تحليل: عملية رفح ليست محدودة والفصائل الفلسطينية قادرة على البقاء

محمد النحاس
قوات الاحتلال الإسرائيلي

بعد 218 يوم على شنّ الحرب على قطاع غزة التي لا تتجاوز مساحته 365 كيلومتر مربع، لا تزال القوات الإسرائيلية عاجزة عن بسط هيمنتها على الأرض، ناهيك عن تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حماس وإعادة الرهائن


بدأ الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي، ما قال إنها عملية محدودة في رفح بعد توجيه أمر إخلاء للنازحين شرق المدينة الجنوبية في 6 مايو 2024.

واليوم السبت 11 مايو 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن نحو 300 ألف شخص نزحوا من الأحياء الشرقية لرفح جنوب قطاع غزة، منذ إصدار أوامر الإخلاء مع بدء العمليات البرية في رفح، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.

عملية رفح

الجيش الإسرائيلي، دأب على القول بأن العملية البريّة في رفح ستكون محدودة، وحرص في توجيهات الإجلاء للنازحين على كتابتها أسفل المنشورات التي تم إسقاطها جوًا.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يبدو أن هناك حرصًا على التأكيد أن العمليات محدودة، وذلك مع الرفض الدولي الواسع لأي عملية في رفح، وهناك رغبة إسرائيلية للتقليل من أهمية الهجوم على المدينة التي لجأ إليها أكثر من مليون نازح.

الخط الأحمر الأمريكي

حتى عند موافقة مجلس الوزراء الحربي المصغر (الكابينت) على توسيع العمليات البريّة، في اجتماعه الجمعة فإن مسؤولين إسرائيليين أخبروا وسائل إعلام عبريّة أنّ هذا التوسيع لا يتجاوز الخط الأحمر الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن.

في أوامره للإخلاء لم تقتصر تحذيرات الجيش الإسرائيلي على شرق رفح، بل وسعّها لمناطق شمال غزة مرةً أخرى، ووسط رفح، ما يؤكد أنّ العمليات ليست محدودة حيث دأب المسؤولون الإسرائيليون منذ بدأ الهجوم على المدينة الجنوبية على القوّل بأن العمليات “دقيقة وموجهة” وترمي إلى السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

عودة المقاتلين الفلسطينيين

لعدة أشهر ظل المسؤولون الإسرائيليون يتوعدون بشن هجوم على رفح بهدف “تحقيق النصر الكامل” حسب تعبيرهم، وهو مفهوم مشكوك فيه إلى حد بعيد، بالنظر إلى أن القوات الإسرائيلية تعود لتقاتل في مناطق دخلتها قبل 6 أشهر حيث ادعت منذ وقت طويل تفكيك كتائب حماس فيها، كما هو الحال في بيت حانون، المنطقة الشمالية التي عادت لتنشط مجددًا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها الجيش الإسرائيلي إلى العودة إلى أجزاء من الأراضي والتي قال سابقًا إنه هزم فيها قوات حماس.

كما عادت كتائب الفصائل الفلسطينية للعديد من مناطق شمال القطاع، ووسطه، ناهيك عن تقارير تتحدث عن ظهور نشاط لحماس في خان يونس بعد 4 أشهر من المعارك الطاحنة مع القوات الإسرائيلية، ودارت، السبت، معارك طاحنة في حي الزيتون بمدينة غزة.

بحسب الجارديان، لا تزال بعض شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها المنظمة المسلحة خلال سنواتها الـ 16 في السلطة سليمة، ولا تزال هناك بعض المخزونات المتبقية من الصواريخ ولديها ما يكفي من القوة البشرية لإطلاقها على إسرائيل، كما لا زال بإمكان حماس التواجد على المستوى الشعبي والعمل في كل مكان تغيب عنه القوات الإسرائيلية.

كيف تتعامل الفصائل الفلسطينية؟

لأبعاد سياسية واقتصادية، لا تستطيع القوات الإسرائيلية البقاء في كافة المناطق التي كانت محلاً للعمليات على مدار أشهر الحرب، كما تشن الفصائل هجمات شبه يومية على مواضع التمركز الإسرائيلي الثابتة داخل غزة وفي غلافها.

وعلى نحوٍ شبه يومي يستهدف المسلحون الفلسطينيون، محور نتساريم، الفاصل بين شمال وجنوب القطاع، وموضع التواجد الإسرائيلي الرئيس داخله، باستثناء مناطق عملياتية أخرى محدودة سواءً في رفح أو في الشمال.

بالإضافة للهجمات المستمرة على معبر كرم أبو سالم حيث تربض حشود القوات الإسرائيلية حيث ترمي فصائل المقاومة لرفع كلفة البقاء الإسرائيلي داخل غزة، ما يضع رواية “النصر الكامل” الإسرائيلي محل شك، ناهيك عن جدوى عملية رفح، وهو أمر ألمح إليه غير مرة المستوى العسكري، حيث اشتكى مسؤولون في الجيش في تصريحات علنية أو منسوبة لمصدر دون الكشف عن هويته من من غياب التصور سياسي متماسك لمستقبل غزة بعد الحرب.

وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس، أن الإسرائيلي نداف بوبلابيل (51 عاماً) والذي يحمل الجنسية البريطانية توفي “متأثراً بجراح” أصيب بها بعد استهداف الطيران الإسرائيلي “مكان احتجازه قبل أكثر من شهر مع الأسيرة جودي فانشتاين” في رسالة مباشرة لارتباط التصعيد العسكري بمقتل الأسرى وهو ما أكدته الحركة مرارًا.

ربما يعجبك أيضا