التمدد العسكري الصيني في إفريقيا.. الأهداف والمآلات

التواجد العسكري الصيني على خطى الحزام والطريق

يوسف بنده

تدرك الصين أنه في سبيلها لتنفيذ خطتها في تحقيق التجديد العظيم للأمة الصينية عام 2049 يجب عليها أن تكون عملاقًا عسكريًا بذات القدر الذي تتمتع به كعملاق اقتصادي.


انحسار السيطرة والحضور الفرنسي، وكذلك عدم ظهور إفريقيا ضمن أولويات الولايات المتحدة في صادرات الأسلحة، دفع قوى دولية أخرى لتوسيع تواجدها العسكري في القارة السمراء.

وحسب دراسة لمركز “فاروس” للاستشارات، فقد برزت الصين كثاني أكبر مورد للأسلحة، بعد روسيا، بين عامي 2015 و2019.

مبادرة الحزام والطريق

مبادرة الحزام والطريق

السلاح والطريق

بشكل عام، يتميز السلاح الصيني بعدة مزايا، أهمها أنه رخيص الثمن، وأن الصين لا تفرض شروطًا سياسية أو اقتصادية على الدول المستوردة لسلاحها، لذا تقوم الصين ببيع بلدان القارة السمراء أسلحة أكثر تقدمًا وتطورًا، مثل المركبات الجوية القتالية بدون طيار من طرازCH-3، ودبابات القتال الرئيسية.

والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتكثيف العمليات ضد المتمردين على بعض الحكومات الأفريقية، والتي بدورها تحتاج لتوظيف هذه القطع القتالية بفعالية إلى مدربين صينيين، مما يزيد من وجود الأفراد العسكريين الصينيين في القارة.

ويُلاحظ أن صادرات الأسلحة الصينية إلى أفريقيا قد اتخذت منحنى تصاعدي بالتزامن مع إطلاق مبادرة الحزام والطريق عام 2013.

كما أن أكثر من 60% من صادرات الأسلحة الصينية إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ذهبت إلى 5 دول بالتحديد، إذ استحوذت تنزانيا على 19.6% من إجمالي الصادرات، وجاءت بعدها نيجيريا بنسبة 13.5% والسودان بنسبة 12.6%. وبلغت نسبة الكاميرون من إجمالي صادرات الأسلحة الصينية 11.2%، بينما حصلت زامبيا على 6.2% من المبيعات الصينية.

القوات الصينية

القوات الصينية

قاعدة عسكرية وحيدة

رسميًا تمتلك الصين قاعدة عسكرية وحيدة في أفريقيا، وهي قاعدتها في جيبوتي، وتتمثل بداية المشروع الصيني في المعاهدة الأمنية والدفاعية التي تم توقيعها في شهر فبراير2014 في قاعدة الشيخ عمر في جيبوتي بين الحكومتين الصينية والجيبوتية.

وهي المعاهدة التي تتضمن إضافة إلى تأهيل القوات المسلحة والأمنية الجيبوتية، بناء قاعدة بحرية عسكرية صينية في جيبوتي مقابل إيجار سنوي 20 مليون دولار بعقد لمدة عشر سنوات و يجدد لفترات مماثلة بعد انتهائه، وفي 2017 تم افتتاح القاعدة التي تقع في ميناء أوبوك الذي يشرف على خليج تاجورا.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي ترسل الصين فيها عسكريين إلى خارج أراضيها، وذلك من خلال اتفاق يضمن الوجود العسكري الصيني في جيبوتي حتى عام 2026 م مقابل 23 مليون دولار سنويًا بقوة تصل إلى عشرة آلاف جندي لتنفيذ مهام حفظ السلام في أفريقيا وغرب آسيا وللتعاون العسكري والتدريب المشترك وحماية وإجلاء الرعايا الصينيين في الخارج عند الضرورة (نحو مليون مواطن صيني).

إضافة إلى عمليات الإنقاذ الطارئة وتأمين الممرات البحرية الاستراتيجية، وتحوي هذه القاعدة مركز صيانة سفن ومهبطًا للهليكوبتر، وتحرس هذه القاعدة قوة من مشاة البحرية الصينية، وهي تقع على مسافة (13) كيلومترًا من قاعدة ليمونييه الأمريكية.

للاطلاع على الدراسة كاملة، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا