«الإمارات للسياسات» يستشرف مآلات العلاقات السورية التركية بعد الزلزال

ابتهال غيث
«الإمارات للسياسات» يستشرف مآلات العلاقات السورية التركية بعد الزلزال

تشير تقديرات إلى أن تداعيات الزلزال ستؤثر سلبًا في الاقتصاد التركي، ما سيدفع الحكومة للجوء إلى بدائل غير مكلفة للحفاظ على دورها وفاعليتها الإقليمية.


أصدر مركز الإمارات للسياسات دراسة بعنوان “تحويل الكارثة إلى فرصة.. هل يعجّل الزلزال رأب صدع العلاقات السورية التركية؟”.

وتشير الدراسة المنشورة يوم الأربعاء 8 فبراير 2023، إلى أن كارثة الزلزال ذكّرت الجميع بأن البلدين هما في الأساس إقليم واحد، بالنظر إلى الروابط الجغرافية والبشرية القوية بينهما.

جمود سياسي

دخلت مساعي تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، في الآونة الأخيرة، في حالة من الجمود، نتيجة تصادم طلبات طرفيها وشروطهما، وضعف الحافز لديهما، خاصة بعد اقتراب موعد انتخابات الرئاسة التركية.

وذكرت الدراسة ما أحدثته الحرب من تفاعلات سلبية على الجانبين، عبر اندماجهما في صراع الأيديولوجيات والمشاريع الجيوسياسية المتنافسة، والحسابات السياسية المعقدة التي استنزفت الطرفين.

ديناميكيات تركية جديدة

بيّنت الدراسة أن هجوم المعارضة التركية على حزب العدالة والتنمية الحاكم، بشأن استجابته للزلزال، التي قالت إنها لم تكن بمستوى إمكانيات تركيا، سيكون سلاحًا تستخدمه في حملتها الانتخابية في مايو المقبل ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأبرزت الدراسة التقديرات التي تشير إلى أن تداعيات الزلزال ستؤثر سلبًا في الاقتصاد التركي، ما سيدفع الحكومة للجوء إلى بدائل غير مكلفة، للحفاظ على دورها وفاعليتها الإقليمية.

توقعات مستقبلية

رجحت الدراسة أن تركيا ستركز على الأدوات الناعمة بدل الإنفاق على المعارضة السورية المسلحة، وستلجأ إلى الحوار والقنوات الدبلوماسية وتعزيز التجارة مع سوريا.

وتبدو تركيا أمام خيارين، إما الاستمرار في هدر الموارد على مشاريع لن تؤتي ثمارها في وضع جيوسياسي معقَّد، وإما الانكفاء داخليًّا وخسارة أكثر من عقدين من الاستثمار.

ضرورة حتمية

تبدو كارثة الزلزال لدى الطرفين فرصة للتواصل والتوافق على سياسات معينة لمواجهة آثارها، فغالبًا ما يكون للمآسي التي تصيب الدول دور فعلي في إشاعة روح التضامن بين الخصوم.

وتفرض الكارثة على الدولتين وضع العديد من الحسابات السياسية جانبًا، أو التخفيف من تأثيراتها قدر الإمكان، لتحسين القدرة على إدارة هذا النوع من الأزمات الهائلة بفاعلية أكبر.

عوائق التقارب السوري التركي

ذكرت الدراسة أنه رغم الزلزال، لا تزال أمام التقارب بين البلدين عوائق، منها الرفض الأمريكي لأي تطبيع مع النظام السوري، حتى في ظل كارثة الزلزال.

وقد يرى أردوغان أن الوقت تأخر لتوظيف ورقة التقارب مع النظام السوري في الانتخابات المقبلة، أو أن يرى الرئيس السوري بشار الأسد أن أردوغان بات في موقف ضعيف بعد الكارثة ولا بأس في رؤيته يغرق أكثر.

استنتاجات

رجحت الدراسة أن يلجأ الطرفان إلى تنشيط خطوط التواصل بينهما أو الاتفاق على لقاءات على مستويات عليا قريبًا، إذ يفرض التعامل مع الكارثة تنسيق الطرفين سياستهما تجاهها.

وخلصت الدراسة إلى أن على الطرفين تكثيف التواصل المباشر، والبدء بالملفات المستعجلة، مثل فتح طريق إم 4 الذي سيكون له دور في تلبية الإغاثة الإنسانية في سوريا.

للاطلاع على الرابط الأساسي للدراسة.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا