الإيكونومست تسأل وتجيب: لماذا لن ينصلح الاقتصاد الصيني؟

عمر رأفت
إيكونومست: لماذا لن ينصلح حال الاقتصاد الصيني؟ 

يمر الاقتصاد الصيني بمشكلات كبيرة خاصة في ظل سياسات الرئيس شي جين بينج للسيطرة على جميع مؤسسات الدولة.


يمر الاقتصاد الصيني بحالة ليست الأفضل، بسبب القرارات التي وصفت بالسيئة، التي تتخذها الحكومة خلال الفترة الماضية. 

وتحدثت مجلة الإيكونومست البريطانية، في تقرير لها، أمس الخميس 24 أغسطس 2023، عن الاقتصاد الصيني، وكيف أن هذا الاقتصاد يمر بصعوبات كبيرة على الرغم من ضخامته. 

معاناة الاقتصاد الصيني

قالت المجلة البريطانية إن الإصلاح الزراعي والتصنيع ساهموا بقدر كبير في انتعاش الاقتصاد الصيني في عام 1978، حتى إنه أصبح ينافس نظيره الأمريكي، ورغم ذلك، وبعد تخلي الحكومة الصينية عن سياسات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، كان من المفترض أن ينتعش الاقتصاد الصيني، ولكن مشكلاته صارت أكبر من ذي قبل. 

اقرأ أيضًا: الصين تطالب أمريكا بوقف مبيعات الأسلحة إلى تايوان

وأضافت الإيكونومست أن الاقتصاد الصيني نما بمعدل سنوي بلغ 3.2% فقط في الربع الثاني من هذا العام، وهذا يمثل خيبة أمل كبيرة، خاصة في ظل نمو الاقتصاد الأمريكي 6% تقريبًا.  

دوامة انكماش؟

انخفضت أسعار المنازل في الصين، وتعثرت شركات تطوير العقارات، التي تميل إلى بيع المنازل قبل بنائها، ما أدى إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري والصادرات.

وفي ظل ارتفاع التضخم في جزء كبير من العالم، تعاني الصين مشكلة أخرى وهي انخفاض أسعار المستهلك في العام المالي المنتهي في يوليو الماضي.

ويحذر بعض المحللين من أن الصين قد تدخل في ما تسمى بدوامة الانكماش، مثل التي حدثت في اليابان في التسعينات. 

الصين

الصين

سياسات بينج

أشارت الصحيفة إلى أن “دوامة الانكماش” التي يمكن أن تمر بها الصين ما هي إلا جزء بسيط من العلل التي يمر بها الاقتصاد الصيني، وسوف يكون النقص المزمن في النمو أسوأ في الصين بسبب فقر الشعب الصيني. 

وتعاني الصين مشكلات أخرى أبرزها ضعف الطلب والديون، وتنبع العديد من التحديات التي تواجهها من إخفاقات في عملية صنع السياسات الاقتصادية، خاصة في ظل سياسات الرئيس الصيني شي جين بينج. 

اقرأ أيضًا: واشنطن: مستعدون لمواجهة عواقب ضعف الاقتصاد الصيني

وتشير التقارير إلى أن بينج يعتقد أن الصين يجب أن تستعد لصراع اقتصادي مستدام، أو عسكري، مع أمريكا، وهو على استعداد لتقديم تضحيات مادية لتحقيق تلك الأهداف، ولكن حتى تلك الرؤية تعتبر معيبة، وفق ما وصفتها إيكونومست. 

واشنطن: مستعدون لمواجهة عواقب ضعف الاقتصاد الصيني

واشنطن: مستعدون لمواجهة عواقب ضعف الاقتصاد الصيني

مشكلات الصين

أوضحت المجلة البريطانية أن سياسات الحكومة الصينية في الهجوم على شركات التكنولوجيا أدت إلى تخويف رواد الأعمال، وإذا ازداد الانكماش المستمر بسبب رفض السلطات تعزيز الاستهلاك، فسوف ترتفع قيمة الديون الحقيقية وتثقل كاهل الاقتصاد أكثر.

وفي حال عدم رفع مستويات المعيشة للشعب، ستضعف قبض شي على السلطة، وتتقلص قدرته على مجاراة الولايات المتحدة. 

واختتمت الإيكونوميست بأن مشكلات الصين تبدأ من الشخصيات العليا، ومرشحة في الاستمرار نحو الأسوأ، بل وقد تتفاقم أكثر فأكثر، ما سيؤدي إلى إضعاف الاقتصاد أكثر فأكثر، وستتزايد الضغوط من واشنطن، خاصة في صناعات مثل الرقائق الإلكترونية، التي تعتبر ذات أهمية اقتصادية كبيرة للصين. 

ربما يعجبك أيضا