الإمارات والصين.. علاقات نموذجية تتسم بالتعاون المثمر

يتوجه رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين الخميس المقبل الموافق 30 مايو 2024، تلبية لدعوة الرئيس الصيني، شي جين بينج، لمناقشة العلاقات بين البلدين وتعزيزها في عدد من القضايا.

وخلال الزيارة سيشهد الشيخ محمد بن زايد احتفالات الذكرى الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين، كما سيشارك في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني.

شراكة استراتيجية شاملة

تأسست العلاقات الرسمية بين دولة الإمارات والصين عام 1984، وأعقب ذلك بـ6 سنوات زيارة تاريخية لمؤسس دولة الإمارات، المغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وفي عام 2018، قام الرئيس الصيني بزيارة دولة إلى الإمارات، وخلال تم تعزيز العلاقات بين البلدين لتصبح في إطار “شراكة استراتيجية شاملة”، وقام الشيخ محمد بن زايد، بصفته ولي عهد أبوظبي حينها، بزيارة الصين في العام التالي.

لقاء سابق بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس شي جين بينغ

الإمارات أكبر شريك تجاري للصين

تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الصين بعد زيارة لكوريا الجنوبية تستغرق يومين، وستبدأ الثلاثاء المقبل، ومن المقرر أن يلتقي خلالها رئيس دولة الإمارات رئيس كوريا الجنوبية “يون سوك يول”.

ونشر موقع “تشاينا بريفينح” تقريرًا في 10 مايو الماضي، بعنوان “الصين والإمارات العربية المتحدة.. آفاق التجارة والاستثمار الثنائية”، أشار خلاله للعلاقات القوية بين دولة الإمارات والصين، مشيرا إلى أنها تتمتع بشراكة قوية تمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون.

وأضاف التقرير، أن دولة الإمارات تعد أكبر شريك تجاري للصين في العالم العربي، حيث تمتد الاستثمارات إلى قطاعات رئيسية مثل الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا، وتستمر هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة في التطور، مما يظهر الالتزام المتبادل بالنمو الاقتصادي والتعاون العالمي.

لقاء سابق بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس شي جين بينغ

شراكة استراتيجية مميزة

بالإضافة إلى ذلك، تلعب دولة الإمارات دورًا حاسمًا في تعزيز أهداف السياسة الخارجية للصين، مثل التعاون بين بلدان الجنوب، وخاصة في التعاون الفني بين الدول النامية والجنوب العالمي في مجالات مثل الموارد والتكنولوجيا.

وتحافظ الإمارات والصين على شراكة استراتيجية مميزة تهدف إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات، فيما وصف التقرير تعاون البلدين فإن تعاونهما يعد بمثابة نموذج قيم للدول النامية التي تسعى إلى رسم مسار مستقل نحو التحديث والتنمية.

وأشار التقرير إلى دور الإمارات في مبادرة الحزام والطريق الصينية، قائلا: إنه مما لا شك فيه أن منطقة الخليج تلعب دورًا مهمًا في مبادرة الحزام والطريق نظرًا لموقعها الجغرافي على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس شي جين بينغ

الإمارات دولة مهمة

تتمتع دولة الإمارات بوضع جيد لقيادة دول مبادرة الحزام والطريق في الخليج وتعزيز مكانتها كمركز تجاري بالمنطقة ومدخل إلى إفريقيا، وكانت الصين ثاني أكبر شريك اقتصادي لدولة الإمارات قبل انضمامها إلى مبادرة الحزام والطريق، حيث وصلت التجارة الثنائية بين البلدين لـ50 مليار دولار أمريكي عام 2019.

وتعليقا على الزيارة، قال أستاذ العلوم السياسية، اكرام بدر الدين، إن الإمارات دولة مهمة في منطقة الخليج العربي، ومن ناحية أخرى، الصين ذات ثقل كبير في قارة آسيا.

مردود إيجابي عميق

أضاف بدر الدين في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن العلاقات بين البلدين لها مردود إيجابي عميق على مستويات عديدة منها الاقتصاد والتجاري، وبينهم استثمارات ومشروعات مشتركة عملاقة، مما يعود بالفائدة على البلدين.

أستاذ العلوم السياسية إكرام بدر الدين
عن زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد إلى الصين

وأوضح أنه يمكن أن تكون هناك تبادل في مجالات أخرى على مستوى قطاع السياحة والعمل على زيادة التبادل التجاري، مما سيعود بنتائج إضافية على البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تتطور بشكل كبير باستمرار، خاصة بعد أن أصبحت الإمارات جزءًا من مبادرة الحزام والطريق.