البنك الدولي: التوسع الزراعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يواجه تحديات كبيرة

سارة هشام

المساحة الكبيرة من الأراضي صحراوية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصعب من مساعي زيادة المناطق الزراعية.


توقع البنك الدولي أن تواجه مساعي التوسع الزراعي في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تحديات بما يصعب من عمليات زيادة المناطق الزراعية.

وذكر البند، في تقرير صدر نهاية الأسبوع الماضي، أن المساحة الكبرى من الأراضي صحراوية بهذه المنطقة، تمثل نحو 84%، في مقابل مساحات صغيرة تتفاوت جودتها الزراعية من مكان لآخر، في مقابل نمو سكاني كبير خلال السنوات الأخيرة.

النمو السكاني على حساب رقعة الأرضي الزراعية

بحلول عام 2050، قد يتعين زيادة إجمالي مساحة الأراضي الحضرية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 50%، وفق تقرير البنك الدولي، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان، ما يؤدي إلى توسع المدن على حساب رقعة الأراضي الزراعية، وتعد ظاهرة تضخم المدن، من أهم المشكلات التي تواجه المجتمعات الحضرية في مصر والعراق، فلا يوجد سوى ظهير زراعي.

وتنتشر الأحياء العشوائية على نطاق واسع بالمنطقة، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 24% من سكان الحضر يعيشون في هذه الأحياء، وأن الشركات بالمنطقة تجد صعوبة في الحصول على الأراضي الزراعية، ونحو 23% من الشركات بالمنطقة تشكل الأراضي عقبة رئيسة في عملياتها التجارية.

سوء إدارة الأراضي

على الرغم من أن دول الخليج العربي من الدول التي تتمتع بإدارة متميزة للأراضي، فإنها تواجه قصورًا في استخدمها، إما بسب ووجود زراعة مستهلكة للمياه في الصحراء، وإما مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية.

ويعد سوء إدارة الأراضي وعدم الكفاءة في استخدمها مكلف للغاية، لجميع اقتصاديات المنطقة، إلى جانب معاناة مؤسسات الأعمال من أجل الحصول على الأراضي.

الأراضي الزراعية بعض دول المنطقة

الأراضي الزراعية في بعض دول المنطقة

 كيف واجهات الحكومات مشكلة ندرة الأراضي؟

طورت الدول العديد من أراضيها الصحراوية لأغراض الزراعة، لكن في وجود مشكلة كندرة المياه في بعض الدول، تقيّد استخدام الأراضي إلا في خدمة أهدفها الاستراتيجية، مثل زراعة المواد الغذائية.

وتلجأ بعض دول المنطقة إلى الاستثمار في الأراضي الزراعية في الدول الإفريقية، شرق القارة، وإنتاج المحاصيل الزراعية وإعادة تصديرها مجددًا، خاصة دول الخليج العربي، التي تزرع مساحات كبيرة في دول السودان وإثيوبيا. ويشير التقرير إلى أن جذور هذه المشكلة إلى حد كبير تتمثل في سوء إدارة الأراضي، الأمر الذي يحول دون استخدامها بكفاءة.

وأبرز أسباب سوء إدارة الأراضي هي بعض الأطر القانونية المعقّدة، وعدم الاعتراف بمبادئ السوق، والافتقار إلى الشفافية، وضعف حقوق المرأة في تملك الأراضي، والسياسات المضللة في بعض الأحيان.

أدوات دول المنطقة لمواجهة أزمة توسع الرقعة الزراعية

اتجهت عدد من الدول الخليجة لتوسيع استثماراتها الزراعية، خاصة في الدول الإفريقية، فبلغت تدفقات استثمارات الخليج إلى دول إفريقيا 3.9 مليار دولار، بين عامي 2005 و2015، وفق ما جاء في إحصائية صادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بشأن موضوع الاستثمار الأجنبي في الدول الإفريقية.

وتمتلك عدد من الشركات الإماراتية ما يقرب من 25 مشروعًا زراعيًّا في نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وأوغندا، وفي إثيوبيا يوجد ما يقرب من 305 مستثمرين سعوديين ضخوا استثماراتهم في مجال الإنتاج الزراعي والحيواني عى مدار 10 سنوات الماضية. أما الأردن، فوقعت اتفاقية تمويل مع البنك الدولي لتعزيز قدرة القطاع الزراعة، في نوفمبر الماضي، بتكلفة 125 مليون دولار، عبر توفير التمويل اللازم لـ30 ألف أسرة زراعية.

الإجهاد المائي يهدد المحاصيل الزراعية بدول المنطقة

تعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإجهاد المائي الأشد في العالم، وتعدّ من أكثر المناطق، التي تعاني ندرة المياه في العالم. وأشارت لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف)، في تقرير، إلى أن مصر واجهت عجزًا سنويًّا في المياه بنحو 7 مليارات متر مكعب، خلال السنوات القليلة الماضية، وبحلول عام 2025، قد “تنفد المياه” في البلاد.

وشهدت المجتمعات الزراعية في العراق انخفاضًا في محاصيل القمح والخضروات والفاكهة، للعام الثاني على التوالي، بسبب ظروف الجفاف القاسي، وفق ما جاء في تقرير صدر عن اليونيسف، وفشلت أكثر من 90% في 5 محافظات في حصد محصول القمح هذا الموسم، نتيجة مباشرة لنقص المياه.

المغرب يفقد 67% من محاصيل الحبوب

يشير تقرير اليونيسف إلى أنه من أصل 17 دولة تعاني الإجهاد المائي في العالم، تقع 11 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفق ما نقلته قناة سكاي نيوز عربية، خلال سبتمبر الماضي.

وأعلنت وزارة الزراعة المغربية، في أغسطس، انخفاض محصول الحبوب في المملكة 67%، خلال عام 2022، ليصل إلى قرابة 3.4 مليون طن، بينها 1.89 مليون من القمح اللين، مرجعة الانخفاض الهائل إلى قلة تساقط الأمطار، ويعاني المغرب جفافًا يعدّ الأسوأ منذ عقود، فانخفضت التساقطات المطرية 44% خلال الموسم الزراعي 2022، عن المواسم الماضية.

ربما يعجبك أيضا