الإمارات في 2022.. أيادٍ بيضاء ممدودة للعالم بالعطاء

أسماء حمدي

تبوأت الإمارات مكانة كبيرة في السخاء والعطاء الإنساني والتنموي، وأصبحت مقصدًا للمستغيثين وداعمًا للمنكوبين والمحتاجين، على المستويين الإقليمي والدولي.


تخليدًا لإرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واصلت الإمارات خلال عام 2022، جهودها الإغاثية والعمل الإنساني إقليميًّا ودوليًّا.

وأصبحت الإمارات مقصد المستغيثين والداعمة الأولى للمنكوبين والمحتاجين، تحت القيادة الرشيدة، لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

مساعدات إماراتية ضمن جسر جوي إلى السودان

ثقافة التسامح والتعايش

شهد هذا العام، تقديم الإمارات مساعدات كثيرة لعدة دول عربية وإفريقية وآسيوية، منها اليمن والسودان والصومال وباكستان وأفغانستان وأوكرانيا وغيرهم، وتتمثل في توفير احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية، وتجسد هذه السياسة الإنسانية للإمارات تطبيقًا لثقافة التسامح والتعايش التي تتبناها.

ولم تتوان الإمارات في الاستجابة السريعة لهذه الكوارث، فأنشأت جسورًا جوية لمساعدة المتضررين بمختلف بقاع العالم، وأرسلت آلاف الأطنان من مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية الأساسية للمتضررين من السيول والفيضانات، وساهمت في دعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا.

دعم إنساني واقتصادي لليمن

بدأ الدعم الإماراتي الاقتصادي والإنساني لليمن، منذ سنوات، وذلك بعد إدراك عميق لأهمية الوقوف الإنساني إلى جانب الشعب اليمني، اليمني، الذي ذاق الأمرين خلال العام المنهي توًّا 2022، بسبب إرهاب ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، في كل موقع طالته أذرعهم التخريبية.

ووقفت الإمارات بجانب اليمنيين، للتخفيف عنهم بالمساعدات المباشرة وغير المباشرة، التنموية والإغاثية، أبرزها الوديعة المالية الإماراتية المشتركة مع السعودية، المقدمة لليمن والبالغة 3 مليارات دولار، والتي قدمت الإمارات منها مؤخرًا مليارًا و102 مليون و500 ألف درهم، استمرارًا لدعم منقطع النظير.

5260f8d6d29160119d19ec1784098cc0

لكسر الحصار

طوال عام 2022، توجت الوديعة المليارية الجهود الإنسانية الإماراتية باليمن، والتي امتدت من شبوة وعدن وسقطرى وتعز جنوبًا إلى الحديدة غربًا، فبلغت المساعدات الغذائية المقدمة من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في 2022 في شبوة فقط ما يزيد على 50 ألف سلة غذائية، ومن المقرر أن يستفيد منها أكثر 252 ألف مواطن يمني.

وفي أكتوبر الماضي، وزعت الهيئة 85 طنًّا و600 كجم من المواد الغذائية في المصينعة، وفي نوفمبر وزعت أكثر من 85 طنًّا من المواد الغذائية على أكثر من 11 ألف نسمة من أهالي مديرية عرماء النائية بمحافظة شبوة، بالإضافة إلى تشييد مطار المخا الدولي وطريق (المخا – الكدحة)، لكسر حصار تعز.

دعم متواصل لمتضرري السيول

عبر أذرعها الإنسانية، قدمت الإمارات العديد من المواد الإغاثية المختلفة والموجهة للشعب السوداني من المتضررين، من جراء السيول والفيضانات، التي اجتاحت عددًا من المدن والولايات، وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وفي أغسطس 2022، وصلت أولى رحلات الجسر الجوي إلى مطار الخرطوم، والتي تحمل 30 طنًّا من المواد الإغاثية، والتي تتضمن نحو 10 آلاف خيمة، يستفيد منها أكثر من 50 ألف أسرة، وتوالت الرحلات تباعًا بما يسهم في مساندة الجهود السودانية وقدرات المؤسسات المعنية في احتواء التداعيات الإنسانية.

 

مساعدات إنسانية عاجلة

لدعم جهود التنمية في الصومال، قدمت الإمارات في مايو 2022، مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 35 مليون درهم، في إطار العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، وتأكيدًا لحرصها على دعم الأشقاء ومساندتهم، وسعيها لتطوير علاقاتها الثنائية مع مقديشو.

وتأتي تلك المساهمات، لتوفير الاحتياجات الضرورية لنحو 2.5 مليون شخص ممن تضرروا من موجة الجفاف في الصومال ودعم أوضاعهم الإنسانية، وتعزيز قدرات الحكومة على التعامل مع التحديات الإنسانية التي تواجه هذا البلد الإفريقي.

 

إغاثة بروح أخوة

لتعزيز الجهود الإنسانية المتكاتفة للمتضررين من الفيضانات في باكستان، قدمت الإمارات مساعدات إغاثية، وأرسلت العديد من الطائرات عبر الجسر الجوي، للحد من نتائج ومخاطر الكارثة الطبيعية في البلاد.

وفي أكتوبر 2022، أمر رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم مساعدات إغاثية آنية تشمل نحو 3 آلاف طن مساعدات غذائية وطبية وخيامًا لازمة للإعاشة، لدعم 500 ألف أسرة.

ويأتي هذا بالإضافة إلى تسيير جسر جوي مباشر، يضم 62 طائرة محملة بأطنان من الإمدادات إلى الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث الباكستانية، وذلك لدعم 13 ألف أسرة بالمستلزمات المنزلية العاجلة.

 

أيادي الخير

توالت رحلات الجسر الجوي الإغاثي الإماراتي، التي امتدت إلى أفغانستان، فأمدت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبالتنسيق اللوجيستي مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، أيادي الخير بأطنان من المساعدات لمتضرري الزلزال.

وفي يونيو 2022، أرسلت دولة الإمارات العربية طائرة مساعدات، تحمل 30 طنًّا من المواد الإغاثية، فضلًا عن المواد الغذائية العاجلة، لمساعدة المحتاجين هناك.

 

تضامن إنساني

لم تتوقف المساعدات الإماراتية، إلى هذا الحد، بل وصلت إلى أوروبا، فأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، في إبريل الماضي، إرسال طائرة تحمل 50 طنًّا من المساعدات الإنسانية، وسيارات إسعاف مجهزة طبيًّا، إلى بولندا لدعم اللاجئين والنازحين الأوكرانيين.

وشددت الخارجية على دعم الوصول إلى حل سياسي للأزمة، وحرص الإمارات على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى جانب تكثيف الجهود المبذولة لدعم الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين في أوكرانيا.

وفي أكتوبر الماضي، أمر رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار إلى المدنيين الأوكرانيين.

ربما يعجبك أيضا