البداية من القاهرة.. مرشحة لإدارة صندوق النقد تخطب ود إفريقيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تبذل مصر ممثلة في قيادتها السياسية برئاسة عبدالفتاح السيسي جهودًا واسعة على صعيد تحقيق أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، والتي تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية وعلى رأسها تنفيذ الأهداف التنموية في مختلف المجالات المنصوص عليها في أجندة التنمية 2063، وكذلك التركيز على تنفيذ المشروعات القارية التي تمثل أولوية للدول الإفريقية وأهمها المتضمنة في برنامج تنمية البنية التحتية في إفريقيا، والتي تتصل وثيقًا بجهود الجهات المانحة والتي تستطيع أن تضخ أموالًا تدفع بجهود التنمية قدمًا في القارة السمراء.

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئيس الاتحاد الإفريقي، أمس الثلاثاء، كريستالينا جورجييفا، الرئيس التنفيذي للبنك الدولي والمرشحة لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي؛ وذلك بحضور طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي.

شراكة استراتيجية

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أمس، بأن رئيس بلاده رحب بلقاء “جورجييفا”، مؤكدًا اهتمامه بالتشاور المستمر مع قيادات مؤسسات التمويل الدولية انطلاقًا من حرص مصر على دفع التعاون معها كشريك استراتيجي، وذلك في إطار العمل على دعم الخطط الطموحة للتنمية الاقتصادية في مصر وإفريقيا، والتي تمثل نهجًا استراتيجيًا لتحقيق تنمية حقيقية مستدامة بكافة محاورها الاقتصادية والاجتماعية.

كما أكد الرئيس المصري التقدير لحرص “جورجييفا” على زيارة القاهرة والالتقاء بالحكومة المصرية كمرشحة لقيادة صندوق النقد الدولي، واهتمامها بعرض رؤيتها حول مستقبل عمل الصندوق وعلاقاته بمصر وإفريقيا والدول النامية خلال الفترة القادمة، مشيدًا بالتعاون المثمر الذى شهدته العلاقة بين مصر والبنك الدولي خلال فترة تولي “جورجييفا” لمنصب الرئيس التنفيذي للبنك الدولي، وبخبراتها الدولية الكبيرة في المجالات الاقتصادية، وفهمها المتعمق للتحديات التي تواجه الدول النامية وكذا الأولويات الوطنية التي تضعها لتجاوز تلك التحديات واتباع مسار التنمية الشاملة والمستدامة واللحاق بركب الدول المتقدمة.

محطة دعم

وذكر المتحدث الرسمي المصري، أن الرئيس التنفيذي للبنك الدولي أكدت من جانبها حرصها على اختيار مصر كمحطة أولى هامة في جولتها الخارجية لحشد الدعم لترشحها لمنصب المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي؛ وذلك على خلفية قصة نجاح التجربة المصرية في التعاون مع الصندوق في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الشامل خلال السنوات الثلاثة الماضية، والذي نفذته مصر بشكل ممتاز وبالتزام كامل.

مشيدةً بما تحقق في هذا الإطار من نتائج إيجابية واقعية انعكست في رفع معدلات النمو وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وإقامة المشروعات التنموية على نحو جعل من مصر نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مراحل خطوات الإصلاح الاقتصادي.

كما أكدت “جورجييفا” سعيها لأن يتضمن عمل صندوق النقد الدولي في الفترة المقبلة تشجيع الدول المتقدمة على انتهاج سياسات اقتصادية منفتحة ومتجاوبة مع الخطط التنموية للدول النامية، بما في ذلك تسهيل التجارة وحركة الاستثمارات.

تجربة ناجحة

وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وكريستالينا جورجييفا، الرئيس التنفيذي للبنك الدولي والمرشحة لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي، شهد التباحث حول فرص التعاون التنموي في إفريقيا اتصالًا بالرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الإفريقي.

أوضحت “جورجييفا” تطلعها للتشاور مع مصر بشأن خطط صندوق النقد الدولي للتمويل التنموي في إفريقيا، لا سيما في قطاعات البنية الأساسية والتعليم وسيادة القانون، وذلك للاستفادة من تجربة مصر الناجحة والملهمة مع الصندوق، والتي تتم بإدارة ناجزة ورؤية سياسية شاملة، الأمر الذي يوفر ذات عناصر النجاح لخطط الصندوق المستقبلية في إفريقيا، خاصةً في ظل تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية.

التعاون في إفريقيا

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي الجهود المصرية لدعم سياسات التمويل التنموي بالمشاركة مع مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق النمو الشامل في القارة السمراء، وذلك من خلال إقامة المشروعات التنموية التي تساهم في تطوير البنية الأساسية وتعزيز التكامل والاندماج بين الدول الإفريقية، خاصةً في مجالات الطاقة والربط الكهربائي وربط الطرق والسكك الحديدية، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في تحصين المجتمعات الإفريقية ضد الفكر المتطرف والإرهاب والهجرة غير الشرعية، وكذلك يوفر واقع جديد أفضل ويمنح الأمل للأجيال الإفريقية القادمة.

وأكد الرئيس المصري في هذا الصدد أهمية أن تكون إفريقيا في قلب اهتمامات القيادة الجديدة للصندوق، وأن يكون للقارة صوتًا مسموعًا فيما يتعلق بتوجهات وأولويات مؤسسات التمويل الدولية بشكلٍ عام، خاصةً وأن إفريقيا أثبتت على مدار السنوات الماضية جديتها في تحقيق تقدم اقتصادي ملموس ينقلها إلى مصاف الشريك الاقتصادي الحقيقي في قطاعات البنية الصناعية والخدمية الدولية.

ربما يعجبك أيضا