الاحتلال يقتل الشهداء مرتين

دعاء عبدالنبي

رؤية – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – “صمت القبور” مقولة بددتها هدير جرافات الاحتلال، التي جرفت جزءًا من مقبرة الشهداء في القدس التي تضم جثامين نحو 400 شهيدًا عربيًا من عدة دول عربية لا سيما الأردنيين، ارتقوا خلال احتلال ما تبقى من القدس عام 1967.

هذا الاعتداء، أمس الإثنين، على جثامين الشهداء في قبورهم للمرة الثالثة على التوالي، في المقبرة الملاصقة للمسجد الأقصى، يأتي في وقت تتزايد فيه التحديات التي تواجه الهيئات الدينية المقدسية والفلسطينيين منذ أيام، بسبب مواصلة الاحتلال الإسرائيلي سياسة استهداف حرم المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وهذا المكان يعتبر امتداداً طبيعياً للمقبرة اليوسفية ولمقبرة “باب الرحمة” المجاورة، ولديها رمزية خاصة.

وقال رئس لجنة رعاية المقابر مصطفى أبو زهرة إن نحو 400 شهيد ارتقوا خلال احتلال ما تبقى من القدس عام 1967 مدفونين في المقبرة، موضحًا أن التجريف جرى قريبًا من النصب التذكاري لهؤلاء الشهداء.

وأوضح أبو زهرة أن مقبرة الشهداء هي امتداد لمقبرة اليوسفية من جهة باب الأسباط شمال المسجد الأقصى، مشيرًا إلى وجود مساع لاتخاذ الإجراءات القانونية لضمان عدم اختراق المقبرة مرة ثانية.

من جهته، استنكر وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ يوسف ادعيس تنفيذ أعمال تجريف في المقبرة، مضيفا أن الاحتلال يعمل منذ سنوات على إنشاء ما تسمى حدائق “وطنية تلمودية” في محيط سور القدس التاريخي لطمس المعالم العربية والإسلامية وإضفاء طابع تلمودي تهويدي على المدينة المقدسة.

وقال ادعيس في بيان صحفي إن الاحتلال اعتدى وهدم وانتهك حرمات عدّة مقابر كمقبرة مأمن الله، إضافة إلى تنفيذ عمليات حفر في مقبرة اليوسفية. داعيا العالم إلى الوقوف بحزم تجاه هذه الأعمال، وتوفير الحماية للأماكن المقدسة.

واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية اعتداء الاحتلال على مقبرة الشهداء “إمعانا في ملاحقة عظام الموتى، وطحنا لرفات الشهداء” وفق بيان صادر عنها.

وحثت الوزارة منظمة اليونسكو ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الإسلامي “على التحرك الفوري، وضمان حماية القبور والمدافن من إرهاب دولة لا تقيم وزنا للمقدسات الإسلامية والمسيحية”.

ويعمل الاحتلال منذ سنوات على إنشاء حدائق “وطنية تلمودية” في محيط سور القدس التاريخي لطمس المعالم العربية وإضفاء طابع تلمودي تهويدي على المدينة المقدسة.

وتضم مقابر القدس الإسلامية رفات كثير من المجاهدين والعلماء والأمراء، ممن ارتقوا دفاعا عنها من قبل الحروب الصليبية وبعدها في العهود الأيوبية والمملوكية والعثمانية.

وتضم القدس خمس مقابر إسلامية، هي مقبرة مأمن الله ومقبرة المجاهدين ومقبرة باب الرحمة والمقبرة اليوسفية ومقبرة النبي داوود، ويقتصر دفن سكان المدينة حاليًا على مقابر باب الرحمة والمجاهدين واليوسفية، وذلك بعد مصادرة أراضي مقبرتي مأمن الله والنبي داوود والاستيلاء عليهما بشكل كامل.

ربما يعجبك أيضا