الجانب المظلم للذكاء الاصطناعي.. آلاف القتلى في غزة وأهداف مستقبلية مروعة

الذكاء الاصطناعي يقرر من يعيش ومن يموت في غزة

آية سيد
حرب غزة والجانب المظلم للذكاء الاصطناعي

بينما يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة البشرية في تحقيق أهداف جديدة، فإنه لن يصبح قوة للخير إذا جرى تطويره في الظلام واستُخدم لقتل الأشخاص في ميادين المعركة.


حذر الكاتب، جوزيف دانا، من أن الحرب في غزة ترفع المخاطر بشأن السيطرة على الذكاء الاصطناعي.

وفي مقال نشرته صحيفة “آسيا تايمز”، اليوم الأحد 10 ديسمبر 2023، أشار دانا إلى أن إسرائيل تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحديد من يعيش ومن يموت في غزة، والنتائج، مثلما يرى الجميع، مروعة، وتنذر بأن الذكاء الاصطناعي لن يُستخدم من أجل الخير.

 برنامج «ذا جوسبل»

في تحقيق أجرته مجلة “+972” الإسرائيلية، تحدث الصحفي، يوفال أبراهام، مع العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين بشأن برنامج الذكاء الاصطناعي المتقدم التابع للجيش الإسرائيلي “ذا جوسبل”.

العدوان الإسرائيلي على غزة

العدوان الإسرائيلي على غزة

ووفق المسؤولين، يقدم “ذا جوسبل” توصيات استهداف جرى توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر “الاستخراج السريع والتلقائي للمعلومات الاستخباراتية”، ثم يجري مطابقة التوصيات مع عمليات تحديد الهوية التي أجراها الجندي البشري.

ويعتمد النظام على مصفوفة من نقاط البيانات بتاريخ متقلب من تحديد الهوية الخاطئ، مثل تكنولوجيا التعرف على الوجه.

ما النتيجة؟

حسب دانا، النتيجة هي إنتاج أهداف “عسكرية” بمعدل مرتفع بنحو مدهش. وفي العمليات السابقة، كان ما يبطئ الجيش هو نقص الأهداف، لأن البشر يستغرقون وقتًا لتحديد الأهداف والخسائر المدنية المحتملة، لكن “ذا جوسبل” سرّع العملية بوتيرة هائلة.

وبسبب “ذا جوسبل”، لم تعد المقاتلات الإسرائيلية قادرة على مواكبة عدد الأهداف التي يقدمها هذا البرنامج، وأشار الكاتب إلى أن جسامة حصيلة الوفيات على مدار 6 أسابيع من القتال في غزة تتحدث عن الطبيعة المميتة لهذه التكنولوجيا الحربية الجديدة.

خسائر مدنية فادحة

وفق المسؤولين في غزة، استُشهد أكثر من 17 ألف شخص حتى الآن، من ضمنهم 6 آلاف طفل، وحسب الصحفي الأمريكي، نيكولاس كريستوف، تُقتل امرأة أو طفل في المتوسط  كل 7 دقائق على مدار الساعة منذ بدء الحرب في غزة.

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

إنفوجراف| إسرائيل تستهدف النساء والأطفال في غزة

وفي هذا الشأن، قال الباحث الذي يرأس منظمة “Article 36″، وهي منظمة غير ربحية معنية بالحد من أضرار الأسلحة، ريتشارد مويس، بشأن المشهد في غزة: “نحن نشهد التسوية واسعة النطاق للمناطق الحضرية بالأرض باستخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة”.

وتابع مويس، في تصريحات لصحيفة “الجارديان” البريطانية: “لذلك فإن الحقائق لا تثبت صحة الادعاء بممارسة الدقة في استخدام القوة”.

العيون على غزة

لفت دانا إلى أن الجيوش حول العالم التي تمتلك قدرات ذكاء اصطناعي مماثلة تراقب العدوان الإسرائيلي على غزة من كثب، مشيرًا إلى أن الدروس المستفادة في غزة ستُستخدم لتحسين منصات الذكاء الاصطناعي الأخرى لاستخدامها في الصراعات المستقبلية.

وهكذا، حسب الكاتب، ستستخدم الحرب المؤتمتة المستقبلية برامج الحاسوب لتحديد من يعيش ومن يموت.

الشركات الخاصة

بينما تواصل إسرائيل قصف غزة بالصواريخ الموجهة بالذكاء الاصطناعي، تحتاج الحكومات والجهات التنظيمية حول العالم إلى المساعدة لمواكبة وتيرة الابتكار في الذكاء الاصطناعي التي تحدث في الشركات الخاصة، لأن المشرعين والجهات التنظيمية لا يستطيعون مواكبة البرامج الجديدة، أو تلك التي يجري ابتكارها.

ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن “الفجوة تضاعفت بسبب نقص المعرفة بالذكاء الاصطناعي في الحكومات، والبيروقراطيات، والمخاوف من أن الكثير من القواعد قد تحد، دون قصد، من فوائد التكنولوجيا”.

ونتيجة ذلك هي أن شركات الذكاء الاصطناعي يمكنها التطوير بقدر قليل من الرقابة أو بدونها. وحذر دانا من خطورة هذا الوضع لأن لا أحد يعلم ما تعمل عليه هذه الشركات.

أزمة «أوبن أيه آي»

أشار دانا إلى أزمة إدارة “أوبن أيه آي”، الشركة المسؤولة عن منصة الذكاء الاصطناعي الشهيرة “شات جي بي تي”.

openai chatgpt ftc data security investigation 1

أوين أيه آي

وعندما أُقيل رئيسها التنفيذي، سام ألتمان، بنحو غير متوقع، بدأت الشائعات على الإنترنت التركيز على التقارير غير المؤكدة التي تزعم أن “أوبن أيه آي” طوّرت ذكاء اصطناعي سري وجبار يمكنه تغيير العالم بطرق غير متوقعة، ولذلك أدت الخلافات الداخلية بشأن استخدامه إلى أزمة قيادة في الشركة.

وفي حين أنه لا يمكن التأكد من صحة هذه الإشاعات، رأى الكاتب أنها تبدو منطقية نظرًا لمسار الذكاء الاصطناعي وحقيقة أننا لا نستطيع فهم ما تفعله “أوبن أيه آي”.

نقطة تحول

أشار الكاتب إلى أن “ذا جوسبل” وفوضى “أوبن أيه آي” يمثلون نقطة تحول في الذكاء الاصطناعي، وبينما يستطيع الذكاء الاصطناعي مساعدة البشرية في تحقيق أهداف جديدة، فإنه لن يصبح قوة للخير إذا جرى تطويره في الظلام واستُخدم لقتل الأشخاص في ميادين المعركة.

وفي حين تشاهد الحكومات القوية إسرائيل وهي تختبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي على الفلسطينيين، لفت دانا إلى أنه “لا يمكننا أن نضمر آمالًا زائفة بأنه سيُستخدم من أجل الخير فقط، لأن الجهات التنظيمية والمشرعين لا يملكون الأدوات اللازمة لفرض الرقابة السليمة”.

ربما يعجبك أيضا