البحر المتوسط تحول إلى أكبر مقبرة.. وإيطاليا تعلن الحرب على مهربي البشر

عمر رأفت
مهاجرون يصلون لشواطئ جنوب إيطاليا وسط فرض ميلوني عقوبات صارمة على تهريب البشر

تحاول إيطاليا ورئيسة وزرائها، جورجيا ميلوني، إيجاد حلول لعمليات تهريب البشر، التي تتسبب في مقتل العديد من المهاجرين على الشواطئ الإيطالية.


وضعت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، خطة حرب ضد مهربي البشر إلى بلادها، بعدما تحطم قارب مليء بالمهاجرين غير الشرعيين.

وأسفر تحطم القارب عن مقتل العشرات وفقدان عدد كبير من المهاجرين. وذكر موقع إذاعة أمريكا، أن ميلوني ووزراءها سافروا إلى مدينة كالابريا الإيطالية، جنوب البلاد، في خطوة وصفت بالرمزية لتبرز اهتمام حكومتها بحياة المهاجرين، والتقطت الصور خارج مبنى البلدية.

اقرأ أيضًا: إيطاليا تشدد عقوبات السجن على مهربي المهاجرين بعد غرق سفينة

خطط ميلوني

تخطط ميلوني لفرض عقوبات صارمة، قد تصل إلى السجن 30 عامًا لمهربي البشر، وتعهدت بملاحقتهم حول العالم، مشيرة إلى أن الدول التي تثقف مواطنيها بشأن مخاطر الهجرة بنحو غير قانوني لإيطاليا، سيحصلون على مميزات بشأن هجرة العمال بطريقة شرعية.

وذكرت الإذاعة الأمريكية أن مسؤولين محليين قالوا إنه جرى القبض على 200 مهاجر آخرين قبالة سواحل صقلية، وسيجري نقلهم إلى كاتانيا في وقت لاحق.

تدابير لتسهيل وصول اللاجئين

أشارت إذاعة أمريكا إلى أنه توجد توقعات خلال الفترة المقبلة باعتماد تدابير لتسهيل وصول اللاجئين إلى ما يسمى بالممرات الإنسانية إلى أوروبا في أثناء فرارهم من الاضطهاد أو الحروب.

وفي الأسبوع الماضي، جرى انتشال الجثة الثانية والسبعين، بعد 9 أيام من تحطم القارب في ضفة رملية قبالة شاطئ ستيكاتو دي كوترو، ونجا ثمانون شخصًا، كثير منهم هبطوا على الساحل الإيطالي.

انتقادات لاذعة

انتقد قادة المعارضة وجماعات حقوق الإنسان قرار السلطات الإيطالية بعدم إرسال قوارب إنقاذ لخفر السواحل بسرعة، بعد أن رصدت طائرة دورية تابعة لفرونتكس (هي وكالة حماية الحدود والسواحل التابعة للاتحاد الأوروبي) القارب الخشبي على بعد 72 كيلومترًا قبالة ساحل كالابريا قبل ساعات من الحادثة.

وفي الأسبوع الماضي أيضًا، أصر وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتيدوسي، في خطاب ألقاه أمام المشرعين على أن فرونتكس لم تشر إلى أي علامات قلق، ولم يجر إرسال أي إنذار.

في حين أشارت إذاعة أمريكا إلى أنه حتى في الوقت الذي تشن فيه حكومة ميلوني الحملات المخطط لها ضد مهربي البشر، نزل مئات المهاجرين إلى الشاطئ في جزيرة لامبيدوزا الجنوبية في الأيام الأخيرة.

تظاهرات في كوترو

انتشلت زوارق خفر السواحل وشرطة الحدود الإيطالية عشرات المهاجرين إلى بر الأمان من البحر هذا الأسبوع من وسط البحر الأبيض المتوسط، وكان من بينهم 45 مهاجرًا، بينهم 5 أطفال، جرى إنقاذهم يوم الأربعاء الماضي 8 مارس 2023، وأنقذ خفر السواحل في مالطا 38 آخرين بعد غرق قاربهم.

وقال التليفزيون الإيطالي الحكومي إنه جرى إنقاذ 20 مهاجرًا عندما واجه قاربهم مشكلة بعد مغادرته مدينة صفاقس التونسية، وجرى انتشال جثة امرأة، وبعد ظهر يوم الخميس الماضي، وصل أكثر من 1300 مهاجر إلى لامبيدوزا عن طريق البحر.

وتظاهر العشرات من سكان كوترو، الخميس الماضي، حسب ما ذكرت إذاعة أمريكا، تضامنًا مع المهاجرين، في البلدة التي أغلقت المدارس وطوقت المنطقة برجال الأمن لتأمين اجتماع مجلس الوزراء.

اعتصامات الناجين في كوترو

انتشل بعض صيادي البلدة عدد من المهاجرين من البحر، واعتصم الناجون بقطع الطريق في كوترو لمنع نقل الجثث إلى مقبرة في مدينة بولونيا الشمالية، في حين قالت وزارة الداخلية الإيطالية إنها تعمل على تلبية رغبات العائلات في دفن أحبائها حيث يريدون.

وحتى الآن، جرى دفن جثة مهاجر من أفغانستان في كالابريا، وأرسلت جثة ضحية تونسية إلى تونس، وجرى نقل ضحية من أفغانستان إلى ألمانيا، وأعيدت أربع جثث إلى باكستان، ونقلت سبع جثث إلى مقبرة المسلمين في بولونيا، في حين لا يزال يوجد آخرون قد يجري إرسالهم إلى ألمانيا وأفغانستان.

البحر المتوسط أكبر مقبرة في العالم

أكد الباحثان في علم الأنثروبولوجيا، لورنزو ألونّي وديديي فاسان، في مقال نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، أن البحر المتوسط أصبح أكبر مقبرة في العالم للذين يفرون من بلدانهم نحو أوروبا بحثًا عن حياة أفضل، انتقدا كذلك، في مقالهما، سياسة الدول الأوروبية تجاه ملف الهجرة غير النظامية.

وأشار الباحثان إلى أن المنظمة الدولية للهجرة أكدت أن عدد ضحايا الهجرة غير النظامية منذ 2014 بلغ نحو 48 ألفًا، نصفهم في البحر المتوسط، ووصف الباحثان  السياسة الأوروبية إزاء المهاجرين في البحر المتوسط، بالسياسة الإجرامية.

وأوضحا أن تنفيذها متواصل في ظل التجاهل الكامل للكارثة، ولأن عدم التعامل بالقدر الكافي مع حياة المهاجرين يسهم في غرق المزيد من القوارب.

ربما يعجبك أيضا