الجرائم الأسرية تتسيد حوادث القتل في الأردن.. 86 قتيلًا منذ بداية 2019

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – ارتفعت حالات القتل والجرائم الأسرية في الأردن، منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية تموز المنصرم، بشكل مقلق، حيث سقط 86 شخصًا بينهم 10 نساء قتلن على يد أزواجهن وأقربائهن.

وبحسب بيانات قضائية اطلعت “رؤية” عليها اليوم الخميس، فقد ارتكبت 79 جريمة قتل في المحافظات الأردنية، خلال الفترة المذكورة، معظمها تم ارتكابه باستخدام الأسلحة النارية، التي تحاول الحكومة وضع حد لانتشارها الواسع وغير القانوني.

وتنوعت أساليب ارتكاب الجرائم، فمنها ما وقع خنقًا وبعضها كانت الضحايا فيه أحداث، فيما بعض الجرائم ارتكبها أحداث ونساء.

ولعل من أسوأ الجرائم التي شهدها الأردن، منذ بداية العام الجاري، جريمة مقتل طفلة بعد محاولة الاعتداء عليها جنسيًا من قبل حدث، قتلها بضربها بأداة حادة على رأسها، وقد جرت محاكمته بالسجن 12 عامًا في مركز للأحداث.

أما جريمة القتل التي هزت بشاعتها الرأي العام المحلي، فكانت في شهر تموز المنصرم، حيث أقدم زوج على خنق زوجها ودفنها داخل برميل ملأه بالإسمنت، ولم يفلح في إخفاء جريمته بعد كشفه من قبل الأجهزة الأمنية.

ووجه القضاء لعديد من مرتكبي هذه الجرائم، تهمة القتل العمد حيث يواجه المتهم بذلك حكم الإعدام شنقًا، ومنهم من وجه له القتل القصد وسيقبع في السجن لمدد تصل حتى 15 عامًا، بحسب قانون الجنايات الأردني.

وتنبه جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الناشطة في العمل النسوي، من ارتفاع عدد جرائم القتل الأسرية منذ بداية العام الجاري.

ووفق بيان للجمعية، فقد سجل الأردن، 12 جريمة منذ بداية 2019، حيث قتلت 3 نساء خلال يومين في جرائم وقعت في العاصمة عمان، حيث عثر فجر الأحد 21/7/2019 على جثة سيدة في الخمسينيات من عمرها داخل منزلها في منطقة جبل اللويبدة، فيما عثر بعد ذلك بيوم على جثة سيدة في الثمانينيات من عمرها داخل منزلها في جبل عمان، كما قتلت سيدة أخرى بسلاح طليقها داخل منزلها في منطقة الدوار الخامس مدعياً في البداية انتحارها.

ولعل شهر آيار المنصرم، الشهر الوحيد الذي لم يشهد أي جريمة قتل بحق النساء والفتيات على يد أحد أفراد الأسرة داخل الأردن.

وخلال شهر آذار وقعت 4 جرائم قتل راح ضحيتها امرأة وزوجها إلى جانب ثلاث فتيات أخريات، حيث عثرت الأجهزة الأمنية على جثة فتاة (16 عاماً) داخل منزل ذويها في محافظة جرش.

 كما عثرت على جثة فتاة عشرينية داخل منزل ذويها أيضاً تعرضت للإصابة بعيار ناري في منطقة الصدر في منطقة القويسمة بمحافظة العاصمة، فيما تم العثور على جثتين لرجل وامرأة عليهما آثار أعيرة نارية داخل منزل في منطقة خريبة السوق بمحافظة العاصمة أيضاً.

وأقدم شقيق (16 عاماً) على قتل أخته (13 عاماً) عن طريق خنقها إثر خلاف عائلي في محافظة البلقاء. وفي شهر شباط، أقدم زوج على قتل زوجته العشرينية عن طريق خنقها بكتم النفس وذلك في منطقة القويسمة بمحافظة العاصمة.

العقوبات تساعد في الإفلات

وتشير “تضامن” إلى أن تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم ضد النساء والفتيات والطفلات، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، لن يكون كافياً لوحده للحد و/أو منه هكذا جرائم ما لم تتخذ إجراءات وقائية تمنع حدوث الجرائم وعلى كافة المستويات بدءاً من الأسرة ومحيطها.

وتقول الجمعية، إن الحماية من العنف وأشد أنواع العنف قسوة ألا وهو القتل، تتطلب إجراءات وقائية تعالج الشكاوى الواردة لمختلف الجهات المعنية وتأخذها على محمل الجد، وتدعو “تضامن” إلى تكثيف العمل على برامج إرشاد ومساعدة اجتماعية وصحية وقانونية، مع التركيز على الجانب النفسي الذي لم يأخذ الاهتمام اللازم باعتباره مؤشراً هاماً من مؤشرات احتمالية استخدام الفرد للعنف بكافة أشكاله وأساليبه. وتطالب “تضامن” بتوفير برامج الإرشاد والعلاج النفسي مجاناً وفي جميع محافظات المملكة.

يذكر أن القانون المعدل لقانون العقوبات أضاف فقرة جديدة للمادة (98) من القانون الأصلي باعتبار ما ورد فيها الفقرة (1) وبإضافة ” لا يستفيد فاعل الجريمة من العذر المخفف المنصوص عليه في الفقرة (1) الفقرة (2) إليها بالنص التالي من هذه المادة إذا وقع الفعل على أنثى خارج نطاق أحكام المادة (340) من هذا القانون”.

ويذكر بأن المادة (340) من قانون العقوبات تنص على أنه “يستفيد من العذر المخفف من فوجئ بزوجته أو إحدى أصوله أو فروعه أو أخواته حال تلبسها بجريمة الزنا أو في فراش غير مشروع فقتلها في الحال أو قتل من يزني بها أو قتلهما معا أو اعتدى عليها أو عليهما اعتداء أفضى إلى موت أو جرح أو إيذاء أو عاهة دائمة”.

كما ويستفيد من العذر ذاته الزوجة التي فوجئت بزوجها حال تلبسه بجريمة الزنا أو في فراش غير مشروع.

وبموجب أحد بنود القانون “لا يجوز استعمال حق الدفاع الشرعي بحق من يستفيد من هذا العذر، كما لا تطبق على من يستفيد من العذر المخفف أحكام الظروف المشددة”.

ربما يعجبك أيضا