التوترات في بحر الصين.. فرصة لإيران وتحدٍ لإسرائيل

لماذا تخشى إسرائيل الصراعات في بحر الصين الجنوبي؟

شروق صبري
بداية صراع.. تنديد فلبيني ضد بكين لعدوانها في بحر الصين الجنوبي

تسود توترات في بحر الصين الجنوبي بين الصين وجيرانها، وقد فرضت بكين قانون جديد قد يزيد من حدة التوترات. فهل يؤثر ذلك على إسرائيل؟


لا تزال إسرائيل غارقة في الحرب على غزة وتحظى بدعم أمريكي مستمر، لكن الساحة الآسيوية تهدد بتحويل انتباه الولايات المتحدة إلى الشرق الأقصى.

في الفترة الأخيرة، تزداد عدوانية الصين في بحر الصين الجنوبي. ويعتبر هذا البحر أحد أهم وأزحم طرق الملاحة البحرية في العالم، ويمر عبره نحو ثلث التجارة البحرية العالمية.

سيادة كاملة

تطالب الصين بسيادة كاملة على حوالي 90% من مساحة بحر الصين الجنوبي، ولا تتردد في اتخاذ إجراءات بحرية في المناطق المتنازع عليها مع جيرانها، أمام الفلبين، تتصرف الصين بشكل خاص بعدوانية، وفي الأشهر الأخيرة تستخدم مدافع مياه ثقيلة ضد قوارب مانيلا العسكرية مما أدى إلى إصابة 3 جنود فلبينيين، بحسب موقع “كالكاليست” الإسرائيلي في تقرير نشر أمس 30 يونيو 2024.

الآن، أصدرت الصين لوائح جديدة تسمح لخفر السواحل باحتجاز السفن والمواطنين الأجانب المشتبه في تعديهم على المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي والشرقي لمدة 30 يومًا، أو حتى 60 يومًا في “الحالات المعقدة” دون محاكمة.

قانون خفر السواحل الصيني

توسع الخطوة قانون خفر السواحل الصيني لعام 2021، الذي يسمح للقوة البحرية باستخدام السلاح ضد السفن الأجنبية العاملة في “المياه الخاضعة لولاية الصين”، ومن المتوقع أن يعزز القانون الجديد قدرات الصين في حماية أراضيها البحرية في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المناطق المتنازع عليها مع جيران الصين والقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة. يمثل القانون الجديد دليلاً آخر على عدوانية الصين المتزايدة في بحر الصين الجنوبي والشرقي، وشهادة أخرى على تنصل الصين من القوانين والأعراف الدولية.

اتفاقية قانون البحار

رغم أن الصين وقعت على اتفاقية قانون البحار (UNCLOS) التي تنظم الإطار القانوني للمناطق البحرية في القانون الدولي، فإنها ترفض الاعتراف بحق الدول الأخرى في المياه الإقليمية.

بالإضافة إلى ذلك، تعارض الصين قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي لعام 2016 في إطار دعوى قدمتها الفلبين، والذي قضى بأنه لا توجد للصين حقوق تاريخية على معظم مساحة البحر، وأن مطالبها بالمنطقة الاقتصادية الخاصة في بحر الصين الجنوبي لا تتفق مع اتفاقية الأمم المتحدة.

بحر الصين الجنوبي

بحر الصين الجنوبي

اندلاع الصراع في آسيا

أثرت الدعوى في لاهاي بشدة على العلاقات بين الصين والفلبين، ولا يبدو أن بكين مستعدة للتخلي عن السيطرة والوجود في المنطقة البحرية والقواعد العسكرية التي أنشأتها في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي.

وفي حين أن الاهتمام العالمي يوجه نحو أوكرانيا وغزة ويركز على إمكانية الحرب من جهة تايوان، هناك خطر أيضًا من التصعيد في بحر الصين الجنوبي، وخاصة بين الصين والفلبين. قد يؤدي التصعيد بينهما إلى صراع أوسع نطاقًا في آسيا وتحويل الموارد أيضًا من الولايات المتحدة.

تحالفات دفاعية

تمتلك واشنطن تحالفات دفاعية مع عدة دول آسيوية، إحداها الفلبين. وفي حالة هجوم مسلح على الفلبين، قد تقوم الدولتان بتفعيل التحالف الدفاعي وبالتالي تحويل انتباه الولايات المتحدة بشكل كبير لصالح مانيلا. كما أن الرئيس الفلبيني ماركوس جونيور حذر في أبريل 2024 من أن الدول ستفعل التحالف في حال مقتل جندي فلبيني على يد قوة أجنبية.

علاوة على ذلك، منحت الفلبين الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة وصولاً أوسع إلى قواعدها العسكرية. وتأمل الدولة في الحصول على دعم من الإدارة الأمريكية في صد قوات بكين في المنطقة البحرية والدفاع عن حرية الملاحة في حال تعرضت لهجوم.

حاليًا، يعد الصراع على السيطرة على بحر الصين الجنوبي القضية الدبلوماسية الأكثر تفجرًا في شرق آسيا، ويشكل مساحة الاحتكاك الرئيسية بين القوة الأمريكية والقوة الصينية. لذلك، يتحول أي حدث محلي فورًا إلى حدث بين القوى ويزيد من خطر التصعيد بين القوى العظمى.

استعداد إسرائيلي

تتطلب التوترات الأخيرة في بحر الصين الجنوبي والشرقي استعدادًا إسرائيليًا مسبقًا لسيناريوهات الأزمة الإقليمية والعالمية.

من ناحية، سيؤدي مثل هذا الحدث إلى إزالة الحرب على غزة من قمة جدول الأعمال الدولي. ومن ناحية أخرى، من المتوقع أن يحول الانتباه الأمريكي من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى ويسمح لإيران بتعزيز مكانتها وتأثيرها الإقليميين وحتى تحمل المزيد من المخاطر في البرنامج النووي أو في المواجهة مع إسرائيل.

ربما يعجبك أيضا