الجارديان: نتنياهو عبء على بايدن ولن يحل السلام دون رحيله

جراء دعمهم لإسرائيل.. يخسر قادة الغرب الرأي العام الدولي والدعم المحلي

محمد النحاس
بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

متجاهلاً تحذيرات بايدن، يهدف نتنياهو إلى الاحتفاظ بالسيطرة على غزة إلى أجل غير مسمى، وكما هو الحال دائمًا، فهو يرفض حل الدولتين


كشف صحيفة الجاريان البريطانية النقاب عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح عبئًا على الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ورغم استشهاد نحو 12 ألف فلسطيني وأكثر من 30 ألف جريح، مازال الرئيس بايدن يؤكد دعمه “الراسخ لإسرائيل”، الأمر الذي يشير إلى احتمال تعرضه لتداعيات محتملة بسبب هذا الدعم المتواصل.

هزيمة الفصائل

بحسب مقال بالجارديان اليوم السبت 18 نوفمبر 2023، فقد تعزز الانطباع بأن نتنياهو لا يستمع للأميركيين منذ هجمات الـ 7 من أكتوبر، ويستمر في رفض أي شكل من أشكال وقف إطلاق النار، بينما يقبع عشرات الإسرائيليين كرهائن في القطاع، ولم يتم هزيمة الفصائل.

ورغم عزلتها الواضحة، رفضت إسرائيل بـ”فظاظة” القرار الذي اتخذه مجلس الأمن الأسبوع الماضي ويدعو إلى هدنة إنسانية ممتدة، ولم تستخدم الولايات المتحدة ولا المملكة المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار، على عكس التصويتات السابقة.

تغير الرأي العام الأمريكي 

من الواضح أن بايدن لا يواكب الرأي العام الأمريكي والعالمي، ويشير استطلاع جديد إلى أن 68% من الأمريكيين يريدون وقف إطلاق النار ، بينما يعتقد ما يقرب من 40% أن بايدن يجب أن يعمل كـ”وسيط محايد” بدلاً من من دور المحامي عن إسرائيل.

ومن الجدير بالملاحظة أن حوالي 50% من الناخبين الأمريكيين الأصغر سنًا (أقل من 45 عامًا) والناخبين غير البيض يعتقدون أن رد فعل إسرائيل “أكثر من اللازم”، وهذه هي الدوائر الانتخابية الرئيسية لبايدن في انتخابات 2024، وكانت استطلاعاته سيئة بالفعل قبل الحرب.

خسارة الرأي العام العالمي

لقد تراجع الاتحاد الأوروبي، مثل بايدن، عن حل الدولتين وأعاد تدويره كنوع من “العلاج السحري” رغم الإخفاقات المتعددة في المفاوضات السابقة، وفق الجارديان. 

أما على صعيد الرأي العام العالمي، من الواضح أن بايدن والغرب يخسران بشأن غزة، حيث أن الغضب “الهائل” الذي تشعر به الدول العربية، وخارجها إزاء الخسائر البشرية هو غضب عميق وربما يخلف عواقب جيوسياسية دائمة، وفق المقال.

ماذا يعني بقاء نتنياهو في السلطة؟  

ويرى مقال الجارديان إن الولايات المتحدة ترغب في وضع سقف زمني للحرب، ولكن نتنياهو لن يتوقف حتى يتمكن من الادعاء بأن حماس تم القضاء عليها بالكامل، وهو أمر مستحيل عمليًا، وكثيراً ما يتحدث عن “حرب طويلة”، حيث إنه أفضل أمل له في البقاء بمنصبه ولعدم الزج به في السجن.

ومتجاهلاً تحذيرات بايدن، يهدف نتنياهو إلى الاحتفاظ بالسيطرة على غزة إلى أجل غير مسمى، وكما هو الحال دائمًا، فهو يرفض حل الدولتين، وعلى صعيد الداخل الإسرائيلي، فقد أظهر استطلاع للرأي أن أقل من 4% من اليهود الإسرائيليين يثقون في قدرة نتنياهو على قول الحقيقة بشأن الحرب.

وطالما بقي نتنياهو في السلطة، سيواجه بايدن وقادة الغرب تحديات في التعامل مع إسرائيل، وقد يطيل معاناة غزة، ويضر بمصداقيتهم في الداخل أمام شعوبهم، وبمصالحهم في الخارج.

ربما يعجبك أيضا