الانتقادات تحاصر “الصحة المصرية” بعد حادثة “طبيبات المنيا”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – واجهت وزارة الصحة المصرية، انتقادات حادة في أعقاب وقوع حادث مروري، أسفر عن وفاة 3 طبيبات من دفعة عام 2017، وسائق سيارة ميكروباص، إصابة 16 آخرين خلال سفرهن إلى العاصمة المصرية للتدريب في برنامج مبادرة صحة المرأة بمعهد التدريب بالقاهرة، لإجبارها الطبيبات على السفر وحضور التدريب بدون توفير وسيلة نقل أمنة لهن، وتهديدهن بالعقاب في حال تعذر المشاركة في التدريب.

“بداية المأساة”

بدأت الواقعة، بتلقي وزارة الداخلية المصرية، بلاغًا بمصرع 3 أطباء، وإصابة 17 آخرين في حادث مروري إثر وقوع حادث على طريق الأوتوستراد الإقليمي بمنطقة حلوان، وتبين أن سيارة “ميكروباص” تنقل 14 طبيبًا من محافظة المنيا؛ لحضور مؤتمر تابع لوزارة الصحة، تصادمت مع سيارة ربع نقل.

ودفعت وزارة الصحة بعدد كبير من سيارات الإسعاف لنقل المصابين والمتوفين سريعا وتم وضع جثث المتوفين تحت تصرف النيابة العامة وتم رفع درجة الاستعداد للقصوى بجميع مستشفيات محافظة القاهرة، وأكدت الوزارة أن جميع المصابين يتلقون الرعاية الطبية اللازمة وجاري متابعتهم لحين خروجهم بعد تحسن حالتهم الصحية.

وأعلنت الوزارة وفاة 4 أطباء وإصابة 17 آخرين فى حادث اصطدام سيارة ميكروباص، بالقرب من مدينة 15 مايو، أثناء توجههم من المنيا إلى القاهرة لتنفيذ تكليف، موضحة أنه تم نقل المصابين إلى مستشفيات حلوان و15 مايو ويتلقون الرعاية الطبية الكاملة، لافته إلى أن الوزيرة هالة زايد وجهت بتوفير الرعاية الصحية الكاملة للأطباء المصابين بالمستشفيات، وكافة المستلزمات الطبية وأكياس الدم للمصابين.

“كارثة إنسانية”

وأخذت الحادثة منحى “إنسانيًا” مع تداول عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اليوم الأربعاء، صور رسائل نصية عبر تطبيق “واتساب”، بين طبيبات إدارة صحة المنيا، والمنسقة الخاصة بتدريب سرطان الثدي في القاهرة، والذي يظهر فيها إلزام مديري الإدارات الصحية، أمس، طبيبات التكليف بضرورة الحضور للتدريب ضمن الحملة، مع إنذار من يتخلف عن الحضور من بينهن بانتدابهن خارج الإدارة الصحية التابعات لها، مع عدم قبول أي اعتذارات.

وطالبت الطبيبات، بتأجيل سفرهن أو عدم حضورهن، لعدم تبليغهن قبل وقت كاف من التدريب، فضلا عن عدم قدرتهن على توفير وسيلة سفر “أمان”، بسبب تبلغيهن قبل السفر بوقت كاف، فضلا عن تعذر سفرهن لأسباب صحية، لتقابل طلباتهن بالرفض، بسبب وجود تشديدات من الوزارة على ضرورة الحضور، ومعاقبة المتخلفين.

الحادثة الأليمة، كشفت أن بين الضحايا، طبيبة متزوجة قبل شهرين فقط، لقيت مصرعها، فضلا عن إصابة أخرى بانفجار في الرحم، جراء الحادثة، مما أدى إلى وفاة الجنين، وإجراء جراحة لاستئصال الرحم لها، لتطلق سهام النقد باتجاه وزارة الصحة، حيث طالب الأمين العام لنقابة الأطباء المصرية، إيهاب الطاهر، بمحاسبة كل من تورط في صدور قرارات عشوائية، أدت إلى انتقال الأطباء بهذا الشكل من المنيا للتدريب في القاهرة.

ولفت في تصريحات صحفية محلية، إلى أنه كان من المفترض أن يتم توفير مدربين للأطباء في محافظاتهم بدلا من انتقال أعداد كبيرة من الأطباء من محافظة لأخرى، أو توفير وسيلة انتقال مناسبة وآمنة لهم، أو إتاحة فرصة لهم للحجز والسفر بالقطارات، قائلا: “مفيش حاجة اسمها لازم بكرة تكونوا في التدريب، ومفيش حجوزات في القطر، وفي النهاية اضطروا يركبوا وسيلة نقل بهذا السوء”.

قالت الدكتورة فاطمة موسى من أطباء التكليف دفعة 2017 بالمنيا، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إنه تم تحويلها لوزارة الصحة للتحقيق العاجل، لتعذر سفرها لحضور التدريب الإلزامي في الوزاراة، رغم الكارثة، متابعة: “الإدارة مكلميني الصبح بفكرهم بيتطمنوا عليا لأن المفروض كنت هسافر معاهم قالولي عندك تحقيق بكرة، يا نموت يا يحولونا شؤون قانونية”.

“بلاغ للنيابة”

ووجه العديد من رواد موقعي التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر” انتقادات حادة لوزيرة الصحة المصرية، مطالبين بضرورة إقالتها ومحاسبتها بشأن الواقعة.

وأعلن عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر إبراهيم الزيات، إنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، ضد المسؤول عن البرنامج التدريبي ووزيرة الصحة بصفتها حول واقعة حادث الكريمات، مشيرة إلى أن القرارات التعسفية والمجحفة لا تمت للإدارة الصحيحة بصلة، وهو ما أدى لمقتل 4 من الطبيبات واستئصال رحم لإحدى الطبيبات وعملية نزيف حاد في المخ والحالة غير مستقرة والباقي ما زال في معهد ناصر ينتظر مصيره.

ربما يعجبك أيضا