التحضيرات النهائية لأولمبياد باريس.. عقبات وأزمات متوقعة

مخاوف أمنية وسياسية.. عقبات في طريق أولمبياد باريس

أحمد الحفيظ
أولمبياد باريس

تنطلق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 في باريس الجمعة 26 يوليو 2024 وهي فرصة كانت تنظرها فرنسا لتحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وسياسية.
لكن هذا الحدث الكبير لا يخلو من التحديات والعراقيل، تتنوع هذه الأزمات بين اللوجستية والأمنية والبيئية وحتى السياسية، ما يضع باريس أمام اختبار حقيقي لقدرتها على تنظيم حدث عالمي بهذا الحجم.

أزمة البنية التحتية والنقل

وبحسب صحيفة “لوموند الفرنسية”، فإن إحدى أكبر التحديات التي تواجه أولمبياد باريس هي البنية التحتية والنقل، إذ يتطلب استقبال آلاف الرياضيين والمشجعين والصحفيين تجهيز المدينة بأفضل وسائل النقل، لضمان سهولة التنقل بين الأماكن المختلفة للألعاب.
ورغم الجهود المبذولة لتحديث الشبكة الحالية، إلا أن هناك عدد كبير من المشاريع لم تكتمل في الموعد المحدد وكانت فرنسا تخطط لأن تساعدها في تقوية بنية النقل التحتية.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا التأخير إلى ضغط كبير على وسائل النقل العامة الحالية، ما قد يتسبب في فوضى وتأخير.

المخاوف الأمنية

تعتبر المخاوف الأمنية من أكبر التحديات التي تواجه أي حدث عالمي، ولاسيما في ظل التهديدات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في السنوات الأخيرة.
وتعمل السلطات الفرنسية على توفير إجراءات أمنية مشددة لحماية اللاعبين والجماهير، وهو ما يتطلب تنسيقًا عاليًا بين مختلف الجهات الأمنية.
الأحداث الرياضية الكبيرة تجذب أحيانًا احتجاجات سياسية أو اجتماعية خاصة في خضم اشتعال حرب أوكرانيا وغزة ما يستلزم استعدادات إضافية لضمان سير الأولمبياد بسلام.

الأزمات البيئية

تأتي الاستدامة البيئية في مقدمة الأولويات لألعاب باريس 2024، ولكن تطبيق معايير الاستدامة ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب تنظيم حدث بهذا الحجم استخدام موارد كبيرة، ما يرفع تساؤلات حول الأثر البيئي للألعاب.
وتسعى باريس لتقليل البصمة الكربونية عبر استخدام مصادر الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية الخضراء، ولكن هناك مخاوف من أن هذه الجهود قد لا تكون كافية لتجنب تأثيرات سلبية على البيئة.

التحديات الاقتصادية

تستثمر فرنسا مليارات الدولارات في تنظيم الأولمبياد، على أمل أن يساهم الحدث في تعزيز الاقتصاد الوطني، ولكن دائمًا ما يرافق هذه الأحداث تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية، وخاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تواجهها العديد من الدول الأوروبية.
التأثير الاقتصادي السلبي المحتمل قد يكون عقبة أمام تحقيق الفوائد المرجوة من استضافة الألعاب، خاصة وأن الشارع الفرنسي مصاب بغليان بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية خاصة بعد حرب أوكرانيا.

الأزمات الصحية

في ظل استمرار جائحة كوفيد-19 وتحوراتها، يبقى الوضع الصحي أحد أكبر التحديات، خاصة وأن فرنسا أشارت إلى أنها لن تطلب من الجماهير الالتزام بالتباعد أثناء حضور الفعاليات.
وهناك مخاوف داخل فرنسا من تفش محتمل للفيروس يمكن أن يؤدي إلى تأجيل أو إلغاء بعض الفعاليات، ما يشكل ضربة كبيرة للمنظمين والمشاركين، لكن هناك تشديدات على حصول الجماهير على التطعيمات اللازمة.

التحديات الاجتماعية

تشكل القضايا الاجتماعية أيضًا تحديًا، مثل الإقامة والتنوع الثقافي والتواصل مع الزوار من مختلف أنحاء العالم، خاصة أن فرنسا لها باع كبير أيضا من الخلل العنصري.
وحاولت فرنسا قبل انطلاق الأولمبياد بإطلاق حملات توعوية لتجنب أي حوادث لها علاقة بالعرق أو الدين.

ربما يعجبك أيضا