التضخم.. صداع مزمن في رأس «الفيدرالي الأمريكي»

خبير لـ«رؤية»: التضخم وتكاليف الاقتراض أزمة سياسية بأمريكا

محمود عبدالله
جيروم باول محافظ الاحتياط الفيدرالي الأمريكي

يرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن التضخم في الولايات المتحدة بدأ وتيرة الهدوء، لكنهم ما زالوا بحاجة إلى ثقة أكبر قبل الموافقة على خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوى لها منذ 23 عامًا.

وجاء في محضر اجتماع “الفيدرالي” لشهر يونيو الماضي، أن المشاركين حددوا بعض التطورات في سوق التجزئة والعمل، دعّمت توقعاتهم بأن ضغوط الأسعار آخذة في التراجع، حسب صحيفة فاينانشال تايمز، اليوم الخميس 4 يوليو 2024.

أسعار الفائدة

قال مسؤولون بالرقابة على الأسواق، إن تجار التجزئة يعرضون الآن تخفيضات في الأسعار في مواجهة ضعف الطلب الاستهلاكي، لكن أعضاء اللجنة الفيدرالية يعتقدون أيضًا أنه ينبغي عليهم إبقاء أسعار الفائدة عند المستوى الحالي الذي يتراوح بين 5.25 و5.5%، حتى ظهور معلومات إضافية لمنحهم ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

وكشف محضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي، عن أنه بعد شهور من القلق من أن ضغوط الأسعار التي أصبحت أزمة مزمنة، لم تتراجع بالسرعة التي كان يأملها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما جعلهم مترددين في خفض تكاليف الاقتراض بسرعة كبيرة.

التضخم في أمريكا

رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل حاد قبل عامين في محاولة لكبح التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود في عام 2022. وانخفض التضخم بسرعة في العام الماضي، كما انخفض مقياس الأسعار المفضل للبنك المركزي مرة أخرى إلى 2.6% في مايو الماضي، لكنها لا تزال أعلى هدفها.

ومع ذلك، كشف سجل الاجتماع الخاص بالبنك المركزي الأمريكي أيضًا عن مخاوف بعض صناع السياسات بشأن البطالة والتي قد ترتفع بسرعة كبيرة إذا ظلت أسعار الفائدة مرتفعة جدًا لفترة طويلة جدًا، بحسب الصحيفة البريطانية.

سوق العمل

يرى خبراء، أنه مع عودة سوق العمل إلى طبيعتها، فإن المزيد من ضعف الطلب قد يؤدي إلى استجابة أكبر للبطالة مما كان عليه في الماضي القريب عندما كان انخفاض الطلب على العمالة محسوسًا بشكل أكبر نسبيًا عبر عدد أقل من فرص العمل.

ومن المقرر أن ينشر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي تقريرًا عن سوق العمل غدًا الجمعة. ويتوقع الخبراء إضافة نحو 190 ألف وظيفة في يونيو 2024، ما يمثل تباطؤًا حادًا عن الشهر السابق، كما يتوقع هؤلاء خفض تكاليف الاقتراض مرة واحدة فقط هذا العام، بانخفاض عن توقعاتهم السابقة بثلاثة تخفيضات.

تكاليف الاقتراض

قال المحلل الاقتصادي سيد عويضي، إنه يمكن وصف التضخم في الولايات المتحدة بأنه صداع مزمن يُربك الاحتياطي الفيدرالي ويعرقل المساعي تجاه خفض معدلات الفائدة، موضحًا أن قرار السلطات النقدية بشأن تخفيض سعر الفائدة ليس يسيرًا، مستبعدًا حدوث خفض في اجتماع “الفيدرالي” بنهاية يوليو الجاري.

سيد عويضي.jpg

وأضاف في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية“، أن التضخم وارتفاع التكاليف مشاكل تؤرق السلطات الأمريكية بل تطورت لمشكلة سياسية تهدد الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبالتالي يرغب “بايدن” خفض أسعار الفائدة لكن القرار ليس في يده، كونه مسؤولية السلطات النقدية.

توقعات أسعار الفائدة

يتوقع المتداولون في الأسواق الأمريكية فرصة بنسبة 70% لخفض أسعار الفائدة خلال سبتمبر المقبل، وهو القرار السياسي النهائي المتوقع قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، فيما تشير التوقعات إلى خفضين بحلول نهاية العام الجاري.

وحسب بيان الاجتماع الأخير بشأن أسعار الفائدة للفيدرالي، فإن العوامل الأخرى الشاملة تأثير عامين من ارتفاع أسعار الفائدة على طلب المستهلكين، ومرونة أسواق العمل وتعزيز الإمدادات بالأسواق من شأنها أن تساهم في المزيد من تباطؤ التضخم.

ربما يعجبك أيضا