التنافس بين «جليلي وبزشكيان».. خلاف بين وجهي النظام في إيران

يوسف بنده

يمثل وجه الاختلاف بين المرشحين الرئاسيين في إيران، رمزًا للخلافات العميقة بين أجنحة النظام في إيران والخلاف المستمر حول صناعة القرار وتنفيذ سياسات الدولة والتباين حول مستقبل البلاد.


انتهت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الإيرانية، بفوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بالمرتبة الأولى، يليه المرشح المحافظ، سعيد جليلي.

وتنطلق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، الجمعة الموافق 5 يوليو 2024، حيث اتجهت المواجهة للمنافسة بين التيارين الإصلاحي والمحافظ.

3cc4d41e cc3a 4155 b191 8bcb2f00397c

مسألة الحريات

رغم أن المرشحين بزشكيان وجليلي كلاهما يمثلان وجه النظام الحاكم في إيران، لكن بحسب تقرير صحيفة “آرمان امروز” الإيرانية، اليوم الاثنين 1 يوليو2024، هناك خلاف كبير بين الشخصيتين، بجليلي باعتباره محافظًا، غالبًا ما يكون لديه آراء أكثر تحفظًا بشأن القضايا الثقافية والاجتماعية ويؤكد دائمًا ضرورة الحفاظ على قيم الثورة الإسلامية ومبادئ الجمهورية الإسلامية.

بينما بزشكيان على العكس، يصرح بضرورة زيادة الحريات المدنية وزيادة مشاركة الناس في صنع القرار، وإجراء إصلاحات في النظام القضائي والإداري.

1533840 646 1024x640 1

سعيد جليلي

السياسة الخارجية

حسب آرمان امروز، فإن السياسة الخارجية هي المجال الأوضح للخلافات بين المرشحين، فقد أكد سعيد جليلي، بصفته كبير المفاوضين النوويين سابقًا، دائمًا على الحفاظ على الاستقلال ومقاومة الضغوط الدولية، وكان قد تابع المفاوضات مع القوى الدولية بنهج حذر ومقاوم إبان حكومة أحمدي نجاد.

ويرى أن على إيران الوقوف في وجه تجاوزات الغرب وعدم المساس بمواقفها في السياسة الخارجية.

وحسب الصحيفة الإصلاحية، فإن بزشكيان يؤمن بنهج أكثر دبلوماسية وانفتاحًا، ويعتقد أن إيران يجب أن تسعى إلى حل المشاكل وخفض التوترات من خلال الدبلوماسية النشطة والتعاون مع المجتمع الدولي.

انتخابات الرئاسة في إيران 3

انتخابات الرئاسة في إيران

خلافات عميقة

يمثل وجه الاختلاف بين المرشحين الرئاسيين في إيران، رمزًا للخلافات العميقة بين أجنحة النظام في إيران والخلاف المستمر حول صناعة القرار وتنفيذ سياسات الدولة والتباين حول مستقبل البلاد.

مثلًا، جليلي يرفض انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي (FATF). ويرى أن انضمام بلاده إلى تلك المعاهدة يمكن أن يسبب المزيد من القيود الاقتصادية والمالية على إيران. ويرى أيضًا في هذه المنظمة أداة لممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة. ويعتقد أن قبول توصيات مجموعة العمل المالي قد يؤدي إلى فرض عقوبات ذاتية والكشف عن معلومات مالية حساسة للبلاد، مما قد يعرض استقلال إيران الاقتصادي والسياسي للخطر.

بينما بزشكيان، باعتباره إصلاحيًا ومؤمنًا بالدبلوماسية والتفاعل مع المجتمع الدولي، فإن لديه وجهة نظر مختلفة بشأن مجموعة العمل المالي. إذ يرى أن الانضمام إلى مجموعة العمل المالي وقبول توصياتها يمكن أن يساهم في الشفافية المالية والاقتصادية للدولة ويضع الأساس لجذب الاستثمار الأجنبي وتسهيل التجارة الدولية.

ويرى بزشكيان، أنه لا ينبغي لإيران أن تعزل نفسها عن المجتمع الدولي، ومن أجل تحسين الوضع الاقتصادي وتقليل الضغوط الخارجية، فإنها تحتاج إلى تفاعل وتعاون بناء مع المؤسسات الدولية مثل مجموعة العمل المالي.

ربما يعجبك أيضا