“الثلاثاء الكبير”.. هل يحسم الحرب داخل الحزب الديمقراطي؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مع بداية الاقتراع فيما يُسمى بـ”الثلاثاء الكبير” في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لنيل ترشيح الحزب، تتجه الأنظار لولاية كاليفورنيا لحسم الحرب داخل الحزب الديمقراطي بين جو بايدن مرشح المؤسسة، والاشتراكي بيرني ساندرز.

مخاوف مشروعة

سان فرانسيسكو التي أضحت رمزًا للجناح الليبرالي في المشهد السياسي الأمريكي ورابع أكبر مدن ولاية كاليفورنيا والتي أصبحت من قلاع الحزب الديمقراطي منذ مدة تستعد ربما للحسم داخل الحزب الليبرالي بين جو بايدن المرشح للمؤسسة والاشتراكي ساندرز .

هناك خوف لدى بعض المستقلين من مرشح يصف نفسه بالاشتراكي، فهم يخشون من أن يؤثر نجاحه على أوضاعهم الاقتصادية. كلمة الاشتراكية لا تزال تثير ردود فعل سلبية في الوعي الجماعي لجيل الحرب الباردة من الأمريكيين يوظفها الجمهوريون بكفاءة عالية ضد الديمقراطيين مما يفسر رغبة المؤسسة الحزبية في وقف ساندرز حتى لو فاز في الثلاثاء الكبير.

بيل شنايدر محلل سياسي، يقول “إذا برز ساندرز بعد الثلاثاء الكبير ستكون هناك جهود لوقفه، لكن يتعين إيجاد مرشح بديل. مضيفا “لا يمكنك الفوز بسباق الخيول إذا لم تكن هناك خيول”.

عودة الأمل لـ”بايدن”

يبدو أن فوز بايدن بكارولينا الجنوبية أعاد الأمل للحزب الديمقراطي ومن يصفون أنفسهم بالمعتدلين على الرغم من خشيتهم من ردود الفعل المحتملة لمؤيدي ساندرز مما قد يعمق مظاهر الفوضى والخلاف.

في الوقت الذي يخشى فيه بعض الديمقراطيون على فرص الحزب بسبب مظاهر الانقسام، يعوّل البعض الآخر على إجماع القواعد الحزبية على ضرورة التخلص من ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل.

“بايدن” حقق أول فوز له في انتخابات الحزب الديمقراطي بولاية ساوث كارولاينا، منذ بداية الانتخابات التمهيدية، ويعود هذا الانتصار أساسا لتصويت الناخبين السود، الذين يشكلون أكثر من 50% من ناخبي الولاية.

الناخبون السود الذين ظلوا أوفياء للحزب الديمقراطي وأعادوا الحياة لـ”بايدن” بحسب مراقبين، يرونهم بالفعل الخزان البشري الذي ضمن استمرار الحزب الديمقراطي على مدى عقود . وسيتمكن بايدن من إعادة تشكيل حملته وخطابه وجمع المزيد من التبرعات كي يستمر.

نظام الانتخابات

لعل هذا اليوم – الثلاثاء الكبير – الأكثر إثارة في الانتخابات التمهيدية الأمريكية. “نيو هامبشاير” و”أيوا” و”نيفادا” و”كارولينا الجنوبية” أول الولايات التي تصوت في نظام الانتخابات التمهيدية، هذه الولايات الصغيرة تقلص عدد المرشحين لتظهر أكبر المنافسين في السباق الرئاسي.

بعد تصويت الولايات الـ 4 الأولى، مجموعة كبيرة من الولايات الأكبر وهي ألاباما، ألاسكا، ساموا، أركنساس، كاليفورنيا، كولورادو، ماين، ماساتشوستس، مينيسوتا، كارولينا الشمالية، أوكلاهوما، تكساس، تينيسي، يوتا، غيرمونت، فيرجينيا، الديمقراطيون المغتربون، تصوت فيما يسمى بـ”الثلاثاء الكبير”، يزيد عدد المندوبين في الثلاثاء الكبير عن أي يوم آخر في تقويم الانتخابات التمهيدية. 

هذا اليوم يمثل أول اختبار لإمكانية المرشح على المستوى القومي، خاصة وأنه يقدم مندوبي أكثر من أي يوم آخر في الانتخابات التمهيدية. الانتصارات في انتخابات الثلاثاء الكبير تزكي عادة المرشحين لنيل ترشيح الحزب . ممثلا بذلك أول اختبار فعلي لحظوظ المرشح في الفوز بالانتخابات على المستوى الوطني بحكم التنوع الجغرافي والاجتماعي الذي تقدمه هذه الولايات. 

متى بدأ “الثلاثاء الكبير”؟

بدأ استعمال عبارة “الثلاثاء الكبير” عام 1976 كمصطلح غير رسمي يستخدمه الصحفيون، وبالتالي فهو ليس مصطلحا رسميا في الدستور الأمريكي.

انتصارات الثلاثاء الكبير المقنعة عادة ما تترجم بتسمية الحزب للفائز كمرشحه الأوحد في السباق الرئاسي. الرؤساء ترامب وأوباما وبوش الابن كلهم فازوا بترشيح الحزب في الثلاثاء الكبير في انتخابات 2000 و2008 و2016.

هناك مسألة أخرى تكتسب أهمية خلال الثلاثاء الكبير وهي الولايات الكبرى مثل كاليفورنيا وتكساس، فالأولى وزنها من حيث عدد المندوبين يقدر بنحو 415 والثانية 228. 

ربما يعجبك أيضا