الاجتياح البري لغزة قد يشعل حربًا إقليمية.. كيف ولماذا؟

سيناريو الحرب الإقليمية غير مستبعد مع تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة

محمد النحاس

قد يؤدي الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة إلى إشعال المنطقة بالكامل.


حذر تقرير نشره موقع المونيتور الإخباري، من التداعيات المحتملة لشن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًّا على قطاع غزة والذي حاولت إسرائيل بدأه بالفعل تحت مسمى عملية برية واسعة النطاق. 

وحسب التقرير، فإن البنتاغون الذي يواجه احتمال الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة الناطق من شأنها أن تؤدي على الأرجح إلى انهيار استراتيجية واشنطن بأكملها في الشرق الأوسط، أرسل قادة مخضرمين شاركوا في الحرب ضد داعش، إلى تل أبيب في محاولة لتهدئة وتوجيه الإصرار الإسرائيلي على العملية البرية.

مخاطر تمدد الصراع

وفق التقرير، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، أن حدوث نوع ما من الغزو لقطاع غزة أمر مؤكد، وبينما كانت صفوف الجيش الإسرائيلي تحتشد على تخوم القطاع، أصدر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ما بدا أنه تحذير أخير أمام الأمم المتحدة في نيويورك يوم الخميس.

وقال عبد اللهيان: “أقول بصراحة للأمريكيين، الذين يديرون الآن الإبادة الجماعية في فلسطين، إننا لا نرحب بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة”، لكنني أحذر، إذا استمرت الإبادة الجماعية في غزة، فإن هذه النار ستطالهم. 

ليست تهديدات جوفاء

قال مسؤولون أمريكيون سابقون لمجلة “سكيورتي برينج”، إن هناك سببًا وجيهًا لتصديق أن تهديدات طهران جادة، على سبيل المثال، استهدفت مجموعات شيعية في العراق وسوريا بالفعل عبر هجمات صاروخية والهجمات بطائرات مسيرة قواعد أمريكية، ما أدى إلى إصابة 21 جنديًا أمريكيًا بجروح طفيفة.

 وتحذر المجموعات الشيعية في سوريا من القيام بهجمات أكثر كثافة، وحسب التقرير يقول مسؤولون عسكريون أمريكيون إنهم يأخذون التهديدات على محمل الجد، وقد يقود هذا لعرقلة المصالح الأمريكية في المناطق فضلًا عن احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة.

جبهة الشمال

بحسب التقرير، ففي تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، دعا مسؤول كبير في حماس مجموعات أخرى للانخراط في القتال، لتخفيف الضغط على الحركة، في حين أن حزب الله لم يُظهر سوى القليل من المؤشرات على اهتمامه بتصعيد الصراع على نحو شامل، إلا أنه من المحتمل أنه ينتظر إرسال إسرائيل قواتها إلى غزة.

ويبدو أن الإسرائيليين يعتمدون على القوة النارية الساحقة لردع حزب الله، ومنعه من فتح جبهة إضافية، ومع ذلك، حتى في نطاق عملية غزة، لا يزال هناك تناقضًا أساسيًا بين هدف الجيش الإسرائيلي المعلن في البداية وهو القضاء على حماس بالكامل والمهمة الظاهرية المتمثلة في الحفاظ على حياة أكثر من 200 رهينة محتجزين في قطاع غزة.

معركة ضارية

من المتوقع أن تكون المعارك ضارية، حال حدوث الاجتياح البري، إذ تهدد حماس بسحق المهاجمين الإسرائيليين، عبر شبكة الأنفاق الضخمة التي تتمدد أسفل القطاع، ولا يعلم أحد ماذا ينتظر الإسرائيليين، وقارن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين السابقين  القتال بالمعركة  الشرسة في الموصل ضد داعش في 2016-2017.

في وقتٍ سابق، قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الذي كان على اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي كل يوم تقريبًا منذ بداية الحرب، لشبكة ABC News الأمريكية “إن حرب المدن صعبة للغاية”، فضلاً عن معضلة وجود أكثر من 200 رهينة في يد المقاتلين الفلسطينيين. 

هجمات عنيفة

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ متأخر من الجمعة هجمات برية وجوية وبحرية على قطاع غزة في تمهيد محتمل للعملية البرية الشاملة، زاعمًا أنه استهدف أنفاق تابعة للفصائل الفلسطينية، وبنى تحتية أخرى، وسط قصف عنيف وغير مسبوق، وحتى السبت استمرت الهجمات لكن بوتيرة أقل خاصةً في ما يتعلق بمحاولات التقدم البري. 

كانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت ارتفاع عدد الشهداء إلى 7 آلاف و703 شهداء، بينهم 3 آلاف و595 طفلًا والمصابين إلى 19 ألفًا و734 مصابًا منذ أن بدأت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة.

وأضافت الوزارة، أن 825 عائلة تعرضت للإبادة بالكامل بسبب مجازر الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة بالتدخل الدولي العاجل لحماية المؤسسات الصحية والمستشفيات والطواقم الطبية في القطاع، في المقابل أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 311 عسكري منذ السابع من أكتوبر، فضلًا عن أكثر من 1300 قتيل إسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا