التصعيد بالمنطقة وأزمة البحر الأحمر.. هل يعززان قبضة الحوثي على اليمن؟

إسراء عبدالمطلب

تصعيد الحوثيين في أزمة البحر الأحمر قد يكون انتقاميًا ضد الولايات المتحدة>


عززت أزمة البحر الأحمر المستمرة منذ نوفمبر الماضي، من قبضة جماعة الحوثي على اليمن، حيث زاد سلوكهم من الاعتماد على إيران وقلل من فرص إنهاء الحرب الأهلية الممتدة منذ عقد.

وحسب مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، فإن احتجاز العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، وارتفاع الهجمات على الشحن العالمي، وإثارة الاستياء لدى القوى الإقليمية والعالمية، يشير إلى أن الحوثيين إما يتصرفون بدافع اليأس أو يسعون لتعزيز قوتهم العسكرية المحلية.

صدى السعودية | الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية من طراز MQ-9 فوق صعدة

الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية

نقلت وكالة أنباء رويترز عن مصدرين من جماعة الحوثي الأحد 4 أغسطس 2024، أن الجماعة أسقطت طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم.كيو-9 فوق محافظة صعدة في شمال اليمن، وتداول نشطاء على منصة إكس هذا الخبر، لكن لم يتم تأكيده من قبل الحوثيين أو الجانب الأمريكي.

وفي حال ثبوت صحة هذا الخبر، فإن إسقاط الطائرة المسيرة من طراز “إم.كيو-9” سيكون الحادثة الثانية من نوعها فوق محافظة صعدة، ويضاف إلى 7 طائرات مسيرة من ذات الطراز أعلن الحوثيون عن إسقاطها في اليمن، وأعلن الحوثيون في وقت سابق عن إسقاط طائرتين مسيرتين من نفس الطراز فوق محافظة مأرب في 30 مايو، ومحافظة البيضاء في 21 مايو.

الحوثيون يزيدون من اعتمادهم على إيران

الجدير بالذكر أن الطائرة المسيرة إم.كيو-9، التي تكلف الواحدة منها حوالي 30 مليون دولار، يمكنها التحليق على ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، وتستطيع الاستمرار في الطيران لمدة تصل إلى 24 ساعة قبل الحاجة للهبوط. ويعتبر هذا الهجوم الأول الذي يتبناه الحوثيون منذ تنفيذ إسرائيل غارة جوية انتقامية على الجماعة في ميناء الحديدة.

وحسب ناشيونال إنترست، فإن الحوثيين زادوا من هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر واستخدموا الطائرات بدون طيار لشن هجمات متزايدة على إسرائيل، بالإضافة إلى احتجاز أكثر من خمسين يمنيًا يعملون مع منظمات أجنبية، وهذه الأفعال تعد ردود فعل على الأزمة المالية التي تسببت فيها أزمة إغلاق البنك المركزي في صنعاء، ما عرقل تحويلات العملات ودفع الرواتب في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن.

الحوثيين والأزمات الإقليمية

أشار التحليل إلى أن تصعيد الحوثيين في أزمة البحر الأحمر قد يكون انتقاميًا ضد الولايات المتحدة، وتحرك الحوثيون نحو المعسكر الإيراني معتقدين أن إيران وحلفاءها يمكنهم ضمان استقرار المالية العامة للدولة بدلاً من البحث عن مصالحة مع الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن، سعت قيادة الحوثيين إلى عزلة أكبر عن المنطقة.

والحوثيون لم يهملوا مضيق باب المندب كمصدر تاريخي للتجارة، بل حولوه إلى منطقة خطيرة للشحنة وتم إغلاق الطرق أمام المنظمات الدولية التي كانت تعمل في صنعاء، حيث تم اعتقال الموظفين اليمنيين المتعاونين مع برامج الإغاثة. واعتبرت المجلة أن الحوثيين قد تبنوا سياسات مشابهة لوكلاء إيران الآخرين في المنطقة، “مثل حزب الله وحماس، حيث يركزون على تدمير المجتمع لتحقيق مصالحهم الذاتية بدلاً من العمل على التنمية طويلة الأجل”.

وفي ظل الضغوط التي تواجهها إدارة بايدن لحل أزمة اليمن قبل نوفمبر، يشير التحليل إلى أن الحوثيين قد يكونون في موقف أقوى، بينما يبدو أن الحل لن يأتي من الجهات الخارجية، بل من الأطراف اليمنية نفسها. وفي النهاية، قد تظل اليمن مقسمة إلى مناطق ذات حكم ذاتي، مع بقاء الحوثيين مسيطرين على الشمال.

ربما يعجبك أيضا