التوتر اليوناني التركي يتصاعد بشأن جزر إيجه.. والغرب يدعو للتهدئة

ضياء غنيم
توتر تركي يوناني حول جزر إيجه

الخارجية الأمريكية ترى أن تهديدات الرئيس التركي ضد اليونان غير مفيدة في ظل التدخل العسكري الروسي في دولة أوروبية أخرى.. فهل تشهد أوروبا حربًا أخرى؟


في وقت حرج للشركاء الأوروبيين يتصاعد دخان التوتر بين اليونان وتركيا على خلفية تحركات عدائية بين البلدين الجارين في جزر إيجه شمال شرق البحر المتوسط.

واشتعل التوتر بعد إعلان أنقرة أن رادارات منظومات دفاعية يونانية من طراز “إس 300” الروسية تعقبت مقاتلات تركية في أجواء جزر بحر إيجه، قالت إنها كانت في إطار تنفيذ مهام لحلف الناتو، أعقبها تبادل الاتهامات وحرب دبلوماسية في المنظمات الإقليمية والدولية.

اتهامات بتقويض الحقائق

نقلت صحيفة “كاثميريني” اليونانية، يوم الأربعاء 7 سبتمبر 2022، أن وزير الخارجية، نيكوس ديندياس، وجّه خطابات لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي، أول أمس الاثنين، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أمس الثلاثاء، بشأن جهود بلاده لمواجهة ما وصفه بـ”عدوان تركيا المتنامي”، وتفنيد ما ورد في خطابات أردوغان بشأن جزر بحر إيجة التي قال إنها تضمنت “تهديدًا مباشرًا للوحدة الإقليمية لليونان”.

وفيما ركز ديندياس على تزامن “الخطاب العنيف” مع الزيادة الحادة في “انتهاكات” تركيا للسيادة اليونانية في جزر إيجه وشرق المتوسط، نقلت الصحيفة عن الجيش اليوناني نبأ اعتراض طائراته مسيّرة تركية فوق أجواء جزيرة كيناروس، وفق قواعد الاشتباك المعمول بها دوليًّا، في ساعة مبكرة صباح الأربعاء.

السيادة على جزر إيجه

وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، استبق نظيره اليوناني، مطلع الشهر الحالي، برسائل مماثلة إلى 25 دولة أوروبية ومفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية، جوزيب بوريل، والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة بشأن ما وصفه بـ”ممارسات اليونان غير القانونية ومطالبها المتطرفة”، حسب صحيفة “دايلي صباح” التركية.

ويشير الجانب التركي أن أبرز نقاط الخلاف مع اليونان أن مجالها الجوي “المزعوم” يبلغ 10 أميال، برغم أن مساحة مياهها الإقليمية لا تتجاوز 6 أميال، فضلًا عن انتهاك أثينا “الوضع غير العسكري لجزر إيجه، والجزر والكتل الصخرية التي لم تنقل سيادتها إلى اليونان بموجب معاهدات دولية سارية”، حسب الصحيفة التركية.

كريت بالعلم التركي

صاحب الهجوم اللفظي للرئيس التركي، رجب طيب  أردوغان، إثارة قضية جزر إيجه على نحو متصاعد، مع حديثه عن احتلالها وإعطاء الجزر التابعة لبلاده لليونان بموجب اتفاقيتي لوزان 1923 وباريس 1947، مهددًا بتحرك مفاجئ في جنح الليل.

وعادت الأزمة للتصاعد على خلفية اتهامات أنقرة لأثينا بمخالفة الاتفاقيات الدولية التي تقضي بعدم تسليح الجزر، وفي خضم التوتر أهدت حركة “الذئاب الرمادية” زعيم حزب الحركة القومية وحليف أردوغان، دولت باهشيلي، يوليو الماضي، خريطة رسمت جزرًا يونانية بالعلم التركي، وعلى رأسها جزيرة كريت.

مخاوف الصراع تستنفر الحلفاء

وفي أعقاب تصريحات الرئيس التركي شديدة اللهجة، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء “التصريحات العدائية” التركية التي قال إنها تتناقض مع الحاجة لخفض التصعيد في شرق المتوسط، ودعا المتحدث باسم الاتحاد، بيتر ستانو، يوم الاثنين الماضي، تركيا للتهدئة واحترام سيادة ووحدة أراضي دوله الأعضاء.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، يوم الثلاثاء، أن تهديدات أردوغان غير مفيدة في ظل التدخل العسكري الروسي في دولة أوروبية أخرى، في حين دعا الجانبين لحل الخلاف بالوسائل الدبلوماسية. ونقلت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى أنقرة وأثينا يومي الاثنين والثلاثاء رسالة تهدئة مماثلة، حسب صحيفة الشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا