الإمارات ومصر والمغرب.. انطلاقة عربية نحو ريادة مشهد الطاقة العالمي

أحمد السيد

تستهدف دول الإمارات ومصر المغرب زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة وصولًا إلى الحياد الكربوني في 2050.. فما أبرز الخطوات التي اتخذتها الدول الثلاث؟


تتجه الدول العربية للتحول إلى الطاقة الخضراء عبر تعزيز إنتاج الطاقة المتجددة باستثمارات مليارية ضخمة في عدد من المشروعات لإنتاج الطاقة المستدامة.

وتبرز الإمارات ومصر والمغرب، بين الدول العربية، بعد أن وأطلقت الدول الثلاث استراتيجيات وخططًا واعدة لجذب الاستثمارات في قطاعات الطاقة النظيفة، وتحقيق الحياد الكربوني العالمي بحلول العام 2050.

الإمارات تخصص مليارات الدولارات للطاقة النظيفة

تهدف استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في الدولة إلى 50%، منها 44% طاقة متجددة، و6% طاقة نووية، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم، أي قرابة 190.6 مليار دولار حتى عام 2050، وفق تقرير صحيفة “البيان“، في 8 أكتوبر 2021.

الطاقة المتجددة

لتحقيق تلك الخطة، خصصت الإمارات استثمارات بقيمة 600 مليار درهم، ما يعادل 163.3 مليار دولار، حتى العام 2050، لضمان تلبية الطلب على الطاقة، وتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، إضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء 70% خلال العقود الثلاث المقبلة.

الإمارات أول مشغل عربي للطاقة النووية

أعلنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الإماراتية، في 18 يونيو 2022، إصدار رخصة تشغيل الوحدة الثالثة لمحطة براكة للطاقة النووية لصالح شركة “نواة للطاقة” التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي تتولى بدورها مسؤولية تشغيل المحطة الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، بحسب موقع قناة “العربية“.

محطة براكة النووية السلمية

وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مارس الماضي، بدء تشغيل العمليات التجارية بمحطة براكة في وحدتها الثانية التي تضيف 1400 ميجاوات من الكهرباء الخالية من الكربون إلى الشبكة الوطنية للكهرباء، وبذلك سيصل إجمالي إنتاج الوحدتين الأولى والثانية إلى 2800 ميجاوات. وربط الوحدة الأولى لمحطة براكة بشبكة الكهرباء الوطنية في أغسطس 2020، والوحدة الثانية في سبتمبر 2021.

مصر تتصدر المنطقة في طاقة الرياح والطاقة الشمسية

بعد الإمارات، تأتي مصر لتتصدر دول المنطقة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتعد قوة إقليمية كبرى في هذا المجال، وتولد المشروعات ذات الحجم الصناعي قدرات إجمالية تصل إلى 3.5 جيجاوات سنويًّا، وفقا لتقرير جديد صادر عن منظمة مرصد الطاقة العالمي غير الربحية ومقرها الولايات المتحدة، التي تتعقب مشاريع الطاقة المتجددة.

وتتفوق مصر على أي دولة عربية أخرى، وتتجاوز الإمارات التي تحل في المرتبة الثانية بما يقرب من 1 جيجاوات، بحسب تقرير “إنتربرايز” في 19 يوليو 2022. وكذلك، الطاقة المتجددة

مصر تجذب 8 مليارات دولار لإنتاج الهيدروجين الأخضر

أعلن مجلس الوزراء المصري، في 27 يوليو 2022، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة هندية لإقامة مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وذكر أن شركة “رنيو باور برايفت ليمتد” الهندية ستبني مصنعًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة 20 ألف طن سنويًّا، وباستثمارات تبلغ 8 مليارات دولار.

وبجانب ذلك، سبق أن جذبت مصر استثمارات بقيمة ملياري دولار لمجمع “بنبان” للطاقة الشمسية بأسوان، الذي يوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، بحسب المركز الإعلامي لمجلس الوزراء في 13 مارس 2019.

المغرب يستهدف ريادة عالمية في الطاقة المتجددة

يسعى المغرب ليصبح رائدًا عالميًّا في الطاقة المتجددة، وبدأ تنفيذ المزيد من مشروعات المستدامة التي تضع البلاد على خريطة كبرى الدول المصدرة للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، وفقًا لما نقلته منصة الطاقة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، في 24 فبراير 2022.

3279116 360

ونظرًا لما يتمتع به من إمكانات هائلة لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، بدأ المغرب في تنفيذ خطوات كبيرة لتحقيق ذلك، وبحلول عام 2030، تهدف المملكة إضافة 20% من طاقة الرياح، و20% من الطاقة الشمسية، و12% من الطاقة الكهرومائية إلى مزيج الطاقة، إلى جانب اعتمادها على الطاقة المتجددة بـ80% بحلول عام 2050.

وكشفت شركة “إكس لينكس” البريطانية للطاقة المتجددة عن أحدث خطواتها لتنفيذ أطول خط كهرباء بحري في العالم يربط بين المغرب وبريطانيا، وتخطط الشركة لتنفيذ خط الكهرباء قبالة سواحل المغرب والبرتغال وإسبانيا وفرنسا، وتقدر تكلفته قرابة 22 مليار دولار أمريكي.

ربما يعجبك أيضا