التداول بـ«الاقتراض الرخيص» يهدد الأسواق المالية

أحمد السيد
الأسهم الأوروبية

كشف مستثمرون عن أن تداعيات التداول بالاقتراض الضخم بفائدة منخفضة، الذي أدى إلى ارتدادات بالأسواق المالية العالمية من آسيا إلى أوروبا وحتى أمريكا لم تنتهِ بعد؛ حيث قد يؤدي مزيد من التفكيك إلى زيادة خطر الانهيارات بالأصول الأخرى.

وقلَّص مؤشر «ناسداك» المركب ومؤشر «ستاندرد آند بورز 500» خسائرهما عند الإغلاق يوم الاثنين، ليضعا نهاية لانخفاض حاد استمر 3 أيام، بينما تعافت الأسواق اليابانية من انهيار مماثل في التداول يوم الثلاثاء، بحسب «رويترز» اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024.

تصفية صفقات التمويل بالين الياباني

تراجع الأسهم الآسيوية ترقبًا لصدور بيانات اقتصادية حاسمة

وجاءت عمليات البيع الضخمة بعدما أثار معدل البطالة الأمريكي الأعلى من المتوقع، مخاوف من توجه الاقتصاد الأمريكي نحو الركود.

وتفاقمت المخاوف بشأن الأسواق بسبب قيام المستثمرين بتصفية صفقات التمويل بالين الياباني التي كانت تستخدم لتمويل شراء الأسهم لسنوات، بعد رفع مفاجئ لسعر الفائدة من قبل بنك اليابان الأسبوع الماضي.

ويُستخدم ما يسمى «التداول بالاقتراض» بشكل شائع في أسواق العملات؛ حيث يقترض المستثمرون أموالاً من اقتصادات ذات أسعار فائدة منخفضة، مثل اليابان أو سويسرا، لتمويل استثمارات في أصول ذات عائد أعلى -هذه المرة الأسهم- في أماكن أخرى.

ورغم من تخفيف البيع، كان المستثمرون قلقين بشأن مزيد من التقلبات في المستقبل.

إطالة انهيار السوق

أوضح رئيس استراتيجيات التنوع في «تي آي إف إف» للاستثمار، تشي شن، أن المستثمرين يتحركون بحذر شديد في ظل هذه التقلبات السوقية. فبعد الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، يفضلون اتباع استراتيجية «انتظر وانظر» قبل اتخاذ أي قرارات تفكيك جديدة.

وأضاف تشي أن من المرجح أن يستغرق التفكيك الكامل للصفقة الممولة بالين أياماً، وهو ما قد يؤدي إلى إطالة انهيار السوق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «كارنسي ريسيرش أسوشيتز»، أولف لينداه: «هناك الكثير والكثير من صفقات التداول بالين التي لا يزال يتعين تصفيتها».

ولا يزال المستثمرون يبحثون عن حجم هذه الصفقات، ومدى استخدام التمويل الرخيص في الأسهم.

الأسهم اليابانية تتراجع بدعم عمليات جني الأرباح

البيع القسري للأسهم

قال رئيس المتداولين في «آي بي كيه آر سيكيوريتيز سيرفيسيز»، ستيف سوسنيك، إن التداول ليلة الأحد وفي افتتاح يوم الاثنين «كان له شعور البيع القسري».

وأضاف: «كانت هناك نوعية معينة من (الخروج) في الصفقات قبل السوق، وعند الافتتاح، والتي تراجعت منذ ذلك الحين».

وبدأت صناديق التحوط في تفكيك المخاطر منذ نحو أسبوعين، عندما بدأت الأسهم في الانخفاض. وقدرت «مورغان ستانلي» في 25 يونيو (حزيران) أن صناديق التحوط الكلية قد تبيع 110 مليارات دولار في الأسابيع المقبلة، إذا تدهورت الأسواق أكثر.

ربما يعجبك أيضا