الانتخابات التركية.. هل يستمر أردوغان أم تنجح المعارضة الهشة؟

عمر رأفت
الانتخابات الرئاسية التركية 2023 .. هل ينجح أردوغان في الإطاحة بالمعارضة الهشة ؟

تركيا يفصلها أقل من 4 أشهر عن الانتخابات الرئاسية التي قد تمدد حكم أردوغان الذي استمر 20 عامًا إلى فترة رئاسية أخرى.


تشهد تركيا انتخابات مفصلية بعد أقل من 4 أشهر، سيسعى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان للحفاظ على موقعه.

ومن المنتظر أن تحشد المعارضة التركية كامل قوتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لمنع تمديد حكم أردوغان الذي استمر 20 عامًا، إلى فترة رئاسية أخرى حتى عام 2029، لكن البعض يرى أن تحالف المعارضين يتسم بالهشاشة.

الانتخابات الرئاسية التركية وموقف المعارضة

تفيد شبكة بلومبرج الأمريكية، أن أكبر تجمع لزعماء المعارضة في تركيا على الإطلاق يسعى لتسوية الخلافات، واختيار مرشح لمواجهة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه من المتوقع أن يصوت أقل من نصف الناخبين في البلاد لصالح حزب العدالة والتنمية، بزعامة أردوغان. ويتطلع معارضو أردوغان إلى وقف ما وصفوه بالنظام الاستبدادي وحكم الرجل الواحد، بعد أن هيمن الرئيس التركي الحالي على كل شيء في تركيا.

أزمات تواجه تركيا

تأتي الانتخابات وسط أزمة كبيرة في المعيشة في تركيا، أثرت في الفقراء تحديدًا، وهم الشريحة التي تدعم أردوغان بشدة.

وتسلط استطلاعات الرأي الضوء على إحباط الناخبين من التضخم، وحالة الاقتصاد، وإدارة أردوغان له على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن المعارضة التركية فشلت في استغلال تلك العوامل التي يمكن أن ترجح كفتها.

موعد الانتخابات التركية

يزيد قرار أردوغان بتقديم الانتخابات لأكثر من شهر، لتقام يوم 14 مايو، بدلًا من يونيو، من إلحاح المعارضين للاتفاق على استراتيجية موحدة وتسمية مرشح رئاسي. وفي الوقت الذي تعهدت فيه المعارضة بإدارة البلاد بالتوافق بين كل الأطراف، في حالة الفوز في الانتخابات، رفض أردوغان الفكرة على اعتبارها “عودة إلى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي”.

ويحاول أردوغان جذب أصوات الناخبين لصالحه بتقدم إغراءات، تستهدف الطلاب والعاملين وأصحاب الأعمال والركاب وغيرهم، وعلى رأسها  الإعفاء الضريبي والقروض الرخيصة ودعم الطاقة، وحتى التعهدات بعدم زيادة رسوم الطرق والجسور.

إجراءات سارة من أردوغان للحشد

تضمنت الإجراءات الاقتصادية التي أعلنها أردوغان في الأشهر القليلة الماضية، ما أسماها عليها “بشرى سارة”، حسب ما أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ورفع أردوغان الحد الأدنى للأجور إلى 450 دولارًا شهريًّا، وهو ضعف الزيادة عن العام السابق، وعرض قروضًا عقارية منخفضة الفائدة، وألغى الفائدة على قروض الطلاب، وقدم حزمة دعم بقيمة 10 مليارات دولار للتجار.

انشقاق داخل المعارضة

ألقى موقع “تي جي آرت تي” التركي الضوء على مقال في صحيفة إيكونوميست البريطانية، عن منافس أردوغان في الانتخابات المقبلة، أثار الانتباه إلى الانشقاق في المعارضة بعنوانه القائل “المعارضة التركية يجب أن تفوز، ولكن أمامها عقبات”.

وذكرت الصحيفة في مقالها أن المعارضة تواجه 3 معوقات رئيسة، وذكرت أن التحالف الخاص بها لم يطرح بعد مرشحًا مشتركًا للرئاسة، ولم يتبق سوى أشهر قليلة على الانتخابات، مضيفة أن الانشقاق في المعارضة التركية واضح للجميع.

وبينما تجب استقالة عمدة مدينة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وعمدة مدينة أنقرة منصور يافاش، اللذين من الممكن أن يترشحا في الانتخابات، يعاني كلاهما نقاط ضعف.

خلاف بين الشعب الجمهوري والعمال الكردستاني

أشار المقال إلى أن نجم إمام أوغلو قد تلاشى بالفعل، بعد فوزه بانتخابات عمدة إسطنبول في 2019. وشدد على أن كتلة المعارضة التي تريد الفوز في الانتخابات ضد أردوغان بحاجة إلى أصوات حزب الشعوب الديمقراطي.

وذكر المقال ان “حزب الشعب الجمهوري على استعداد لمواصلة تلقي دعم حزب الشعوب الديمقراطي، لكن حزب الخير الذي يرى حزب الشعوب الديمقراطي على أنه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، يرفض الجلوس إلى طاولة واحدة”.

تقديم أردوغان للانتخابات الرئاسية

قال المتخصص في الشؤون التركية، سامح الجارحي، إن الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة مفترق طرق للأحزاب السياسية التركيةـ لأنها تأتي وسط متغيرات إقليمية ومستجدات دولية كثيرة سوف تؤثر في شكلها.

وأضاف الجارحي لشبكة رؤية الإخبارية، أن اختيار تاريخ 14 مايو للانتخابات ليس من قبيل الصدفة، بل هو تاريخ وصول عدنان مندريس إلى منصب رئيس وزراء تركيا عام 1950، وهو شخصية ذات توجهات دينية.

ونوه بأن أردوغان يعتمد في كتلته التصويتية على المؤيدين الذي يريدون تركيا بخلفية دينية إسلامية. وكان الرئيس التركي يخشى أن إجراء الانتخابات في 18 يونيو سيؤدي إلى خسارة عدد كبير من الأصوات، بسبب زيارتهم لبيت الله الحرام ومناسك الحج.

استغلال الحرب الروسية الأوكرانية

أشار الجارحي إلى أن أردوغان يريد استغلال انخراط تركيا في الأزمة الروسية الأوكرانية من أجل الحشد، خاصة وأن أنقرة أصبح لها دور مهم في قضية تصدير الحبوب، إلى جانب تصدير الغاز إلى روسيا.

وقال المتخصص في الشؤون التركية إن أردوغان يريد أن يقصي المعارضة المتمثلة في الطاولة السداسية (6 أحزاب معارضة) المتحالفة ضده، والتي لم يتفق قادتها بعد على مرشح واحد للانتخابات، وهو ما يريد الزعيم التركي استغلاله.

هشاشة المعارضة

وصف الجارحي المعارضة التركية بأنها “هشة للغاية، فكل حزب يدعم شخصًا للترشح، فعلى سبيل المثال ميرال إكشنار، المرأة الحديدية في تركيا، تدعم أحمد داوود أوغلو”، مشيرًا إلى حالة تخبط بين التحالف قد تؤدي إلى خسارته الانتخابات قبل بدايتها.

ولفت إلى أن أردوغان ما زال يمسك بخيوط اللعبة كاملة، ومن الطبيعي أنه يستطيع أن يفوز بالانتخابات، لما أنجزه في الفترة السابقة من تصفية الخلافات مع دول الخليج العربي والدول العربية والعالم.

ربما يعجبك أيضا