الاحتلال يستخدم كورونا كسلاح لتهجير المقدسيين ونوال أول الشهداء

محمود

رؤية – محمد عبدالكريم
 
القدس المحتلة – وجد الاحتلال الإسرائيلي، في فيروس كورونا المستجد، سلاحا لتهجير المقدسيين من المدينة المقدسة، بعد أن جهد بكافة الطرق لمنع أي نشاط لمواجهة الوباء، فكانت نوال أبوالحمص (78 عاما) من بلدة العيسوية بالقدس المحتلة،  أولى شهداء هذا السلاح.

يأتي ذلك عقب أسبوع من تحذير أطباء مقدسيين من انتشار كبير ومتسارع لفيروس كورونا في الأحياء المقدسية وسط تعتيم الاحتلال على المعلومات الخاصة بهذا الانتشار، وتقصيره في إجراء الفحوصات للمقدسيين وتوفير الإجراءات الوقائية لهم.
 
جاء هذا التحذير في بيان أطلقته شبكة أطباء القدس، وذلك عقب الإعلان المفاجئ عن عدد كبير من الإصابات في سلوان بالقدس المحتلة قبل 5 أيام، وشددت الشبكة على أنه يتوجب على المقدسيين اتخاذ إجراءات طبية ذاتية وتجنب الاستهتار لحماية أنفسهم من هذا الوباء، في ظل تقصير سلطات الاحتلال عن القيام بدورها.

ولا تملك وزارة الصحة الفلسطينية، أي صلاحيات داخل القدس الشرقية، ما يترك المعلومات عن الإصابات بالمدينة، حصريا بيد وزارة الصحة الإسرائيلية. ويؤكد فادي الهدمي، وزير شؤون القدس الفلسطيني، أن وزارة الصحة الإسرائيلية، لا تفصح عن الأعداد الدقيقة للمصابين من القدس الشرقية المحتلة.

أطباء فلسطينيون وبالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، جلبوا عددا من المسحات لاختبار مواطنين محتمل إصابتهم بالفيروس، لكن شرطة الاحتلال الإسرائيلية داهمت، عيادة صغيرة تمت إقامتها لهذا الغرض في أحد مساجد البلدة، واعتقلت القائمين عليها ولا توجد إحصائيات دقيقة عن أعداد المصابين بكورونا في القدس الشرقية، بسبب رفض وزارة الصحة الإسرائيلية الكشف عن هذه المعلومات، ولأن إسرائيل تعتبر القدس، بشطريها الشرقي والغربي، عاصمة لها فإنها تجمل المصابين في القدس الشرقية، ضمن الإصابات في مدينة القدس. ولكن المعطيات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الإصابات في القدس الغربية، هي عشرات أضعاف الإصابات في القدس الشرقية.
 
وقال مدير الخدمات الطبية في المركز الطبي في بيت صفافا الطبي، الدكتور فؤاد أبوحامد: إن ما يجري في وزارة الصحة الإسرائيلية بحق المقدسيين مستهجن فهي تصدر إحصائيات حول عدد المصابين وحسب الأحياء اليهودية وتستثني البلدات العربية ورغم محاولة الأطباء التوجه لوزارة الصحة للحصول على أرقام حقيقية ولكن دون جدوى والأرقام الموجودة هي أرقام بجهد شخصي يجري لملمة حالة حالة لجمع معلومات.
 
وبين الدكتور أبوحامد، أن المعلومات القليلة المتوفرة تشير إلى أكثر من 70 إصابة مؤكدة بالقدس الشرقية علما بأن الوباء منتشر بشكل كبير في القدس الغربية، ومعدل التسارع مذهل في القدس، ففي منطقة سلوان سجل في اليومين الماضيين 36 حالة مؤكدة، وهذا تسارع خطير ومخيف جدا.

ومن ناحية الفحوصات الطبية الخاصة بفيروس كورونا، قال: إن الاحتلال أقام محطتين للفحص واحدة في جبل المكبر ومحطة أخرى بشعفاط، وكذلك صناديق المرضى في القدس تجري فحوصات أيضًا، ولكننا بحاجة لمحطات أخرى، ويوجد مشكلة حقيقية في الفحص بالأحياء خارج الجدار في كفر عقب ومخيم شعفاط، وهناك يعيش أكثر من 100 ألف مقدسي.
 
وأضاف: إن وضع القدس صعب أكثر لأنه يصعب الحصول على أرقام عن المصابين من الاحتلال، وكذلك كل المراكز الطبية تنسق مع الاحتلال في هذا الموضوع، ولكن الاحتلال لا يولي أي أهمية للإصابات في صفوف المقدسيين.
 
وأعلن المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم، تسجيل أول حالة وفاة في مدينة القدس المحتلة بسبب فيروس كورونا فجر اليوم السبت، وهي للمسنة نوال أبوالحمص (78 عاما)، مشيرا إلى أنها كانت تُعاني من أمراض مزمنة أخرى قبل إصابتها بالفيروس.
 
كما أعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة، تسجيل 6 إصابات جديدة في فلسطين، بينها اصابتان لعاملين من بلدة قطنة شمال غرب القدس، و4 مخالطين من يطا جنوب الخليل، وبيت عنان والعيزرية وأريحا، لترتفع حصيلة الاصابات إلى 313، بينها 13 حالة في المحافظات الجنوبية، و105 حالات في القدس.
 
وأوضحت الكيلة، أن الحالة الصحية لجميع المرضى مستقرة، وعددهم 227 حالة، وعدد الحالات النشطة 242 حالة، وحالات الشفاء هي 69 حالة، فيما بلغت نسبة الإصابات في صفوف العمال ومخالطيهم 75%.

ربما يعجبك أيضا