الترامبية والانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري

تمثل الترامبية عقيدة اليمين المتطرف المعادية للديمقراطية والمطبِّعة مع العنف والثقافة التقدمية، حسب موقع أوبن ديمكرسي.

مع تراجع شعبية الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قبيل الانتخابات النصفية وتمكّن الترامبية من الحزب الجمهوري، يبدو أن ظاهرة الترامبية ستزداد ولن تزاح عن المشهد السياسي في القريب العاجل.

ما الترامبية؟

عند ظهور مصطلح الترامبية حمّله بعض الخبراء شحنة كبيرة من شخصية ترامب نفسه، فكانت الترامبية بحسب المحلل الجمهوري، رون كريستي: “ما يعتقده الرئيس في أي لحظة في أي يوم إزاء أي موضوع”، حسب ما صرّح لشبكة بي بي سي.

على مستوى آخر، يرى أستاذ القانون في معهد بيركلي، جون باول، أن الترامبية أكبر من ظاهرة مرتبطة بفترة زمنية وحيدة أو بقعة واحدة، إنما هي تجلٍ للغضب والعداء يستعر للدفاع عن هوية قائمة على الهيمنة.

تتمحور الترامبية حول مجموعة من الأفكار من قبيل معاداة الهجرة وتقديم أمريكا على سائر الدول الأخرى في الاتفاقيات ورفض السياسات الاجتماعية الراديكالية والنزعة القومية والعداء للمؤسسات، بحسب صحفية ناتالي جنتشاروفا.

ترامب والترامبية

بحسب دراسة لأستاذ القانون في جامعة القاهرة، محمد كمال، فإن الترامبية لن تختفي باختفاء ترامب من الساحة السياسية، لأنها تركت بصمة في التاريخ الأمريكي والحزب الجمهوري.

إلى جانب ذلك، يمثل ترامب ظاهرة ولّدتها ظروف معينة لا تزال قائمة، ولذا فإن جذور الترامبية نفسها يمكن أن تمتد وتزهر لاحقًا بصرف النظر عن ترامب نفسه، يتجلى هذا في حالة البريكزِت في بريطانيا، حسب مقارنة الباحث في معهد هدسون، كريستوفر ديموث.

ماذا تخبرنا الانتخابات التمهيدية عن الترامبية؟

يرى المحلل السياسي والمحرر في صحيفة الأطلنطك، رونالد براونشتاين، أن الترامبية تتمكّن من الحزب الجمهوري أيًّا كان مصير ترامب ومستقبله ونفوذه. ويستدل على هذا في منافسات الثلاثاء المنصرم في الانتخابات التمهيدية في الحزب الجمهوري، فما من مرشح رفض في حملته الانتخابية أيًّا من المبادئ الترامبية.

أكثر من ذلك، فقد سعى المرشحون إلى تقديم أنفسهم كأفضل ممثل لأجندة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” الترامبية. بالإضافة إلى ذلك، فقد خرجت بنسلفانيا عن أحد تقاليدها المتمثلة في انتخاب حاكم جمهوري معتدل وسيناتورات معتدلين، فقد سيطر اليمين المتطرف على المشهد الانتخابي، مع ما لهذا من تأثير على تكوين الحزب الجمهوري نفسه.

متى تنتهي الترامبية؟

مع تمكن الاتجاه الترامبي في الحزب الجمهوري، لا يرى براونشتاين إمكانية لتعديل مسار الحزب في القريب العاجل، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحزب بخطه الترامبي قد يمثل وصفة مضمونة للنجاح في الانتخابات.

يجيب باول عن هذا السؤال بالقول: “لنزع جذور الترامبية يجب على الهويات أن تقوم على الانتماء وليس على الهيمنة والإقصاء”، وليس الهدف هنا استبدال هيمنة بهيمنة، بل نزع الهيمنة نفسها.