التاريخ يحذر: هكذا ستبدأ الحرب العالمية الثالثة

صراعات صغرى تتحول لمعارك كبرى.. هل تنفجر الحرب العالمية الثالثة؟

محمد النحاس

وفي ظل الدعم المتزايد لروسيا من إيران، قد تأمل بكين اليوم أن تشغل روسيا وإيران أوروبا والولايات المتحدة بما يكفي لتتمكن من التحرك ضد تايوان


يعيش العالم في الوقت الراهن مرحلة جديدة من المواجهة الدولية التي قد تتطور بسرعة إلى حرب عالمية إذا لم تقم الديمقراطيات بتعزيز ردعها النووي والتقليدي ضد أي غزو إقليمي، وفق تحذير مقال لمجلة “ناشيونال إنترست”.

خلال الحرب الباردة، منع الردع النووي والتقليدي تصعيد التوترات إلى حرب عالمية ثالثة، ولكن، لا يمكن للردع النووي وحده أن يمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، سواء كانت في أوكرانيا، أو تايوان، أو شبه الجزيرة الكورية، تمامًا كما لم يمنع احتمال هجمات الغاز أو القنابل الحارقة ضد العواصم الأوروبية اندلاع الحرب العالمية الثانية.

الحرب الكبرى تبدأ صغيرة

لم تكن الحروب العالمية نتيجة مُخططات سياسية واضحة، بل كانت تصعيدًا من محاولات فاشلة للاستيلاء السريع على الأراضي من قبل الأنظمة الاستبدادية في مواجهة ائتلاف ديمقراطي غير مستعد، حسب وصف مقال المجلة الأمريكية في 15 أغسطس 2024.

ويجب على واشنطن الانتباه للأزمات في هذه المناطق الصغيرة، حيث لن تبدأ الحرب بهجوم روسي مباشر على بولندا أو بإنزال برمائي صيني على سواحل تايوان، ورغم عدد القتلى الهائل من الجنود والمدنيين في الحربين العالميتين الأولى والثانية، لم تنطبق عليها تعريفات “الحرب الشاملة”، كما وصفها كارل فون كلاوزفيتز باديء الأمر.

وبدأت الحرب العالمية الأولى كمحاولات سريعة من قبل القوى المركزية والحلفاء الديمقراطيين، وتمحورت حول منع فرنسا من التدخل في المخططات التوسعية الألمانية.

انشغال غربي

في الحرب العالمية الثانية، لم يبدأ القصف بالغاز السام والهجمات الحارقة، لأن هتلر كان يطمح لتحقيق الانتصار من خلال سلسلة من الانتصارات الخاطفة والسريعة، حسب المقال.

بما أن الحروب العالمية غالبًا ما تتصاعد من صراعات محلية، فإن ما يجعل هذه الصراعات تتطور إلى حروب عالمية هو حسابات القوى الكبرى، التي تسعى لحل مشكلاتها الاستراتيجية القديمة.

وفي ظل الدعم المُتزايد لروسيا من إيران، قد تأمل بكين اليوم أن تنشغل روسيا وإيران أوروبا والولايات المتحدة بما يكفي لتتمكن من التحرك ضد تايوان، حسب تحذير المجلة الأمريكية.

بوتين وشي والطموحات الإقليمية

لا يتطلب بدء الحرب تهديدًا وجوديًا للدولة، حيث كان هتلر يراهن على إمكانية تغيير النظام العالمي لصالح ألمانيا، دون أن يكون هناك تهديد وجودي لدولته.

وعلى ذات الشاكلة، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينج لا يواجهان تهديدًا وجوديًا لدولهم، لكنهما يران أن الأمر يستحق المُجازفة لتحقيق طموحاتهما الإقليمية، حسب المقال.

كيف يحقق الغرب الردع؟

لضمان نجاح الردع ضد التهديدات المحلية المُتصاعدة نحو حرب عالمية، يجب أن تحقق القوى الغربية 3 متطلبات أساسية.

أولى هذه المتطلبات، هو وجود دولة ديمقراطية على استعداد لتقديم الردع النووي والاستجابة العسكرية التقليدية عند الحاجة، وثانيًا، يجب على الديمقراطيات تشكيل تحالفات قابلة للتعبئة بسرعة مثل الناتو، وثالثًا، يجب توصيل رسائل واضحة بشأن عواقب أي تهديد لمصالح الديمقراطيات.

تجنب أخطاء الأمس

خلال الحرب العالمية الثانية، تسببت أخطاء في التواصل مثل عدم شمول كوريا الجنوبية في نطاق الحماية الأمريكية عام 1950 في تشجيع كوريا الشمالية على غزو الجنوب، واليوم، كما يلفت المقال، يتعيّن على واشنطن تجنب سياسة الغموض الاستراتيجي في الدفاع عن تايوان.

وفي الوقت الراهن، يجب على الديمقراطيات أن تدافع عن الدول الصغيرة في الأطراف لمنع ما يسميه المقال بـ”الأنظمة الاستبدادية” من تنفيذ هجمات تدريجية، وتراكم المكاسب على المدى الطويل، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى شن هجمات أكبر.

ربما يعجبك أيضا