التوترات تتزايد.. الفترة الأكثر خطورة منذ الحرب الباردة

بسام عباس
تزايد التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط

مع تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، علينا ألا ننسى أنها ليست سوى إحدى 3 ساحات في العالم يحاول فيها معارضو الولايات المتحدة قلب النظام الدولي.

ففي أوروبا، تستمر الحرب في الاشتعال، وفي آسيا، تعمل ديناميكية جديدة خطيرة. وإذا أخذنا هذه الأحداث مجتمعة، فإنها تحدد الفترة الأكثر خطورة على المستوى الدولي منذ نهاية الحرب الباردة.

توترات خطيرة

قال المحلل السياسي ومقدم برنامج “جي بي إس”، فريد زكريا، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، الجمعة 11 أكتوبر 2024، إن التوترات الحالية في الشرق الأوسط تتسم بتوترات خطيرة مع إيران، التي استخدمت الميليشيات المتحالفة معها، حزب الله، والحوثيين، وحماس، والجماعات في العراق وسوريا التي دعمتها وزودتها بالعتاد لسنوات.

وأضاف أن النظام في أوروبا وقع أيضًا تحت ضغط شديد منذ غزو روسيا لأوكرانيا، تستخدم روسيا جميع إمكانياتها لتحقيق الانتصار وقلب نظام الأمن الأوروبي الذي يقوده الغرب وتدعمه الولايات المتحدة وتهيمن عليه، لافتًا إلى أن نجاح روسيا سيؤدي إلى تآكل كبير في بنية الاستقرار بأكملها في أوروبا.

وفي آسيا، يواجه العالم أيضًا تهديدًا متزايدًا ممثلا في المشكلة النووية الكورية التي أصبحت أكثر خطورة وتقلبًا من أي وقت مضى، فيما تمارس الصين الضغوط الاقتصادية والعسكرية لمنافسة الولايات المتحدة أو أخذ مكانها كقوة مهيمنة، وتتزايد هذه التوترات بشأن تايوان، ولكنها موجودة في العديد من النقاط الساخنة من الفلبين إلى بحر الصين الجنوبي.

رباعية الفوضى

أوضح الكاتب أن هناك مؤشرات متزايدة على أن “محور” القوى التعديلية للنظام العالمي ينسق ويساعد بعضه البعض، لافتًا إلى ما ذكرته مجلة الإيكونوميست من أن “رباعية الفوضى”، الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، تتبادل بنشاط الأسلحة والإمدادات والمعرفة الفنية.

وأضاف أن طهران وبيونج يانج تزودان موسكو بطائرات مسيّرة، بينما تتبادل موسكو المعلومات مع طهران عن كيفية التشويش على المسيّرات وتعطيل أنظمة تحديد المواقع العالمية، كما ترسل موسكو الأسلحة العسكرية الغربية التي استولت عليها إلى طهران حتى تتمكن من تحليل المعدات.

وذكر أن الحكومة الأمريكية تقدر أن نحو 90% من واردات روسيا من الإلكترونيات الدقيقة، ونحو 70% من أدواتها الآلية تأتي الآن من الصين، وكثير من هذه الأجهزة ذات الاستخدام المزدوج، ما يعني أنه يمكن استخدامها في صنع الأسلحة.

فرق تسد

قال فريد إن على الولايات المتحدة وحلفائها أن يحبطوا مثل هذه المساعي الرامية إلى التنسيق، ولكن هذا يتطلب أن يكونوا هم أنفسهم موحدين، ويتعيّن على الحكومات المتحالفة أن تحاول دق إسفين بين هذه البلدان، التي لديها تاريخ طويل من الشك والتوتر فيما بينها.

وأضاف أن هذه الأنظمة المارقة تسعى بجد إلى تأجيج التوترات، فليس لديها ما تخسره من الفوضى، لافتًا إلى أن الصين تستفيد كثيرًا من التجارة والترابط المتبادل، وقد امتلكت تلك القدرات بفضل العولمة والسلام، اللذين يضمنهما النظام الدولي الحالي.

وذكر أنه في المرة الأخيرة التي واجهت فيها الولايات المتحدة تحالفًا من القوى المعادية، أثناء الحرب الباردة، نجحت في زرع الفتنة داخل العالم الشيوعي، فحافظت على علاقات طيبة مع دول مثل يوغوسلافيا ورومانيا، كما أنها نجحت في فصل الصين عن الاتحاد السوفيتي، ولكن واشنطن اليوم ترى العالم بالأبيض والأسود، فهل لا زالت تمتلك المهارة الدبلوماسية والذكاء للاستمرار في قيادة العالم؟

ربما يعجبك أيضا