التلاعب بالموقف.. هل تُفشل إسرائيل قرار مجلس الأمن بشأن غزة؟

إسراء عبدالمطلب

يمثل تنفيذ المراحل الثلاث من قرار مجلس الأمن فائدة كبيرة للفلسطينيين. مطالبات حماس ضرورية لمنع إسرائيل من اختزال القرار في مسألة الرهائن ثم استئناف الحرب كما لو أن شيئًا لم يتغير.


أعلنت حركة حماس الفلسطينية، قبولها لقرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، والانسحاب، وتبادل الأسرى، فيما واصلت إسرائيل ألاعيبها لمحاولة إفشال القرار الأممي.

وأكدت الحركة استعدادها للتفاوض على التفاصيل، وسلمت الحركة وحركة الجهاد الإسلامي ردهما الرسمي للوسيطين العربيين، وفي المقابل، سعت إسرائيل إلى إحباط استجابة حماس الإيجابية.

الجهاد الإسلامي" تنفي تحقيق تقدم بمباحثات التهدئة مع إسرائيل

تغييرات أساسية

حسب قناة “إي بي سي” الأمريكية، قال مسؤول إسرائيلي كبير، لم تكشف عن هويته، إن حماس رفضت اقتراح إطلاق سراح الرهائن الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وغيرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية، وشددت حماس على أن التعديلات تشمل التزام الاحتلال بالانسحاب من كامل قطاع غزة، بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وجدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار مع إسرائيل.

ومن جهة أخرى، عقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مؤتمرًا صحفيًا مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أعلن فيه أن حماس اقترحت تعديلات على الصفقة، والولايات المتحدة لا تريد تغييرات أساسية على الصفقة المطروحة، ولكنها ستواصل العمل مع الوسطاء لسد الفجوات.

ضغوط العالم

قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن بلاده تعول على الدور الأمريكي وكافة الشركاء للضغط على الأطراف لوقف الحرب، ويُفهم من هذا أن على واشنطن موازنة الجهد العربي لجسر الهوة مع حماس بجهد أمريكي لكبح جماح رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزرائه المتطرفين.

وكرر نتنياهو هذه التصريحات عدة مرات، في محاولة لحل المعادلات المعقدة التي أوجدها العدوان على قطاع غزة، فهو يحاول ضمان استعادة الأسرى، واستمرار الحرب، وإبقاء حكومته على قيد الحياة، ومواجهة ضغوط العالم، بما في ذلك الأمم المتحدة والمحكمتان الدوليتان، والجبهات العسكرية المفتوحة، وبدء تفكك حكومته بانسحاب الوزيرين بيني غانتس وغادي أيزنكوت.

التلاعب بالمواقف

يمثل تنفيذ المراحل الـ3 من قرار مجلس الأمن فائدة كبيرة للفلسطينيين، حيث طالبت حماس بضرورة منع إسرائيل من اختزال القرار في مسألة الرهائن ثم استئناف الحرب كما لو أن شيئًا لم يتغير.

وتبدو حكومة إسرائيل عالقة في هذا المشهد الكارثي، وتستمر في محاولة التلاعب بالمواقف لتبدو كضحية، بينما تستمر في تصرفاتها مثل “غول يلتهم دماء الأطفال والنساء والرجال”.

ربما يعجبك أيضا