف، والذي يشهد حالة انسداد منذ سنوات طويلة، إثر الاستقطاب والانقسامات القائمة في المجلس. أما الاجتماعات الدورية للمجلس، فقد انحصرت على تكرار المواقف الوطنية دون إجراء أية مناقشات جدية تهدف إلى الدفع قدماً في إيجاد حل سلمي يلبي تطلعات الشعب السوري»، وفق ما نقلته صحيفة “البيان” الإماراتية، اليوم الأربعاء 27 إبريل 2022.

وتابع بوشهاب: «استعراضاً للأوضاع السياسية الحالية، نود التأكيد على أهمية استمرار انخراط كافة الأطراف المعنية في المفاوضات والحوار، لاسيما من خلال أعمال اللجنة الدستورية، وأن يركز الحوار على النقاط المشتركة ذات الطابع الدستوري، وأن يتم ذلك بقيادة سورية وملكية سورية. كما نرحب بالاتفاق على انعقاد الدورة الثامنة في شهر مايو، ونحض على استمرار عمل اللجنة بشكل دوري حتى يتسنى لكافة الأطراف الخوض في نقاش موضوعي».

وأوضح نائب المندوبة الإماراتية في مجلس الأمن قائلاً: «إحراز تقدّم في العملية السياسية يتطلب معالجة التحديات الأمنية عبر خفض التصعيد والوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، لاسيما بعد ما شهدناه من تدهورٍ في الأوضاع الأمنية في مخيم الهول وتزايد جرائم القتل والعنف ضد النساء. ونرى في هذا الصدد أهمية أن يحافظ المخيم على طابعه الإنساني، وأن يتم معالجة جذور التطرف والإرهاب التي تهدد أمن واستقرار سوريا والمنطقة، خاصة في ظل الهجمات التي شنها تنظيم داعش الإرهابي على المدنيين في مناطق دير الزور والحسكة وحمص الشرقية».

وبشأن الأوضاع الإنسانية، شدد بوشهاب على ضرورة التركيز على الاستجابة للاحتياجات والخدمات الأساسية للشعب السوري مثل الكهرباء والمياه والغذاء.

ونوه المسؤول الإماراتي إلى الأوضاع الصعبة التي يحياها الشعب السوري، خاصةً مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية جراء الأزمة الاقتصادية في سوريا، والتي تتزامن مع ارتفاع الأسعار العالمية للغذاء والطاقة، بالإضافة إلى حدوث دمار كبير في القطاع الكهربائي نتيجة الأعمال الإرهابية وأضرار الحرب.

وفي هذا الصدد، أكد بوشها دعم الإمارات للجهود المبذولة بهدف زيادة مشاريع الإنعاش المبكر في سوريا.

وأضاف بوشهاب: «تتعرض النساء والفتيات السوريات، بشكلٍ خاص، لأوضاع صعبة تتضح في التزايد المقلق لمعدلات انتحارهن واستمرار جرائم العنف الجنسي، إذ نشدد على أهمية توفير الدعم اللازم للنساء للتخفيف من معاناتهنّ».

ومع اقتراب موعد تجديد آلية المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في شهر يوليو، أعربت الإمارات أن ينظر المجلس إلى هذه المسألة بشكلٍ موضوعي ومنطقي.

وختتم نائب المندوبة الإماراتية لدى مجلس الأمن كلمته بالتأكيد على أن مواقف جميع أعضاء مجلس الأمن حول هذا الملف باتت واضحة، ومن المهم أن يتم النظر في الأشهر المقبلة في كيفية إحياء نقاشٍ مثمرٍ حول حل الأزمة السورية بدلاً من الاكتفاء بإدارتها.

ربما يعجبك أيضا