التبرع بالأعضاء في الأردن لا يجد آذانا صاغية

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – ينتظر أكثر من 1800 مريض مصابون بالفشل الكلوي داخل الأردن من يتبرع لهم بأعضائهم لإنقاذهم، في وقت تبذل فيه وزارة الصحة والجهات المختصة جهودا كبيرة لإقناع المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء.

قبل نحو عامين فقدت أسرة عبدالحق ابنتهم لين البالغة من العمر 14 عاما، بعدما أصيب بفشل كلوي على نحو مفاجئ، وكان الحل الوحيد لعلاجها أن تجد متبرعا لها، ونشرت مناشدات بذلك عبر وسائل الإعلام لكنها لم تجد آذانا صاغية.

يقول والد الفتاة لـ”رؤية” “كانت لين أكبر بناتي وفجأة صابها المرض، حكولنا الأطباء لازم حد يتبرعلها بكليته، لحتى نساعدها وتعيش وما وجدنا متبرع وكان الموت أسرع وخطفها منا”.

قصة لين ليست الوحيدة، فبحسب مسؤول بوزارة الصحة، فقد الكثيرون أرواحهم لعدم وجود من يتبرع بأعضائه له، أو من يوافق من ذوي متوفين على القيام بذلك، بالرغم من وجود مركز للتبرع بالأعضاء داخل مستشفى البشير ” أكبر المستشفيات الحكومية الأردنية “.

ويقول المسؤول لـ”رؤية”، إن بإمكان أي مواطن أردني التوصية بالتبرع بأعضائه ولا يحتاج الأمر إلا لاستمارة يملؤها يقر بها بتوصيته”.

ولا تقف وزارة الصحة مكتوفة الأيدي حيال هذا الأمر، وتعقد ورش عمل وندوات توعوية كثيرة في محاولة لإقناع المواطنين بضرورة التبرع بأعضائهم، لإنقاذ أرواح بالإمكان إنقاذها لو توفرت الأعضاء المحددة.

والأردن بلد يزدهر فيه القطاع الطبي، ويعد من أوائل دول المنطقة التي أجريت فيها عمليات ناجحة لنقل الأعضاء.

من ناحيته، يشير مدير المركز الأردني للتبرع بالأعضاء الدكتور عبد الهادي البريزات، وجود أكثر من (4800) مريض فشل كلوي في المملكة، حتى نهاية العام 2016.

ومن بين هؤلاء بحسب البريزات (1800) مريض مرشح لعملية الزراعة ولا يتوفّر لهم أي متبرع حي.

وبحسبه فقد أجريت عمليات زراعة أعضاء من مرضى متوفيّين دماغيّاً لـ (52) مريضاً من العام 1972 حتى العام 2017.

وبالرغم من محاولات زيادة الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، وإثبات شرعيّته من النواحي الدينيّة والطبيّة والقانونيّة والأخلاقيّة والإنسانيّة، لا يزال حجم الإقبال على التبرع بالأعضاء ضعيفا في الأردن، وربما لا يذكر.

يقول والدة الفتاة لين ” لو وجدت ابنتي متبرعا لما فقدتها ولكانت على اعتاب التخرج من المرحلة الثانوية اليوم ولديها فرصة عالية لإكمال دراستها الجامعية” يتابع بحرقة ” كانت الأولى في مدرستها والجميع يشهد بتفوقها العلمي والآن ميتة .. أؤمن بالقدر لكنها أيضا لم تجد من يتبرع لها ويسهم في إبقائها في حياتنا”.

ومنذ عام 1997 تنشط الجمعية الأردنية لتشجيع المواطنين على التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة الآخرين، لكن الأمر يواجه رفضا على الأرجح من الفئة العظمى من السكان.

يقول الشاب بكر قيسي “23 عاما” لـ “رؤية ” حاولت مرة أن أشرح لعائلتي ضرورة التبرع بالأعضاء، طلبوا مني على الفور أن أغلق الموضوع ولا أتكلم فيه، كان ذلك حتى قبل أن أبلغهم بوصيتي أن يتبرعوا بأعضائي حال وفاة،، لم أفهم سبب رفضهم الحديث في الموضوع أصلا”.

أما سعاد الأيوب وبعد سؤال عن رأيها بالتبرع بالأعضاء، فكانت إجابتها أنها تذكرت قصة شاب من عائلتها أوصى بذلك حينما كان مريضا ويوم وفاته لم تتذكر عائلته وصيته، وقالت لـرؤية ” أشك أن الأمر كان متعمدا لرفضهم الفكرة “.

وتشترط الأحكام العامة التي وضعتها وزارة الصحة الأردنية، فيمن أراد التبرع بأعضائه، أن يكون التبرع مجاناً، وبعيدا عن شبهات الاتجار بالأعضاء ناهيك عن وجود لجنة مختصة لإثبات أنّ التبرّع بالرضا وليس إجباراً.

ربما يعجبك أيضا