«الإمارات للسياسات» يتناول العلاقات الصينية الأمريكية إثر أزمة المنطاد

ابتهال غيث
مناط تجسس

الجدالات السياسية بين المنتمين إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن المنطاد الصيني، عكست تبدلًا كبيرًا في أولويات النخب السياسية الأمريكية تجاه بكين.


أصدر مركز الإمارات للسياسات دراسة بعنوان “حادثة صغيرة وهواجس كبيرة.. أزمة المنطاد وآفاق العلاقات الصينية الأمريكية”.

وتتناول الدراسة المنشورة يوم الثلاثاء 7 فبراير 2023، ما أحدثه دخول المنطاد الصيني إلى المجالين الجويين للولايات المتحدة وكندا، من أزمة دبلوماسية بين واشنطن وبكين، في ظل الاشتباه في أن المنطاد كان غرضه التجسس.

أداة تجسس

أسقطت مقاتلة أمريكية من طراز إف-22 المنطاد قبالة سواحل ساوث كارولينا، ووصفته وكالات الاستخبارات الأمريكية بأنه “أداة تجسس على قواعد عسكرية ومنشآت أمريكية متصلة بالأمن القومي”.

وذكرت الدراسة أن الصين نفت ذلك قطعيًّا، وأشارت إلى أنه مصمم لرصد أحوال الطقس وانحرف عن مساره بفعل الرياح باتجاه شمال غرب أمريكا الشمالية، مبدية أسفها لحدوث ذلك.

مواجهة حزبية أمريكية

عسكت الجدالات السياسية الداخلية بالولايات المتحدة بين المنتمين إلى الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن المنطاد، تبدلًا كبيرًا في أولويات النخب السياسية الأمريكية تجاه صياغة العلاقات مع الصين.

وبينت الدراسة اتهام الجمهوريين للرئيس الأمريكي (الديمقراطي) جو بايدن، بالضعف والتأخر في حماية أمن الأراضي الأمريكية من التهديد الصيني. وفي نسب إليه الديمقراطيون “الحسم والقدرة على ردع عمليات التجسس الصينية”.

سيناريوهات الجانب الأمريكي

استبعدت الدراسة سيناريو سعي قوى داخلية في الصين، خصوصًا بين صفوف جيش التحرير الشعبي الصيني، لتعطيل التقدم في العلاقات الثنائية بين البلدين.

ورجحت الدراسة أن يكون المنطاد انحرف عن مساره بالفعل، أو أن إطلاقه كان جزءًا من خطط روتينية طويلة المدى، وحصل دون الانتباه إلى الأجندة الدبلوماسية والتبعات السياسية المحتملة.

توقعات مستقبلية

تتوقع الدراسة ألا يتخطى الرد الصيني حدود الدبلوماسية، وألا يشمل تحركات ذات طابع عسكري ضد أهداف أمريكية قريبة، مثل طائرات التجسس في بحر الصين الجنوبي.

ورجحت أيضًا توقُّف التصعيد الأمريكي، بسبب رغبة الطرفين في عدم تحول الحادثة إلى أزمة قابلة للتجدد، ومن ثم ينتظر الطرفان الظروف الملائمة لزيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للصين قريبًا.

استنتاجات

خلصت الدراسة إلى أن حادثة المنطاد كانت ناجمة عن خطأ من القيادة الصينية، وليست نتاجًا لأجندة معاكسة لأولويات الرئيس الصيني شي جين بينج، بشأن تحسين العلاقات مع واشنطن.

وبالنسبة إلى الجانب الأمريكي، فقد بلغ القلق لديه من التهديد الصيني ذروته بفعل تلك الحادثة، لارتباطها بانقسامات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وتأثيره المستقبلي المحتمل في الأزمات الكبري بين البلدين.

للاطلاع على الدراسة الأساسية.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا