التزود بالأسلحة المتطورة.. المليشيات العراقية الموالية لإيران تقود معركة البقاء

يوسف بنده

رؤية

تقود المليشيات العراقية الموالية في إيران معركةً من أجل البقاء؛ فهي تسعى للحفاظ على موقعها في الدولة العراقية؛ حيث تعمل تحت مفهوم عصابة “اللهو الخفي”. ومن جانب آخر، تريد أن تحقق لممولها إيران، فكرة أن طهران هي من قامت بإخراج القوات الأمريكية من العراق؛ وذلك من خلال الهجوم المستمر على القوات الأمريكية في العراق.

وعلى ذلك، بعد ساعات من إعلان العراق والولايات المتحدة بدء اجتماعات اللجان الفنية لإعادة انتشار قوات التحالف الدولي، استهدفت طائرتان مسيرتان وصاروخ مطار بغداد و«قاعدة عين الأسد».

وجاء الهجومان اللذان أنهيا هدنة مؤقتة لاستهداف قوات التحالف، بعد نحو شهر من آخر هجوم استهدف قاعدة عين الأسد، وتبنته «تنسيقيات المقاومة الإسلامية» التي تجمع ميليشيات موالية لإيران.

ومنذ بداية العام الحالي، وقع نحو 39 هجوماً صاروخياً ضد الوجود الأميركي، تم استثناء السفارة منها. وكانت ميليشيات موالية لإيران توعدت بتصعيد الهجمات الصاروخية بهدف إرغام القوات الأميركية على الانسحاب من العراق.

وتقوم علاقة العراق مع الولايات المتحدة على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي وقّعها الطرفان في 2009.

بينما تستند العلاقة مع التحالف الدولي على أساس مكافحة «تنظيم داعش». وفيما انسحب الجيش الأميركي من العراق أواخر عام 2011. فإن الحكومة العراقية على عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي طلبت إرسال قوات أميركية إلى العراق بعد سقوط الموصل و3 محافظات أخرى بيد «تنظيم داعش» في يونيو/حزيران 2014. حين تشكل تحالف دولي مكون من 60 دولة بقيادة أميركية.

أسلحة متطورة

وقد ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القوات الأميركية في العراق تتعرض لتهديد متزايد من الميليشيات المدعومة من إيران، والقادرة على استخدام تكنولوجيا الأسلحة المتطورة في هجماتها، بما في ذلك الطائرات المسيرة.

وقال المسؤولون الأميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”، الجمعة الماضية 4 يونيو/حزيران، إن هؤلاء المسلحين استخدموا طائرات صغيرة مسيّرة  محملة بالمتفجرات 3 مرات على الأقل في الشهرين الماضيين، وهاجموا قواعد عراقية في وقت متأخر من الليل، بما في ذلك القواعد التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية ووحدات العمليات الخاصة الأميركية.

وذكر الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية، أن مواجهة الطائرات الصغيرة المسيرة للمسلحين المدعومين من إيران في العراق تمثل أولوية، وإن الجهود لمواجهتهم تتسارع.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إيران، التي ضعفت بشدة في السنوات الأخيرة، بسبب العقوبات المالية الأميركية واسعة النطاق، استخدمت قواتها بالوكالة في العراق للضغط على الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات.

كما صرح مسؤولون عراقيون وأميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز”: “صممت إيران ضربات بطائرات مسيرة لتقليل الخسائر، وتفادي احتمالية الرد الانتقامي الأميركي على هذه الهجمات”.

من جهة ثانية، قال مايكل مالرافي، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية وكبير المراقبين لشؤون الشرق الأوسط في البنتاغون، قال إنه بالنظر إلى المعرفة والخبرة التي يوفرها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فإن شراء الطائرات المسيرة يمكن أن يتم بسرعة وبتكلفة منخفضة.

وأضاف مايكل مالرافي إن “الطائرات دون طيار من أهم التهديدات التي تواجه القوات الأميركية في العراق”.

وشدد مسؤول عراقي، طلب عدم نشر اسمه، على أن هذه الطائرات المسيرة هي أداة ضغط، حيث إن ايران تختنق اقتصاديا. وكلما زاد عليها الضغط، ازدادت حدة الهجمات. المشكلة هي الصراع بين إيران والولايات المتحدة.

وقال مسؤولون عراقيون ومحللون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” إن إيران استثمرت في مجموعات مسلحة أصغر، حيث إن العقوبات تقلل من قدرة إيران على تمويل جماعات مسلحة كبيرة في العراق.

وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة “رويترز”، في تقرير لها تم نشره يوم 21 مايو/أيار الماضي، أن إيران قامت بتغيير تكتيكي في استراتيجيتها في العراق، والآن بدلاً من الاعتماد على مجموعات شيعية متشددة كبيرة، قامت بتنظيم المقاتلين المخلصين والموالين في مجموعات صغيرة.

وبحسب التقرير، تلقى أعضاء هذه المجموعات الخاصة الخاضعة لإشراف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تدريبات على حرب الطائرات المسيّرة والمراقبة والإعلان عبر الإنترنت.

وقالت مصادر عسكرية وأمنية عراقية ودبلوماسيون غربيون لـ”رويترز” إن الجماعات المسلحة الصغيرة الجديدة تنفذ سلسلة من الهجمات المعقدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق.

ربما يعجبك أيضا