الجغرافية المختلطة.. العراق تدخل في دوامة التصعيد بين تل أبيب وطهران

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

لم تتوقف وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ الثاني والعشرين من يوليو/ تموز الماضي عن نشر الخطاب الذي أطلقه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يهدد بتنفيذ هجمات على الأراضي العراقية.

أربعة تفجيرات

أربعة تفجيرات في أقل من شهرين في العراق أولها في 19 يوليو شمال شرق بغداد وآخرها أمس الثلاثاء بالقرب من قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين.

منذ تهديد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي فقط، استهدفت مواقع الحشد الشعبي 3 مرات من قبل طائرات مجهولة الهوية.

اللافت أن التفجيرات الأربع كلها طالت مخازن أسلحة لكتائب ووحدات منضوية تحت مظلة ميليشيا الحشد الشعبي.

أطراف عراقية علقت على آخر تلك الحوادث بالقول إن سبب التفجير هو سوء التخزين أو تماس كهربائي.

تبرير عراقي وتأكيد إسرائيلي 

ورغم التبرير هنا وهناك، فإن الضربات الإسرائيلية أعادت للأذهان تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن مباشرة منذ عام ومن على منبر الأمم المتحدة أن بلاده ستواصل فعل كل ما يجب عليها فعله لتدافع عن نفسها ضد ما وصفه بـ”العدوان الإيراني”، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق. وكان هذا أول ذكر للعراق ضمن نطاق الدول التي قد تنفذ فيها إسرائيل بضربات جوية.

التبرير العراقي حول سبب الانفجارات، كذبته العديد من القنوات الإسرائيلية خلال تغطيتها، مؤكدة أن التماس أحدثته طائرة من طراز إف 35.

تورط إسرائيلي 

الخبراء العسكريون أكدوا أن تنفيذ الضربة بطائرة أف ـ 35 يوجه أصابع التهام إلى إسرائيل، فهي الدولة الوحيدة في المنطقة عدا تركيا التي تمتلك هذا الطراز من الطائرات. خاصة بعد نفي الولايات المتحدة تنفيذ هذه الهجمات.

كما أن نتنياهو حين سئل خلال زيارته لأوكرانيا عن التفجيرات، كان رده “لا حصانة لإيران أينما كانت”، حسبما أكد موقع “تايمز أوف إسرائيل”.

وأضاف نتيناهو في إشارة إلى إيران:” سنتحرك ضدهم أينما تستدعي الحاجة، وأيدينا طويلة”.

بعد كل هذه التأكيدات، ما هو السر وراء الرواية السياسية العراقية داخل أراضي البلاد، وهل يمكن الربط بين هذه الهجمات وبين مزاعم رفض الحشد الشعبي الاستجابة للضغوط الأمريكية بتغيير مواقعه من مواقع النفوذ الأمريكي في العراق.

هل سيرد العراق؟

خيوط كثيرة متشابكة في البلاد، يزيد تعقيدها التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، فهل سيرد العراق على منفذ الغارات المجهولة، أم سيكون حاله، كما هو حال سوريا التي تستهدفها الغارات الإسرائيلية جهارًا نهارًا، متى وكيفما تشاء تل أبيب.

وحتى سوريا يراها البعض أنها قادرة على الرد، كونها تمتلك منظومة دفاع صاروخية قادرة على صد بعض الهجمات، فضلا عن روسيا التي تؤمن مناطق عديدة شرقي البلاد، فماذا سيكون للعراق للزود عن ترابه.

وعود عراقية 

وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، أعلن الخميس الماضي أن وسائل الدفاع الجوي التابعة للبلاد ستقوم بإسقاط أي طائرة حربية تخترق الأجواء العراقية.

وأمر بفتح تحقيق شامل تشترك فيه جميع الجهات المسؤولة للتحري في انفجار مخازن العتاد في معسكر “الصقر” ورفع تقرير خلال مدة أقصاها أسبوع، داعيا إلى إلغاء كافة الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية لجميع الجهات العراقية والأجنبية.

كما أمر عبد المهدي باستكمال الخطط الشاملة لنقل المخازن والمعسكرات التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية والحشد الشعبي إلى خارج المدن، مشيرا إلى أن أي تواجد لمعسكرات أو مخازن عتاد خارج الخطة والموافقات المرسومة سيعتبر تواجدا غير نظامي وسيتعامل معه وفق القانون.

ربما يعجبك أيضا