الاستثمار العقاري.. أمان طويل الأمد أم مخاطر خفية؟

الاستثمار في العقارات.. نصائح لتحقيق عوائد مستدامة

أحمد الحفيظ

يعتبر الاستثمار في العقارات من أقدم وأشهر أنواع الاستثمار، حيث يراه الكثيرون ملاذًا آمنًا لتحقيق عوائد مالية مستدامة على المدى الطويل.

ومع ذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه “هل الاستثمار في العقار فعلًا آمن أم أنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة ينبغي على المستثمرين أخذها في الحسبان؟”.

العقار استثمار آمن

يقول الخبير الاقتصادي أحمد أبو الوفا لـ” شبكة رؤية الإخبارية” إن سمعة العقار تستند كاستثمار آمن إلى عدة عوامل رئيسية، أولها أن العقار يعد أصلًا ملموسًا، مما يمنح المستثمر شعورًا بالثبات والاستقرار مقارنة بالاستثمارات المالية الأخرى مثل الأسهم والسندات التي قد تتأثر بشكل كبير بالتقلبات السوقية.

وبحسب وصف أبو الوفا فأنه يمكن للعقار أن يحافظ على قيمته على المدى الطويل، بل ويمكن أن يرتفع في القيمة مع مرور الزمن، خاصة إذا كان الموقع الذي يقع فيه العقار يشهد نموًا اقتصاديًا وعمرانيًا.

يتابع أبو الوفا حديثه بأن الاستثمار في العقار يوفر دخلاً ثابتًا من خلال تأجير العقارات، هذا الدخل يمكن أن يشكل عائدًا مستمرًا يغطي جزءًا كبيرًا من تكلفة الاستثمار، بل وقد يحقق أرباحًا إضافية على مر السنين. إضافة إلى ذلك، في حالات كثيرة، يتمتع العقار بمزايا ضريبية يمكن أن تخفف من عبء الضرائب على المستثمر، مما يزيد من جاذبيته.

المخاطر الكامنة

رغم المزايا المذكورة، فإن الاستثمار في العقار ليس خاليًا من المخاطر، واحدة من أبرز هذه المخاطر هي التقلبات السوقية، رغم أن العقار يعتبر أكثر استقرارًا مقارنة بأسواق الأسهم، إلا أنه لا يزال عرضة للتقلبات الدورية التي قد تؤثر سلبًا على قيمته حسبما وصف أبو الوفا.

ويتابع أنه في فترات الركود الاقتصادي، قد تنخفض أسعار العقارات بشكل ملحوظ، مما يسبب خسائر كبيرة للمستثمرين الذين اشتروا العقار في فترات ازدهار السوق.

تكلفة عالية

ويقول أبو الوفا أن عامل آخر يجب مراعاته هو التكلفة العالية للاستثمار في العقار، عادة ما يتطلب شراء عقار تمويلًا كبيرًا، مما يجعل الدخول في هذا النوع من الاستثمار صعبًا بالنسبة للمستثمرين الذين لا يملكون رأس مال كبير، بالإضافة إلى ذلك، فإن صيانة العقارات وإدارتها يمكن أن تكون مكلفة وتستنزف جزءًا كبيرًا من العوائد المتوقعة.

وفي سياق المخاطر، يمكن أن يتعرض المستثمر لخطر فقدان العقار نتيجة عوامل غير متوقعة، مثل الكوارث الطبيعية أو التغيرات التشريعية التي قد تؤثر على حقوق الملكية أو استخدامات العقار، كما أن تقلبات سوق الإيجارات قد تؤدي إلى صعوبة في تأجير العقار لفترات طويلة، مما يعرّض المستثمر لخسائر محتملة، حسبما ذكر أبو الوفا.

التوازن بين الأمان والمخاطر

يشير الخبير الاقتصادي إلى أنه من أجل تحقيق توازن ناجح بين الأمان والمخاطر في الاستثمار العقاري، يجب على المستثمرين اتخاذ خطوات مدروسة، حيث أنه من الضروري القيام ببحث شامل للسوق قبل اتخاذ قرار الشراء، لضمان أن العقار يقع في منطقة ذات إمكانات نمو واعدة، كذلك، يُفضل تنويع المحفظة العقارية، بمعنى عدم التركيز على نوع واحد من العقارات أو منطقة جغرافية واحدة، لتقليل المخاطر المرتبطة بأي قطاع معين.

كما ينبغي للمستثمرين الاستفادة من استشارات المتخصصين في المجال العقاري، بما في ذلك المحامين والمستشارين الماليين، لضمان أن يكونوا على دراية بجميع الجوانب القانونية والمالية المتعلقة بالاستثمار، حسب وصف أبو الوفا.

تخطيط محكم

وختم أبو الوفا قائلا إن الاستثمار في العقار قد يكون آمنًا إذا تم التخطيط له وتنفيذه بعناية، مع مراعاة المخاطر المحتملة واتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومع ذلك، يبقى هذا الاستثمار محفوفًا بالمخاطر مثل أي استثمار آخر، ويجب على المستثمرين أن يكونوا مستعدين للتعامل مع التحديات التي قد تنشأ على طول الطريق، حيث أن الاستثمار العقاري، حين يُدار بذكاء، يمكن أن يكون مصدرًا مستدامًا للثروة، لكنه يتطلب معرفة وإدارة دقيقة للمخاطر لتحقيق النجاح.

ربما يعجبك أيضا