الانتخابات الرئاسية التركية.. هل يستغل كليتشدار أوغلو الفرص المتاحة لهزيمة أرودغان؟

يواجه زعيم المعارضة الرئيس في تركيا كمال كليتشدار أوغلو مهمة صعبة تتمثل في حشد الدعم الكردي، في محاولة للانتصار على الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأعرب حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يُنظر إلى قاعدته الكردية على أنها صانع ملوك في انتخابات مايو، عن استعداده للحوار مع كليتشدار أوغلو، وهو ما يعد أقوى تحد حتى الآن لحكم حزب العدالة والتنمية الذي دام عقدين في تركيا.

انتخابات تركيا .. أوردوغان – كمال كليجدار أوغلو – زعيم المعارضة

تحالف الأمة

حسب تقرير لـ”المونيتور”، يعد التعاون مع حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يخاطر بحظره بسبب صلاته المزعومة بالأكراد المسلحين، لا يزال يمثل مشكلة ساخنة بالنسبة لتحالف الأمة الذي يضم 6 أحزاب معارضة، ويضم قوميين معاديين لحزب الشعوب الديمقراطي.

وكان التحالف على حافة الانهيار يوم الاثنين 6 مارس الجاري، لأن ثاني أكبر أعضاء التحالف، وهو حزب الخير القومي، اعترض على ترشيح كليتشدار أوغلو كمرشح مشترك في مواجهة أردوغان، لكن تراجع عن معارضة هذه الخطوة، ولا يزال حزب الخير يعارض بشدة السماح لحزب الشعوب الديمقراطي بالانضمام إلى التحالف أو التفاوض على أي شروط مقابل دعمه.

حشد الدعم الكردي

تركت زعيمة حزب الخير، ميرال أكشينار، الباب مفتوحًا أمام الاتصالات الفردية بين كليتشدار أوغلو وزعماء حزب الشعوب الديمقراطي.
ويواجه زعيم المعارضة الرئيس في تركيا كمال كليتشدار أوغلو مهمة صعبة تتمثل في حشد الدعم الكردي الحاسم لمحاولته الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان دون استعداء الناخبين القوميين في كتلة المعارضة المتنوعة التي رشحته كمرشح مشترك في الانتخابات المقبلة.

ووسط تراجع الدعم الشعبي الذي يحظى به أردوغان، يمكن أن يعتمد الرئيس التركي على سيناريوهين للفوز بإعادة انتخابه، الأول هو تخلي حزب الخير عن تحالف المعارضة، وهو احتمال بدا وشيك الأسبوع الماضي عندما أطلقت أكشينار انتقادات واسعة على حلفائها لإصرارهم على كليتشدار أوغلو كمرشح رئاسي.

السيناريو الثاني

السيناريو الثاني الذي يمكن أن يساعد أردوغان هو الفصل بين الأكراد وكتلة المعارضة، وكانت إحدى طرق تحقيق ذلك هي تقريب الأكراد من الحزب الحاكم من خلال اقتراح عملية سلام جديدة بشأن القضية الكردية حتى لو كانت رمزية، لكن تحالف أردوغان مع حزب الحركة القومية يمنع مثل هذا الخيار.

وبدلًا من ذلك، يشعر العديد من الأكراد بالقلق من إمكانية استخدام التكتيكات التصعيدية لتأجيج التوترات السياسية والاستقطاب حول القضية الكردية لتقويض أي احتمال للتعاون بين حزب الشعوب الديمقراطي وكتلة المعارضة، وكان كليتشدار أوغلو المرشح الأكثر قبولًا للأكراد، ويتمتع رؤساء بلديات اسطنبول وأنقرة بشعبية أكبر في قطاعات أخرى من المعارضة.

انتخابات تركيا .. أوردوغان – كمال كليجدار أوغلو – زعيم المعارضة

محاولة يائسة

حاول أردوغان استخدام الزعيم المسجون لحزب العمال الكردستاني المحظور، عبد الله أوجلان، في انتخابات 2019 المحلية، عندما خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم سباقات رئاسة البلدية في أنقرة ومن إسطنبول إلى حزب الشعب الجمهوري بزعامة كليتشدار أوغلو.

وفي محاولة يائسة للاستفادة من نفوذ أوجلان وردع الدعم الكردي للمعارضة، دفعت الحكومة في ذلك الوقت أوجلان بكتابة رسالة تحث حزب الشعوب الديمقراطي على البقاء على الحياد.

ورغم ذلك، فشلت هذه الخطوة لأن ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي استجابوا لنداءات معاكسة من زعيم حزب الشعوب الديمقراطي السابق صلاح الدين دميرتاش، وهو أيضًا خلف القضبان وساعد المعارضة على الفوز.

مرة أخرى

قال مصدر مقرب من حزب العمال الكردستاني لـ”المونيتور”، أن الحكومة قد تجرب حظها مرة أخرى وتكرر الخطة السابقة، لكنه لا يتوقع أن يتماشى أوجلان مع ذلك، ولا يعتقد أن أردوغان يمكن أن يطلق انفتاحًا جديدًا للأكراد.

وأضاف المصدر أن الأكراد يحذرون من أي تحركات قد تثير التوترات، مذكرًا أن حزب العمال الكردستاني أعلن وقف إطلاق النار بعد زلزال 6 فبراير في جنوب شرق تركيا.

وأعاد اجتماع وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في 6 مارس مع كبار قادة الجيش إلى الأذهان سيناريو آخر وهو عملية عسكرية تركية جديدة ضد المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، ورغم ذلك فإن الأضواء الحمراء للولايات المتحدة وروسيا لأنقرة والتي تعترض على العملية لم تتغير.

أرضية مشتركة

قال حزب الشعوب الديمقراطي إن بإمكانه تقديم مرشحه الخاص للسباق الرئاسي، ولكن بعد ترشيح كليتشدار أوغلو، سارع الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي ميتات سنكار إلى تهنئته ودعوته إلى المحادثات.

وأشار سانكار إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي سيدعم كليتشدار أوغلو لمساعدته على الفوز في الجولة الأولى من التصويت إذا اتفقت الأحزاب على أجندة ديمقراطية، وهي صياغة يبدو أنها تهدف إلى إيجاد الحد الأدنى من الأرضية المشتركة التي لن تزعج القوميين في كتلة المعارضة.

زيارة حزب الشعوب الديمقراطي

قالت أكشينار إنها لن تعترض على حوار بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي، لكنها ترفض مناقشة أي مطالب لحزب الشعوب الديمقراطي أو دور الحزب في الحكومة المشتركة التي وعد تحالف المعارضة بتشكيلها إذا فاز في الانتخابات.

من جانبه، قال نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل يوم الأربعاء 8 مارس، إن كليتشدار أوغلو، لن ينبذ أي شخص وكان يخطط لزيارة حزب الشعوب الديمقراطي.

المعارضة

أعربت الأجنحة الأخرى في كتلة المعارضة، والمساعدون السابقون لأردوغان، عن دعمهم للاتصالات مع حزب الشعوب الديمقراطي.

وقد يؤدي ترشيح مرشحها بدلًا من دعم كليتشدار أوغلو إلى تكلفة سياسية باهظة للحركة السياسية الكردية بعد أن عانت على نطاق واسع في ظل حكم أردوغان في السنوات الأخيرة، لا يمكنها مواجهة اتهامات بمساعدة أردوغان بشكل غير مباشر في الفوز بإعادة انتخابه.