التاريخ خير شاهد.. لماذا قد تلجأ روسيا إلى السلاح النووي؟

محمد النحاس
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

"يتعين على صناع السياسات والمحللين الأمريكيين التعلم من الدروس التاريخية وتوخي الحذر في تفسير الإشارات والتحذيرات الروسية".


مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، يبدو أن جميع الأطراف مستعدة للمضي قدمًا نحو المزيد من التصعيد، بحسب تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية.

وفي خطاب ألقاه في وقتٍ سابق من العام الجاري، تلفت المجلة، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر دول حلف شمال الأطلسي من أنه “يجب عليهم أن يفهموا أن كل هذا يهدد بصراع بالأسلحة النووية، وبالتالي تدمير الحضارة”.. فلماذا يتعين على الغرب أخذ هذه التهديدات على محمل جاد؟ وماذا يقول التاريخ هنا؟ 

تجاوز الخطوط الحمراء

يعتقد العديد من صناع القرار والمحللين الأمريكيين أن بوتين “يخادع” بتهديداته بالتصعيد النووي، ونفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “ينس ستولتنبرج” احتمال أن تؤدي المساعدات الغربية لأوكرانيا إلى الانتقام الروسي، بحسب المقال المنشور، السبت 29 يونيو 2024.  

ويبدو أن إدارة بايدن توافق على طرح ستولتنبرج، بعدما سمحت مؤخرًا لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الأراضي الروسية، وهو خط أحمر رفضت الإدارة الأمريكية في السابق تجاوزه. 

شواهد من التاريخ

يرى كاتب المقال، أن التصوّر بأن التصعيد يكون دائمًا أمر محسوب، والدول تميل إلى الخداع حول الخطوط الحمراء، ليس صحيحًا، مستدلاً هنا برأي الخبير العسكري والاستراتيجي الشهير برنارد برودي، والذي يؤمن بأن الدول عادة لا تخدع عندما توجه تهديداً.

ويشير المقال إلى عدد من الحالات التاريخية، التي تُظهر كيف أدى سوء فهم التصعيد إلى نتائج كارثية، ففي الحرب العالمية الثانية، هاجمت اليابان بيرل هاربر في محاولة لإضعاف المعنويات الأمريكية وإجبارها على التفاوض، لكن الهجوم جاء بنتائج عكسية. 

في الحرب الكورية، تجاهل الجنرال دوغلاس ماك آرثر تحذيرات الصين ودفع القوات الأمريكية نحو نهر يالو، ما أدى إلى دخول القوات الصينية الحرب بأكتوبر 1950، أما في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، فقد أرسل رئيس الاتحاد السوفيتي آنذاك، نيكيتا خروتشوف صواريخ نووية إلى كوبا معتقداً أن الرئيس الأمريكي جون كينيدي لن يرد، مما أدى إلى أزمة حادة كادت تقود العالم إلى حافة حرب نووية.

التعلم من التاريخ

إجمالاً، يتعين على صناع السياسات والمحللين الأمريكيين التعلم من الدروس التاريخية وتوخي الحذر في تفسير الإشارات الروسية، بحسب المجلة الأمريكية. 

يتابع المقال، أن هناك حالات عبر التاريخ لم تقم فيها دولة ما بتصعيد صراع أو أزمة بعد أن تجاوز الخصم خطها الأحمر، لكن في ظل حيازة الروس ترسانة نووية هائلة، فمن المجازفة أن يفترض صناع السياسات في أروقة واشنطن أن روسيا لن تلجأ في النهاية إلى خيار التصعيد.

ربما يعجبك أيضا