تطور هيكلي.. البحرية الأمريكية تدمج المنصات غير المأهولة في خطة عملياتها

آية سيد
منصات غير مأهولة

30 منصة غير مأهولة شاركت في مناورات "ريمباك 2022" للمرة الأولى.


في 29 يونيو 2022، أطلقت البحرية الأمريكية مناورات حافة المحيط الهادئ، المعروفة بـ”ريمباك”، بمشاركة 26 دولة حول جزر هاواي وجنوب كاليفورنيا.

وقدمت مناورات “ريمباك 2022” لمحة عما ستبدو عليه البحرية الأمريكية في المستقبل، بمشاركة عدد من المنصات غير المأهولة للمرة الأولى، حسب تقرير لصحيفة “ديفينس نيوز“، نشرته أمس الاثنين 8 أغسطس 2022.

مشاركة المنصات غير المأهولة

ذكر التقرير أن “ريمباك 2022” شهدت مشاركة مسيرات “إم كيو-9 بي سي جارديان”، التي كانت تبث فيديو مباشرًا وترسل البيانات إلى مراكز القيادة على اليابسة. وحلقت مسيرات أصغر، مثل مسيرة “في بات”، منطلقة من المدمرة الأمريكية “مايكل مونسور”، لتعمل كجهاز استشعار عن بعد للسفينة.

وبالقرب منها، أجرت سفينتان غير مأهولتين، وهما “نوماد” و”رينجر” دوريات حراسة في المياه وهما خاضعتان لسيطرة طاقم مركز العمليات غير المأهولة في كاليفورنيا. وفي التجربة المنتظرة بشدة، اتحدت سفينتا السطح المتوسطة غير المأهولة “سي هانتر” و”سي هوك” مع مدمرة، لاستعراض قوة التعاون بين المركبات المأهولة وغير المأهولة في البحر.

تطوير المنصات غير المأهولة

حسب التقرير، أخبر رئيس العمليات البحرية، الأدميرال مايك جيلداي، المراسلين أن 30 منصة غير مأهولة شاركت في “ريمباك 2022“، وهذا يسلط الضوء على الاتجاه الذي تسلكه البحرية الأمريكية، والذي يتمثل في العمليات البحرية الموزعة، والعمليات المشتركة في كل المجالات، والتعاون بين المركبات المأهولة وغير المأهولة.

ولفت التقرير إلى أن البحرية الأمريكية استثمرت مليارات الدولارات في تطوير المنصات غيرالمأهولة. لهذا الغرض، حدّث جيلداي مؤخرًا رؤيته الاستراتيجية لـ”خطة الملاحة” بمخطط لأسطول مستقبلي يضم 373 سفينة مأهولة و150 سفينة غير مأهولة، إلى جانب طائرات غير مأهولة للمشاركة في المهام المختلفة.

وأشار التقرير إلى أن الهدف من مشاركة المنظومات غير المأهولة في “ريمباك” هو إظهار أن الحلفاء والشركاء الأقل تقدمًا يمكنهم أن يسلكوا نفس الاتجاه. في هذا الشأن، قال الزميل بمعهد هدسون، براين كلارك إن “المنظومات غير المأهولة توفر وسيلة للجيوش الأقل تقدمًا حتى تظل قادرة على التشغيل البيني مع القوات الأمريكية”، لأن بإمكانها دمج التكنولوجيات الحديثة أسرع من المنصات المأهولة.

التحديات التي تواجه الآلية الجديدة

حسب قائد قسم سفن السطح غير المأهولة، جيرمي ديلي، فإن يختبر تدريب مثل “ريمباك” قدرات السلامة والملاحة لسفن السطح غير المأهولة، ويقيّم الضغط على الأنظمة الميكانيكية والكهربائية في أثناء العمليات المتعلقة بالقتال، ويحدد الحمولات المناسبة. إلا أن البحارة لا يجدون الوقت الكافي للتدريب على تكتيكات التعاون بين المركبات المأهولة وغير المأهولة، وفق التقرير.

وفي الوقت نفسه، يوجه فريق ديلي، والجهات المشاركة الأخرى، عددًا من التساؤلات حول هذه الآلية، منها كيف ستوزع أعمال الصيانة الروتينية بين البحارة والمتعاقدين، وإلى أي مدى يجب أن يكون التكامل محكمًا بين سفينة السطح غير المأهولة وحمولتها والوحدات الموجودة على ظهر السفن القريبة.

ومن التساؤلات، كذلك كيف يمكن تمرير القيادة والسيطرة على سفن السطح غير المأهولة بين السفن المتعددة ومراكز القيادة على اليابسة، لتحقيق أقصى استفادة في أثناء الانتشار الطويل.

الاستفادة من السفن المتوسطة غير المأهولة

بعد مرحلة التدريب في البحر، التي استمرت 11 يومًا، قال ديلي: “أظهرنا حالات للاستخدام الجيد لسفن السطح غير المأهولة متوسطة أو صغيرة الحجم، إلى جانب منصة أكبر”، في إشارة إلى “نوماد” و”رينجر”. لكن كلارك، الزميل في معهد هدسون، أخبر “ديفينس نيوز” أن هذا الدمج بين سفينة سطح غير مأهولة متوسطة الحجم ومدمرة، ليس أفضل استخدام لهذا النوع على المدى البعيد.

وقال كلارك إن “المزايا الرئيسة للمركبات غير المأهولة الأضخم، مثل سفن السطح غير المأهولة متوسطة أو كبيرة الحجم، هي قدرتها على السماح للعمليات بالتوسع لمواكبة التهديد وتوفير المزيد من الخيارات للقادة بشأن كيفية تنظيم قواتهم وتشغيلها”.

عمليات المنطقة الرمادية

أضاف كلارك أنه يريد رؤية السفن غير المأهولة تعمل بنحو أكثر استقلالًا في المستقبل، لافتًا إلى أن قدرتها على فعل هذا ستكون مفيدة بنحو خاص في أشياء مثل عمليات المنطقة الرمادية التي تهيمن على بحر الصين الجنوبي، حيث لا يوجد قتال شامل وإنما تفاعلات متوترة وفحص دقيق للأنشطة.

وذكر كلارك أن البيانات التي تجمعها هذه السفن يمكن أن تذهب إلى مقر مركز العمليات البحرية وتسترشد بها عملية صنع القرار للأسطول كله، بدلًا من كونها مرتبطة بسفينة واحدة. وفي حين أن ديلي رفض مناقشة الاستخدامات المستقبلية المحتملة لهذه السفن، قال إن جزءًا من قيمة مشاركتها في “ريمباك” يتمثل في إظهار “القدرة على التحكم فيها من منصات متعددة، وبطريقة ديناميكية”.

ربما يعجبك أيضا